دار المرأة تعزز آليات حماية النساء عبر برامج التعليم والتوعية

تعمل دار المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا على حماية النساء من العنف والتمييز عبر برامج وأنشطة وآليات حماية تهدف إلى تمكين النساء من الدفاع عن حقوقهن، ومعالجة قضاياهن بشكل مستدام.

زينب عيسى

قامشلو ـ تواجه النساء في المجتمع أشكالاً متعددة من العنف، بدءاً من العنف الأسري وصولاً إلى التمييز الاجتماعي وإنكار الحقوق الأساسية، فإلى أي مدى تُسهم الآليات القائمة في التصدي لهذه التحديات وضمان حماية الحقوق على أرض الواقع؟.

تكتسب دار المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا أهمية خاصة باعتبارها إحدى المؤسسات الرائدة في حماية المرأة، من خلال برامج التعليم، الزيارات الميدانية، والندوات التوعوية، فهذه الأنشطة لا تقتصر على معالجة آثار العنف فحسب، بل تسهم أيضاً في رفع مستوى الوعي، بناء الثقة، وتزويد النساء بالأدوات اللازمة للدفاع عن حقوقهن وحل قضاياهم عبر آليات قانونية واجتماعية مستمرة تهدف إلى الوقاية. إن هذا الدور يعكس فهماً أعمق لواقع حماية المرأة، ويبرز أثر الجهود المبذولة في نشر التعليم والدعم لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام في حياة النساء".

 

وجود قوانين تحمي النساء

حيث أشارت الإدارية في دار المرأة بمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا مبروكة إبراهيم إلى التحديات التي تواجهها النساء داخل المجتمع، موضحةً العادات والتقاليد السائدة كثيراً ما تُقيّد النساء وتحرمهن من حقوقهن الأساسية.

وأكدت أن ظاهرة الزواج المبكر باتت منتشرة بشكل ملحوظ، حيث تُجبر الفتاة على تحمل مسؤولية رجل وأسرة تحت ضغط العائلة، وغالباً ما يتم تزويجها دون إرادتها، مما يفتح الباب أمام مشكلات عديدة "القانون يمنع زواج الفتيات دون سن الثامنة عشرة، باعتبار أن هذا العمر يمنح الفتاة القدرة على إدارة حياتها وبناء أسرة مستقرة، ومع ذلك، فإن بعض الفتيات يتزوجن قبل بلوغ هذا السن، وغالباً ما تكون حياتهن مليئة بالمعاناة، إذ تشتكي الكثير منهن إلى دار المرأة من عدم قدرتهن على تحمل أعباء الحياة الزوجية أو رعاية الأطفال".

وأوضحت أن آليات حماية المرأة في المجتمع تلعب دوراً محورياً في معالجة العديد من القضايا التي تواجه النساء "هذه الآليات تشمل برامج التعليم، الندوات التوعوية، والحوارات المجتمعية، التي تهدف إلى تمكين المرأة من الدفاع عن نفسها، وتعزيز ثقتها وإرادتها، لتصبح قادرة على اتخاذ قراراتها والمشاركة الفاعلة في مواقع صنع القرار".

 

 

دار المرأة... الملاذ الآمن للنساء

وأشارت مبروكة إبراهيم إلى أن هذه البرامج تُنفذ عبر المجالس واللجان، من خلال زيارات ميدانية وتنظيم دورات وندوات تتناسب مع خصوصية كل مجتمع، مما يتيح للنساء فرصة الاجتماع والتفاعل وحل مشكلاتهن بأنفسهن "هذه الجهود تسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي والحد من مظاهر العنف ضد المرأة"، مبيّنةً أن البرامج الموجهة للرجال لا تقل أهمية، إذ تعمل على تعزيز وعيهم الاجتماعي وتمكينهم من أجل بناء حياة مشتركة قائمة على التعاون مع الأم والأخت والابنة والزوجة، وهو ما يحقق نتائج إيجابية ويساعد في معالجة الكثير من المشكلات.

وأوضحت أن الهدف الأساسي من عمل دار المرأة هو معالجة القضايا التي تواجه النساء داخل المجتمع "الكثير من النساء يتعرضن للعنف من قبل الرجال، كما أن تدخل العائلتين في الخلافات الزوجية يزيد من تعقيد المشكلات، ولهذا السبب تلجأ النساء إلى دار المرأة لتقديم شكاواهن، وأحياناً يأتي الرجال أيضاً لعرض مشكلاتهم".

وأضافت "نقوم بتنظيم ثلاث جلسات أسبوعياً للتوفيق بين الطرفين، بهدف إيجاد حلول مشتركة تمنع استمرار الخلافات، وإذا لم تُحل القضايا عبر هذه الجلسات، تُحال الشكاوى إلى المحكمة للنظر فيها قانونيا"، مؤكدةً دار المرأة تعمل على حماية حقوق النساء والدفاع عنها عبر التعليم، الندوات، الزيارات الميدانية، والحوارات المجتمعية، مشيرةً إلى أن أبوابه مفتوحة للجميع، ليس للنساء فقط، بل للرجال أيضاً، حيث يتم الاستماع إلى شكواهم والعمل على حلها.