برلمانية سابقة: ترسيخ السلام يحتاج إلى رؤية استراتيجية

دعت السياسية كيشي دارا حفيظ إلى دعم مسار السلام، مؤكدةً ضرورة إشراك جميع مكونات المجتمع، ومراجعة السياسات التركية التي تعرقل جهود التعايش.

هيلين أحمد

السليمانية ـ ترسيخ السلام في تركيا وعموم المنطقة يتطلب خطوات عملية، ورؤية استراتيجية، ومواجهة الخطابات المتطرفة بالعمل الجاد والمجتمعي.

أكدت كيشي دارا حفيظ، السياسية والبرلمانية السابقة عن برلمان إقليم كردستان، أن مسار السلام الذي انطلق بدعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" في 27 شباط/فبراير الماضي، يجب أن يشمل جميع مكونات المجتمع، داعيةً كافة الأطراف إلى دعمه والانخراط فيه.

وأوضحت أن هذا المسار يتطلب خطوات عملية وجادة من جميع الجهات المعنية، مشددةً على أهمية اللقاءات والفعاليات التي تُنظّم من أجل السلام، لما لها من تأثير كبير في ترسيخ ثقافة التعايش وتعزيز جهود بناء السلام داخل المجتمع.

وقالت إن مسار السلام في مختلف أجزاء كردستان، لا سيما في شمالها، يتطلب خطوات عملية أكثر جدية من جميع الأطراف المعنية "موقف الدولة التركية من هذا المسار لا يزال غامضاً، ففي العديد من اللقاءات، لم تُظهر التزاماً واضحاً تجاه عملية السلام، ما يثير شكوكاً حول استخدامها لهذا الملف كتكتيك سياسي مؤقت".

وبينت أن الشعب الكردي يعمل منذ سنوات على ترسيخ ثقافة السلام والعيش المشترك، بينما تواصل الدولة التركية إنكار وجوده، وتسعى باستمرار إلى طمس هويته "العديد من الفعاليات الثقافية والمجتمعية أُطلقت من قبل الكرد ودعاة السلام، إلا أن الحاجة ما تزال قائمة لتفعيل هذا المسار بشكل أوسع".

وشددت على ضرورة مواجهة الخطابات المتطرفة والمواقف العدائية بالعمل الجاد من أجل السلام "حالة العداء المستمرة في تركيا تجاه الكرد ومسار السلام لن تُحل إلا بقرار سياسي حقيقي، وباستعداد مجتمعي واسع لدعم هذا الخيار".

وأكدت كيشي دارا حفيظ على أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت مسرحاً للتجاذبات السياسية بين الدول الإقليمية، ما أدى إلى دمار واسع في المدن والقرى، وانعدام الأمن والاستقرار بالنسبة للسكان "الهجمات التي تشنها الدولة التركية كانت سبباً مباشراً في تدمير القرى وتهجير السكان، وسقوط العديد من الضحايا، وهذه السياسات لا تعكس فقط الأزمة الاقتصادية وانهيار التجارة في تركيا، بل تُفاقم أيضاً الأزمات الاجتماعية الداخلية".

وبيّنت أن رفض تركيا لمسار السلام يكلّفها خسائر مادية ومعنوية متزايدة، في وقت بدأت فيه التوازنات الإقليمية تتغير، ما يفرض عليها مراجعة سياساتها بما يتماشى مع الواقع الجديد "على الدولة التركية أن تبتعد عن السياسات التي تعرقل جهود السلام، وأن يُتقبل الشعب الكردي داخل تركيا بمبدأ التعايش المشترك"، داعيةً إلى بذل جهود حقيقية من أجل السلام والعيش المشترك مع الشعوب الأخرى، وأن ترسيخ السلام يتطلب عملاً جاداً، وفكراً ناضجاً، ورؤية استراتيجية شاملة، بعيداً عن الخطابات المتشددة والمواقف العدائية.