بفعاليات مختلفة تناهض نساء شمال وشرق سوريا العنف ضد المرأة

فعاليات مختلفة في إطار مناهضة العنف ضد المرأة في مدينة الحسكة ومقاطعة الشهباء والرقة مع حلول 25تشرين الثاني/نوفمبر.

مركز الأخبار- تواصل نساء شمال وشرق سوريا فعالياتهن لمناهضة العنف ضد المرأة للتوعية بتداعياته على واقع المرأة والمجتمع، فأقيم اليوم الأحد 19 تشرين الثاني/نوفمبر معرض للوحات الفنية في مدينة الحسكة، وورشة عمل في مقاطعة الشهباء وعفرين، ومحاضرة في الرقة.

رسائل مناهضة للعنف ضد المرأة

نظم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل في مدينة الحسكة، معرضاً للوحات الفنية لتسليط الضوء على معاناة النساء، وذلك ضمن سلسلة فعاليات اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي اطلق تحت شعار "ضد كافة أشكال العنف والاحتلال... "Jin Jiyan Azadî.

وتضمن المعرض 25 لوحةً من أعمال الفنان حسن حمدان ومجموعة من طالباته، جميعها تعبر عن المرأة ومعاناتها وما تتعرض له من اضطهاد سواء من المجتمع أو الاحتلال.

 وعلى هامش الفعالية قالت عضو مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل نهلة العيسى "يسلط المعرض الضوء على معاناة النساء وما تتعرضن له من عنف بكافة أشكاله دون رادع، ومن خلال اللوحات المشاركة في المعرض نقول كفى للعنف، وكذلك نسعى لتوعية المجتمع وايصال رسائل مناهضة للعنف ضد المرأة التي عليها أن تكون صاحبة إرادة لأنها تستحق أن تعيش حرة".

ومن جانبها قالت الفنانة التشكيلية مريم الرزاق التي شاركت بلوحة في المعرض "هذه المشاركة الأولى للوحتي في معرض فريد من نوعه، واردت من خلالها لفت الأنظار لأشكال العنف التي تمارس على المرأة، لأن كل امرأة بطريقتها تناهض العنف وأنا بلوحتي عبرت عن العنف الذي تتعرض له النساء".

 

 

 

حلول جذرية

فيما نظم مركز دراسات الجينولوجيا (علم المرأة) في مقاطعة الشهباء- عفرين ورشة عمل تحت عنوان "هويتي لا تحددها نظرتك لي"، وتضمنت العديد من الأسئلة عن العنف وأسبابه وتداعياته وأشكاله أجاب عليها المشاركين/ات على شكل مجموعات تم تنظيمهم من نساء ورجال.

وعلى هامش ورشة العمل قالت الناطقة باسم مركز ابحاث الجنولوجيا في مخيم سردم ليلى حبش "تزامناً مع اقتراب اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نظمنا ورشة عمل للتعريف بالعنف وأشكاله وتداعياته، فالعنف يمارسه الرجل دون النظر إلى واقعه على حياة المرأة والمجتمع".

ولفتت إلى أن العنف الذي يمارس على النساء هو شكل من أشكال إبادة المجتمع وكتم صوت الحياة والحرية فيه "من خلال الآراء والمقترحات التي وردت في ورشة العمل سعينا للوصول إلى حلولٍ جذرية للحد من كافة أشكال العنف الممارسة ضد النساء"، مؤكدةً أن تنظيم مثل هذه الورشات يساهم في إيجاد الحلول لإيقاف العنف الممارس على المرأة.

ومن جانبه قال عضو لجنة المتابعة في بلدية الشعب محمد إبراهيم أن الأسئلة التي طرحت وتمت مناقشتها خلال ورشة العمل لها الكثير من المعاني، والتعمق في تفاصيل العنف الممارس بحق المرأة "الذهنية السلطوية والرأسمالية من الأسباب الأساسية والرئيسية في ممارسة العنف على المرأة".

ونوه إلى أن "العنف يؤثر على الحالة النفسية للمرأة قبل جسدها لذا الرجل الذي يفرض العنف بأشكاله المختلفة عليها يواجه مشكلة نفسية بحد ذاته لأنه يحاول سلب إرادة المرأة بالقوة والعنف"، مشيراً إلى ضرورة تعرف الرجل والمرأة على تاريخ النساء والمجتمع الطبيعي والتعمق في دراسات علم (الجنلوجيا) الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان ليستطيعوا الوصول إلى مجتمعٍ حر وديمقراطي يولي الأهمية لوجود المرأة وآرائها على أساس الحياة الندية الحرة".

ومن جهتها أشارت عضو منسقية مؤتمر ستار عفرين-الشهباء ريحانة علو إلى أنه من خلال سلسلة الورشات والندوات التي يتم العمل على التعريف بتأثيرات العنف الممارسة على المرأة بأشكاله المختلفة من اللفظية والجسدية والتي تكون نتائجها مدمرة على المرأة والمجتمع.

وركزت على ضرورة مشاركة النساء في الدورات الفكرية وتنظيم التدريب الشخصي فبإمكانهن من خلال الدروس الفكرية التعرف على المرأة وحقيقتها وتاريخها وبذلك يتمكن المجتمع التخلص من العنف بشتى أشكاله شيئاً فشيء.

 

 

 

مشاريع متنوعة لمحاربة العنف الاقتصادي

نظمت لجنة اقتصاد المرأة في تجمع نساء زنوبيا بمدينة الرقة محاضرة استعرضت مختلف أشكال العنف الذي تتعرض له النساء وسبل الحد منه، وتم التركيز بشكل رئيسي على العنف الاقتصادي.

وعلى هامش المحاضرة قالت نسرين حسن عضو منسقية تجمع نساء زنوبيا في المناطق المحررة "تطرقنا إلى مختلف أشكال العنف وركزنا على العنف الاقتصادي الذي يهدد مناطقنا والعنف الممارس على المرأة من خلال حرمانها من الميراث أو أن تمتلك القدرة على إدارة شؤونها المالية وأن تحقق اكتفائها الذاتي"، مبينةً أن "الأنظمة الاستبدادية والرأسمالية فرضت على المرأة أنظمة وقوانين بهدف ارجاعها الى زمن العبودية لتكون تابعة للرجل".

وأوضحت أنه "في ظل كافة الأزمات التي مرت على النساء ووجود نسبة من الأرامل والمطلقات اللواتي هن بحاجة ماسة إلى عمل وتحقيق اكتفائهن الذاتي، افتتحنا العديد من المشاريع للحد من البطالة بين النساء، وتمكنا من خلال ذلك بمساعدة العديد من النساء".

وشددت على ضرورة دعم النساء اقتصادياً، مشيرةً إلى أن الاحتلال التركي يمارس حرباً اقتصادية على المنطقة ويستهدف البنية التحتية "نسعى لتحقيق الاقتصاد المجتمعي الذي يستهدف كافة أفراد المجتمع ليتحمل كل شخص مسؤوليته ويساهم في بناء مجتمعه".

من جهتها قالت الإدارية في اقتصاد المرأة في مدينة منبج هناء تلجبيني "من خلال هذه المحاضرات التي ننظمها في كل عام نحارب كافة أشكال الممارسات التي تستهدف المرأة سواء العادات والتقاليد البالية، أو العنف السياسي أو الاقتصادي وكل منها يؤثر على النساء بشكل مختلف".

وعن مشاركة الرجال في المحاضرة قالت "نسعى لتوعية الرجال إلى جانب النساء، لينتهي العنف ضد المرأة"، لافتةً إلى أنه بالرغم من تحرر النساء اقتصادياً إلا أنهن تعانين من الأزمة الاقتصادية التي تضرب المنطقة عموماً "كاقتصاد المرأة نحاول محاربة الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على النساء من خلال فتح المجال أمامهن للعمل وفتح مشاريع صغيرة".

وأكدت أنه "على كافة النساء أن تعتمدن على أنفسهن وعدم تقبل العنف بكافة أشكاله تجاه المرأة ومعرفة أن خلف المرأة هنالك مؤسسات وحركات نسائية تدعمها وتحميها".