فاطمة حميد تقود رحلة النضال وحدها

لدى فاطمة حميد، البالغة من العمر 50 عاماً، تجربتان يمكن للمرء الاستفادة منهما. أصبح أحد جانبيها ضحية للوعي الذكوري والعنف الأبوي، والجانب الآخر هو الذي يواصل رحلتها النضالية بمفردها.

سوركل شيخو

زركان ـ في مواجهة هجمات الاحتلال التركي المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، تقود المرأة المقاومة، خاصة في زركان التابعة لمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، ورغم أنهم على بعد أمتار قليلة من الثكنات العسكرية للدولة التركية وأن صوت المدافع وصوت الطائرات من السماء لا يهدأ ​​كل يوم، إلا أن مقاومة ونضال المرأة كان دائماً مصدر خوف للمحتلين، وهناك العديد من القصص غير المسموعة لنساء في المقاومة والنضال.

من النساء المتواضعات والمبتسمات التي يحبها الجميع ولها قصة وتجربة هي فاطمة حميد 50 سنة متزوجة منذ 11 سنة وتسكن في مدينة زركان، ولم تصبح أماً بعد. عملت مع زوجها في حديقة الشهيدة آرين ميركان لمدة 7 سنوات، وتدير الحديقة بمفردها منذ ما يقرب من 5 سنوات.

حديقة الشهيدة آرين ميركان هي أحد مشاريع مكتب المرأة التابع لبلدية الشعب في زركان، والتي افتتحت في السنوات التي سبقت الاحتلال التركي.

 

لم تصبح أما ولم تعش الحياة الزوجية بسبب عقلية الرجل

وقالت فاطمة حميد إنها تزوجت لكن زوجها مرض، ثم تركها وذهب إلى دمشق، "كنا معاً، وعملنا معاً في الحديقة، لكنه موجود في دمشق منذ 5 سنوات بسبب العلاج. لقد تركني وبقيت وحيدة أقضي أيامي وحياتي في الحديقة محاطة بضحكات الأطفال وسعادتهم، وهكذا أصبر. لم أكن محظوظة بما فيه الكفاية لأكون أماً، لكن هؤلاء جميعهم أطفالي ولا أستطيع الانتظار لرؤيتهم".

 

"الوحدة صعبة ولكنها تتطلب التعود"

وذكرت فاطمة حميد أنها تعيش بمفردها وتكافح، "أعيش وحدي في المنزل. الوحدة صعبة ولكن ماذا أفعل لقد اعتدت أن أعيش هكذا. الحياة تحت القصف خطيرة، لكن لا يوجد طريق آخر ولا حياة أخرى لنعيشها. هناك حياة هنا وكل من حولي جيران ومعارف والمدينة مليئة بالناس. العيش وحيداً مليء بالصراع".

 

"أنا والحديقة معاً في كل المواسم"

وتحدثت فاطمة حميد عن اهتمامها بالحديقة وزراعتها "بدأت كل شيء هنا، وهنا زرعت بيدي أشجاراً كان طولها 30 سم فقط. لقد زرعت في هذه الأرض، وأصلحت أرض المنتزه، وزرعت العشب الصناعي، وسقيت الأشجار. مثلما تتجدد الأشجار وأوراق الشجر في كل موسم، كذلك أنا والحديقة معاً في كل موسم. لقد أصبحت الحديقة جزءاً من حياتي وبيتي وكل شيء بالنسبة لي. بسبب الخطر الحالي، أحب الحديقة أكثر من منزلي، كما قمنا بافتتاح كافتيريا داخل الحديقة وأصبحت حديقة يمكن للجميع تلبية احتياجاتهم فيها وأصبحت مكاناً للاستراحة، لكن بسبب هجمات الاحتلال التركي، تغيرت أشياء كثيرة، والآن يلعب الأطفال بما تبقى من ألعاب".

 

"أستطيع أن أعمل أي شيء"

وتابعت فاطمة حميد "الحياة مثل هذا الشيء إذا لم تعشها فسوف تهزمك، ولهذا أعيش وحدي الآن. العمل ليس عائقاً بالنسبة لعمري، يمكنني العمل لمدة 20 عاماً أخرى، لكن آمالي وأحلامي هي أن يسود السلام، وآمل أن ينتهي هذا الاحتلال وأن يتوقف صوت الرصاص في كامل سوريا، وبسبب هذا الاحتلال نزحنا واحتلت مدننا ودمرت منازلنا".

 

انتهاء الاحتلال وعودة وتجمع النساء والأطفال في الحديقة

ولفتت فاطمة حميد إلى عودة البسمة إلى شفاه النساء والأطفال، "نأمل أن ينتهي الاحتلال، وتزهر هذه الحديقة من جديد، ويجتمع الجميع هناك بالضحك والسعادة، ونأمل بحياة خالية من الحرب، حيث لن يكون هناك المزيد من مشاعر الخوف، وبدلاً من ذلك سيكون هناك سلام. لقد بقيت أشياء كثير حسرة في قلبي، وأتمنى لو كان لدي ابنة وابن الآن. طلبي من المرأة أن تكون ذكية وواسعة المعرفة، وألا تعتمد على الرجل أبداً".

وفي نهاية ختام حديثها شكرت فاطمة حميد النساء اللواتي وقفن إلى جانبها دائماً "أنا ممتنة جداً للمؤسسات التي دعمتني واهتمت بي حتى الآن. يجب أن تكون جميع النساء جديرات بالحياة".