بغداد... جلسة حوارية تسلّط الضوء على دور المرأة في العمل السياسي
أكدت المشاركات في الجلسة الحوارية في بغداد على أهمية دور المرأة في مختلف مفاصل الحياة "النهوض بالمجتمع يبدأ من إيمان المرأة بقدراتها، ومن خلال التصالح مع الذات وقيمة الإنتاج".

رجاء حميد رشيد
بغداد ـ ضمن ملتقاها الأسبوعي، نظمت حركة بداية جلسة حوارية بعنوان "دور المرأة في التنمية والعمل السياسي"، أمس السبت 3 أيار/مايو 2025 في بغداد.
استُهلت الجلسة الحوارية التي نظمت تحت عنوان "دور المرأة في التنمية والعمل السياسي" باستذكار نضال المرأة ودورها التاريخي، ليس فقط باعتبارها نصف المجتمع، بل باعتبارها القوة المحركة القادرة على إعادة التوازن لمسارات الحياة. فهي من حملت عبء الحياة على كتفيها، ربّت الأجيال، ووقفت في الصفوف الأمامية للصبر والعطاء، وها هي اليوم تقف في الصفوف الأولى لصنع القرار والمشاركة في العمل السياسي.
شددت الأستاذة شيماء الحيدري على أهمية دور المرأة في مختلف مفاصل الحياة، مشيرة إلى وجود خمسة محاور ضمن الخطة الاستراتيجية التي أقرتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وتشمل، دور المرأة في العمل السياسي، دورها في التنمية الاجتماعية، دورها في القضاء على العنف ضد المرأة، تأثير البيئة في حياة المرأة، بناء القدرات وتمكين المرأة من الإيمان بذاتها لتحقيق التنمية.
وأكدت أن النهوض بالمجتمع يبدأ من إيمان المرأة بقدراتها، ومن خلال التصالح مع الذات وقيمة الإنتاج، مما يخلق فرص عمل فعالة ويحقق الأهداف المرجوة، مشددة على أهمية دعم المرأة للمرأة، إلى جانب دعم الرجل.
ومن مداخلات الحضور، أوضحت مراسلة لوكالتنا رجاء حميد رشيد أن مشاركة المرأة العراقية في الدورة البرلمانية الحالية، على الرغم من تجاوز عدد النساء في البرلمان الـ90، لا تعكس تمثيلًا حقيقياً للمرأة، مشيرة إلى أن معظم النساء البرلمانيات يمثلن الكتل السياسية أو الأحزاب التي رشحتهن، مما قد يحد من قدرتهن على التعبير عن مصالح المرأة بشكل مستقل، هذا الأمر، أدى إلى تراجع حقوق المرأة في العراق، وتُعد هذه الظاهرة مشكلة شائكة حيث أن النساء البرلمانيات قد لا يكنّ قادرات على اتخاذ قرارات مستقلة أو الدفاع عن حقوق المرأة بشكل فعال.
وتناولت الدكتورة لينا عدنان دور المرأة العراقية في حضارة وادي الرافدين، حيث كانت ملكة، كاهنة، وحاكمة، مشيرة إلى نماذج نسائية عالمية ناجحة مثل أنديرا غاندي (الهند) والشيخة حسينة (بنغلادش).
وطرحت أفراح عباس تساؤلاً حول التحديات التي تواجه المرأة في القيادة السياسية، ومدى تأثير العادات والتقاليد، مؤكدة أن الكوتا وُجدت لضمان عدم إقصاء المرأة من الترشح، في ظل تفوق الرجال من حيث الدعم المادي.
وشددت فاطمة سعد على أهمية وجود المرأة منذ بدء الخليقة، ودورها كامرأة قوية، مشيرة إلى تراجع دور المرأة بسبب الابتزاز، العنف، وقضايا غسل العار. داعية إلى عقد ندوات توعوية تستهدف الرجال لتعزيز احترامهم للمرأة كأم وزوجة وابنة.
وعلقت إيناس شاكر على التباين في النظرة المجتمعية للمرأة، بين من يرى مكانها في المنزل فقط، ومن يدعم مشاركتها الفاعلة، مؤكدة أن كل امرأة بطبيعتها تملك صفات القيادة، فهي من تقود العائلة وتربي الأبناء، لكن للأسف لا تُمنح دائماً الفرصة لإثبات ذاتها على مختلف الأصعدة.