'التغييرات في المناهج الدراسية تشكل خطراً'
أكدت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم شمال وشرق سوريا، سميرة حاج علي، على أن التغييرات التي أجرتها المجموعات الجهادية "هيئة تحرير الشام" على برامج التعليم "تشكل تهديداً وخطراً على أجيال المستقبل".
رونيدا حاجي
الحسكة ـ غيرت هيئة تحرير الشام مناهج النظام السوري السابق بعد شهر من استلامها للحكم المؤقت، وبهذا التغيير تم حذف اسمي زنوبيا وخولة من المواد التعليمية.
تم تغيير كلمة الاحتلال العثماني إلى الفتح العثماني، وتبديل مصطلح الأخوة الإنسانية، بـ (الأخوة الإيمانية) أي يتم قبول الإخوة في إطار العقيدة الإسلامية السنية فقط، وحذفت مواد الديانة المسيحية واليهودية، واعتبار مادة الديانة الإسلامية مادة أساسية، كما تمت إزالة صور الإله مردوخ وآخرين من الميثولوجيا القديمة من الكتب، وأثارت المناهج التعليمية للمجموعات الجهادية جدلاً وردود فعل بين مختلف شرائح المجتمع.
"ستؤثر على الأجيال الجديدة"
وانتقدت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم شمال شرق سوريا سميرة حاج علي التغييرات التي طرأت على المناهج "هذا ليس الوقت المناسب لتغيير مواد التدريس والتعليم، لأن هذه الإدارة مؤقتة، ويمكنها فقط تسيير الأعمال الموجودة حالياً، وليس تغيير أساليب التدريس والتعليم. الخبرة مطلوبة لتغيير المواد التعليمية. يجب أولاً إنشاء إدارة دائمة، ومن ثم يمكن إنشاء لجان خبراء لإجراء التغييرات والتحولات في مجال التعليم، لأن هذا التغيير سيبني مستقبل جيل جديد".
"التغيير لا يأخذ كل المكونات والأطياف بعين الاعتبار"
وبينت أن المجتمع السوري مجتمع متنوع ومتعدد الأطياف لكن البرنامج التعليمي لا يأخذ جميع المكونات بعين الاعتبار "يجب أن تشمل مواد المناهج التعليمية جميع الأطياف والقوميات والأديان التي تعيش في سوريا وأن تشمل أيضاً التنوع الثقافي والديني واللغوي وأن يتم حماية حقوقهم، ولذلك فإن تغيير المناهج يجب أن يتم بواسطة أشخاص خبراء في الثقافة والأدب واللغة، وفي إقليم شمال وشرق سوريا، تعيش كافة الطوائف والمكونات وتتلقى التعليم في ظل نظام الأمة الديمقراطية بلغتها وثقافتها وتاريخها. ولهذا السبب، ظهر الرفض والاعتراضات على تغيير المناهج الدراسية من قبل الإدارة المؤقتة".
"إنه تعصب وتحيز جنسي وديني"
وذكرت سميرة حاج علي أن إزالة اسم زنوبيا يدل على عقلية متعصبة جنسياً ودينياً "عندما يُحذف اسم زنوبيا، سيُحذف تاريخ حي، ونضال آلاف السنين، وعندما يستبدل اسم الاحتلال العثماني باسم الفتح العثماني، فسيتم تشويه التاريخ. اليوم الدولة التركية المحتلة تنفذ المجازر التي ترتكبها بحق الشعب السوري أمام ناظر الجميع. وحتى لا يتم تحريف وتشويه التاريخ، ويكون تاريخاً حقيقياً وصادقاً، ومن أجل كل المكونات والأديان والمعتقدات التي تعيش في سوريا، لا ينبغي إجراء أي تغيير. هذا ليس الوقت المناسب لإجراء التغييرات على مواد المناهج التعليمية. عندما تكون هناك إدارة دائمة ويكتب دستور سوريا بحضور جميع الأمم، ويتم حماية لغتها وثقافتها وتاريخها، حينها يمكن إصدار المواد والمناهج برؤية مشتركة. مجال التعليم مجال مهم وعلمي. وفي هذا المجال بشكل خاص، تاريخ المرأة الإلهة مهم جداً. ومن أجل خلق أجيال حرة وديمقراطية وأخلاقية، يجب أن تؤخذ الحقيقة والاعتراف بتاريخ المرأة كأساس".
"الايدلوجية الدينية غير مقبولة
ولفتت إلى ثورة الشعب السوري ضد نظام الحزب الواحد، والتي أدت في نهاية المطاف إلى إسقاط نظام الأسد بعد 14 عاماً "في إقليم شمال وشرق سوريا ومنذ 14 عاماً وفي ظل نظام الأمة الديمقراطية، يتلقى كل طالب تعليمه بلغته الأم وثقافته وتاريخه. وهذا مثالي ونموذجي لسوريا بشكل عام والإدارة الذاتية نموذج للحل. ويمكنهم أن يتخذوا من الإدارة الذاتية نموذجاً ويقوموا بالعمل على أساسه. فسوريا الفسيفسائية والمتنوعة لا يمكن أن تحكم بنفس الطريقة التي كانت عليها من قبل من قبل سلطة ترتدي عباءة الدين".
"إنه أمر خطير"
وفي ختام حديثها أشارت سميرة حاج علي إلى أن مجال التعليم مهم ويجب التعامل معه بالطريقة الصحيحة، "نحن كمجال التعليم نقوم منذ سنوات وعلى أساس نظام الأمة الديمقراطية؛ بإدارة تنوع هذا المجتمع على المبادئ الديمقراطية للغة الأم والثقافة والتاريخ وإدارة نظام التعليم بشكل صحيح ومنظم. وندعو جميع الأمم داخل سوريا، العلويين، الدروز، السريان، الأرمن، العرب، إلخ. إلى المطالبة بحقوقهم بصوت عالٍ والتمكن من مواصلة التدريس والتعليم وفق النموذج الناجح الذي يدرس في شمال وشرق سوريا على أساس الأمة الديمقراطية. يجب تطبيق هذا النظام في جميع أنحاء سوريا. وبهذا سنكون قادرين على بناء جيل واع وواسع المعرفة ومتنوع وله تاريخ وثقافة".