انتهاكات مستمرة وجبهات قتال مفتوحة بين الجماعات الجهادية
بحث مجلس الأمن الملف السوري، في وقت تتوتر فيه الأوضاع الأمنية في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة جهاديي هيئة تحرير الشام، وتشهد العملية التعليمية نكسة، فيما بدأت الحروب الداخلية بين الجماعات الجهادية تثير تساؤلات عديدة.

مركز الأخبار ـ في وقت تستمر فيه الخروقات على مختلف الأصعدة ولا حلول جدية لحل الأزمات الأمنية والحقوقية مع تعنت الحكومة السورية المؤقتة في إجراء حوار حقيقي وفاعل مع الأطراف المعنية ومنها الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا والسويداء تستمر الانتهاكات والخروقات.
الملف السوري على طاولة مجلس الأمن
بحث مجلس الأمن الملف السوري بشقيه السياسي والإنساني وتعديل نظام العقوبات الأممية، في الجلسة الشهرية المفتوحة الخاصة التي انطلقت أمس الأربعاء 22 تشرين الأول/أكتوبر، وانطلقت الجلسة ببحث تطورات الأوضاع الإنسانية والسياسية السورية، وتركزت المحادثات على التوتر بين الحكومة المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك الوضع الميداني في مدينة السويداء، إضافة للانتقادات الموجهة لغياب التمثيل الكافي للسوريين بمختلف خلفياتهم العرقية والطائفية في العملية الانتقالية.
ومن المنتظر أن يبحث مجلس الأمن أيضاً التصعيد في الجولان وجنوب سوريا عموماً ومساعي تثبيت تفاهمات أمنية جديدة بين سوريا و"إسرائيل"، وتناولت المحادثات ازدياد نشاط خلايا داعش الإرهابية، وخلال الكلمة التي القتها عبر الفيديو من دمشق أكدت نائبة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا نجاه رشدي على ضرورة إشراك النساء في البرلمان، وطالبت الحكومة المؤقتة باتخاذ خطوات لمنع استبعاد النساء من المناصب القيادية.
احتجاجات طلابية وتعليق الدراسة
فيما فجرت أزمة امتحان الدكتوراه الموحّد احتجاجات طلابية في كلية الطب بالعاصمة دمشق وسط جدل حول معايير الكفاءة، وقد رفض الطلاب آلية الامتحان باعتبارها "عبء غير منصف" في ظل اختلاف المناهج والمستويات التعليمية بين الجامعات السورية.
ووقف الطلاب أمام وزارة التعليم العالي رافعين اللافتات التي تعبر عن الأزمة التي خلقتها الوزارة بهذا القرار، مطالبين بإلغائه أو جعله اختيارياً، بكون الامتحان يشمل 7 اختبارات مكثفة خلال اسبوعين لا تراعي الفوارق سواء من الناحية التعليمية أو الضغوط النفسية.
أما في السويداء فقد تم تعليق الدوام أمس الأربعاء 22تشرين الأول/أكتوبر في كافة المدارس والمعاهد بعد الانتهاكات المرتكبة بحق المكون الدرزي من قبل الحكومة المؤقتة، وعلى صفحة مديرية التربية والتعليم في السويداء نشر بيان جاء فيه أن ذلك بسبب "المقتضيات الأمنية الراهنة"، بعد التصعيد الأمني من قبل الحكومة المؤقتة التي استخدمت خلاله الطائرات المسيّرة لاستهداف مناطق مدنية، بعضها قُرب المدارس.
مقطع فيديو طائفي
من جهة أخرى تم تداول مقطع مصور على إحدى منصات التواصل الاجتماعي يُظهر جهاديين يهددون بكلام طائفي بالتوجه إلى حي "جبل الورد" في ريف دمشق لإخلائه من سكانه ذوي الغالبية العلوية، وسلبهم منازلهم.
عمر أومسن... ما القصة؟
أما في مخيم "فرقة الغرباء" المخصص للجهاديين الفرنسيين في مدينة حارم بريف إدلب الشمالي الغربي، جرت اشتباكات بين جهاديي هيئة تحرير الشام المعروفون اليوم باسم "قوات الأمن العام السورية" ومرتزقة الكتيبة الفرنسية بقيادة عمر ديابي المعروف باسم عمر أومسن.
وهذا المخيم يضم عشرات الجهاديين القادمين من فرنسا، مع عائلاتهم، وأسس الجهادي عمر أومسن ما يشبه دولة في المخيم قائمة على محاكم شرعية محلية وشرطة داخلية وقرارات عقابية مستقلة، ومع انتقال المخيم من موقعه القديم في منطقة المخيم الأزرق إلى مخيم الفردان، ظهرت إدارة داخلية غير خاضعة للرقابة ممارساتها شملت الخطف والابتزاز والعقوبات الجسدية بحق المدنيين، وكذلك فرض ضرائب لما يقال عنه "دعم الجهاد".
ووسط الضغوط الدولية أجبرت هيئة تحرير الشام على محاربة الحليف السابق، وخلال الأيام الماضية شهد المخيم اشتباكات عنيفة، وأعلن الجهاديين الأوزبك والشيشانيين، استعدادهم للتدخل دفاعاً عن الجهاديين الفرنسيين، وعلى ذلك لم تتمكن قوات أحمد الشرع "الجولاني" من اقتحام المخيم، فماذا سيحدث في الأيام القادمة بين أبو محمد الجولاني وأصدقاءه القدامى لا أحد يمكنه أن يخمن.