دعوات عاجلة لتوثيق جرائم بحق الصحفيين في غزة
دعا مركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوثيق جرائم القوات الإسرائيلية في غزة، مشيداً بشجاعة الصحفيين الفلسطينيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة رغم الاستهداف المباشر.

مركز الأخبار ـ على مدار عامين من الحرب واجه الصحفيون في غزة آلة القتل والاستهداف، وتحوّل عملهم المهني إلى مهمة قاتلة، حيث تم توثيق مقتل العشرات من الصحفيين والصحفيات واعتقال آخرين في ظروف قسرية.
ناشد مركز حماية وحرية الصحفيين في الأردن وهو جهة مستقلة، اليوم الجمعة العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية والإعلامية للتحرك الفوري لتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها القوات الإسرائيلية في غزة، مؤكداً على أهمية وقف الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشاد المركز بالصحفيين والصحفيات الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين واصلوا أداء واجبهم المهني في نقل الحقيقة وكشف الانتهاكات، رغم تعرضهم للاستهداف المباشر من قبل القوات الإسرائيلية، معتبراً إياهم نموذجاً نادراً عالمياً في الشجاعة المهنية.
وأشار المركز إلى أن أكثر من 250 صحفياً وصحفية فقدوا حياتهم خلال عامين من حرب الإبادة على الصحافة الفلسطينية، مطالباً بمواصلة الجهود الدولية لمحاسبة من ارتكب تلك الانتهاكات بحق المدنيين والصحفيين، ومؤكداً أن الإفلات من العقاب يشكل تهديداً لمنظومة العدالة الدولية.
ودعا المركز المؤسسات الحقوقية الإقليمية والدولية إلى التوجه الفوري إلى غزة لرصد وتوثيق الانتهاكات، مشدداً على أهمية السماح للصحافة الدولية بالدخول إلى القطاع بعد عامين من منع الصحفيين الأجانب من الوصول إليه.
كما حث المركز الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى إطلاق مهمة عاجلة تهدف إلى دعوة صحفيين من مختلف أنحاء العالم لزيارة قطاع غزة، تعبيراً عن التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين، وتسليط الضوء على الواقع الحقيقي للانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحقهم وحق المدنيين.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال عامين من الحرب التي وصفت بالإبادة الجماعية التي شنتها القوات الإسرائيلية على قطاع غزة، كان الصحفيون الفلسطينيون في قلب دائرة الاستهداف، ولم ينجُ كثير منهم من آلة القتل الممنهجة، فقد تحوّل عملهم في نقل الحقيقة وكشف الانتهاكات إلى مهمة محفوفة بالموت، دفعوا ثمنها بأرواحهم في سبيل إيصال صوت شعبهم إلى العالم.
وأظهرت إحصاءات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ونقابة الصحفيين الفلسطينيين أن القوات الإسرائيلية قتلت 254 صحفياً وصحفية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى إعلان وقف إطلاق النار يوم أمس الخميس، من بينهم نحو 27 امرأة صحفية، كما أصيب 433 صحفي بجروح متفاوتة فيما تعرض 48 آخرون للاعتقال في ظروف قسرية وقاسية، تعكس حجم الاستهداف الممنهج الذي طال الجسم الصحفي الفلسطيني خلال الحرب.
وامتدت الهجمات الإسرائيلية لتطال البنية التحتية للقطاع الإعلامي في غزة، حيث تم استهداف 12 مؤسسة صحفية ورقية، و32 منصة رقمية و11 إذاعة إلى جانب 16قناة فضائية، منها 4 محلية و12 خارجية، كما دُمرت 5 مطابع كبرى و22 مطبعة صغيرة، بالإضافة إلى 53 منزل يعود لصحفيين.
ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي، تجاوزت خسائر القطاع الإعلامي حاجز 800 مليون دولار، في وقت لا تزال فيه 143 مؤسسة إعلامية تواصل عملها رغم القصف والانقطاع شبه الكامل للإمدادات، في مشهد يعكس صموداً استثنائياً في وجه الاستهداف الممنهج.