'أزمة المياه في إقليم شمال وشرق سوريا تعتمد على الحل السياسي'

أكدت المشاركات في ندوة أسبوع المياه العالمي، أن أزمة المياه في إقليم شمال وشرق سوريا تُستخدم كسلاح سياسي يستهدف صمود السكان عبر التحكم بمحطة علوك "أن أزمة المياه لا تنفصل عن السياق السياسي، لذلك يجب إيجاد حل جذري".

رونيدا حاجي

الحسكة ـ تعاني مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، خاصة مدينة الحسكة، أزمة مياه خانقة استمرت لسنوات تفاقمت بشكل ملحوظ  منذ عام 2019 عقب سيطرة الاحتلال التركي على محطة علوك، والتي تعتبر المصدر الرئيسي لتزويد المدينة بالمياه.

نظّم اتحاد بلديات إقليم شمال وشرق سوريا في 31 آب/أغسطس الفائت ندوة بمناسبة أسبوع المياه العالمي، حملت عنوان "المياه في مناطق شمال وشرق سوريا بين الواقع والتحديات" وخلال الندوة تناولت الرئيسة المشتركة للاتحاد ستير مراد، إلى جانب الرئيسة المشتركة لمديرية مياه مقاطعة الجزيرة بيريفان سيلو، أبرز التحديات التي تواجه المنطقة في مجال تأمين المياه، مع التركيز على الدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في مواجهة هذه الصعوبات والمساهمة في إيجاد الحلول.

وأكدت الرئيسة المشتركة لاتحاد بلديات إقليم شمال وشرق سوريا ستير مراد، أن الهدف من عقد الندوة هو تمهيد الطريق لحل مشكلة المياه من خلال النقاشات "في هذا الأسبوع الذي يحتفل فيه العالم أجمع باليوم العالمي للمياه، تعاني مناطق إقليم شمال وشرق سوريا من أزمة مياه خانقة والتي تركت تداعيات جمة سوءاً على الإنسان أو الحيوان أو الطبيعة".

وأضافت أن أزمة المياه في سوريا تعد منبعاً لأزمات متعددة، إذ تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، وتظهر السياسات المتبعة في هذا المجال إلى وجود توجهات تهدف إلى إضعاف روح الصمود في هذه المناطق .

وتطرقت ستير مراد إلى دور الاحتلال التركي في قطع المياه عن محطة علوك، والذي يُستخدم كسلاح ضد إرادة أهالي المنطقة "يستخدم الاحتلال التركي محطة علوك كورقة ضغط تستهدف إرادة ونضال سكان إقليم شمال وشرق سوريا، في محاولة للنيل من صمودهم، وعلى الرغم من الظروف القاسية يواصل الأهالي، وخاصة   النازحين في المخيمات، مقاومة هذه السياسات التي ترتقي إلى مستوى مخططات الإبادة الجماعية".

وأكدت ستير مراد أنه لمواجهة أزمة المياه المتفاقمة، تبرز الحاجة إلى مشاريع استراتيجية مستدامة، من بينها مشروع سحب المياه من نهري دجلة والفرات، الذي يُعد خطوة حيوية نحو تأمين مصادر المياه وإعادة التوازن البيئي في المنطقة، ودعت المنظمات الإنسانية إلى تقديم الدعم اللازم لضمان استمرارية هذا المشروع، مما يساهم في استعادة الحياة الطبيعية وإنعاش البيئة والبحيرات التي تضررت بفعل هذه السياسات".

كما تحدثت عن معاناة النساء في هذه الأزمة، مشيرة إلى أن " النساء يخضن نضالاً تاريخياً ضد أزمة المياة،  تواجهن العديد من التحديات في توفير المياه لأسرهن وأطفالهن، ونرى كيف تستخدمن أصعب الطرق لإيصال المياه إلى منازلهن، من ناحية أخرى انتشرت أمراض كثيرة في منطقتنا بسبب نقص المياه، لذلك نحمل الاحتلال التركي مسؤولية ذلك".

 

مشكلة عالمية

من جانبها قالت الرئيسة المشتركة لمديرية مياه مقاطعة الجزيرة بيريفان سيلو، إن مشكلة المياه عالمية ومن الضروري أن يُظهر الجميع موقفهم من هذه الأزمة وأن تحصل سوريا على حصتها من المياه "من خلال هذه الندوة، نسعى إلى إيصال صوت سكان إقليم شمال وشرق سوريا إلى العالم، وتسليط الضوء على الواقع المرير لأزمة المياه التي تعصف بالمنطقة منذ نحو ست سنوات، لاسيما في مدينة الحسكة التي تضم أكثر من مليون ونصف نسمة ويعيش أهلها في ظروف إنسانية صعبة وقاسية ".

وأكدت أن أزمة المياه في هذه المناطق ليست مجرد مشكلة خدمية، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي العام، حيث تُستخدم المياه كسلاح للضغط والتضييق، وعلى الرغم من التحديات البيئية والسياسية، تظل النساء في مقدمة النضال اليومي لبناء حياة كريمة لأسرهن ومجتمعاتهن.

وعن وضع النساء في الحصول على المياه خاصة في المخيمات أضافت أنه "في ظل هذه الأزمة يؤثر نقص المياه والتلوث الناجم عنهما سلباً على أجساد النساء وتتسب بحدوث العديد من الأمراض، في المخيمات التي شُيّدت في الحسكة تواجه النساء صعوبات جمة إلا أنهن مصممات على عدم التخلي عن أرضهن، وتواصلن النضال من أجل الحياة".