السودان يواجه أسوأ الأزمات الصحية في العالم

وجّهت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي لعدم تجاهل المأساة الإنسانية التي تواجهها السودان، مؤكدةً أن استمرار الحرب يقوّض أي فرصة للتعافي الصحي، ويهدد حياة ملايين المدنيين دون تمويل كافٍ أو وصول إنساني آمن.

مركز الأخبار ـ كشفت منظمة الصحة العالمية عن أرقام صادمة تتعلق بالهجمات على مرافق الرعاية الصحية في السودان، مؤكدة أن البلاد تسجل النسبة الأكبر من الوفيات العالمية المرتبطة باستهداف القطاع الصحي، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي يواجه ضغطاً غير مسبوق، في ظل تفشٍ واسع للأمراض، ونقص حاد في الخدمات الصحية، وتزايد أعداد الوفيات وسوء التغذية، مؤكدةً بأن السودان تمر بأزمة صحية حادة تشمل تفشي الكوليرا والملاريا وحمى الضنك، إلى جانب واحدة من أسوأ أزمات سوء التغذية في العالم، تهدد بشكل خاص الأطفال والنساء.

 

النظام الصحي في السودان يواجه الانهيار

وبحسب منظمة الصحة العالمية في السودان أنه عدا تفشي الامراض وسوء واحتياجات طارئة لرعاية الأمومة، تواجه الكثير من التحديات مثل الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، ونقص الوصول إلى الرعاية الصحية، والأدوية والمستلزمات الطبية، والموارد المالية والبشرية لتشغيل الخدمات الصحية.

وأشارت إلى أن "النظام الصحي يعاني من الضغط وهو على وشك الانهيار، المرافق الصحية لا تعمل في العديد من الولايات السودانية، وتم الإبلاغ عن الكوليرا في 18 ولاية مع تقارير عن أكثر من 123 ألف حالة أدت إلى أكثر من 3500 حالة وفاة، أما بالنسبة لحمى الضنك، فلدينا أكثر من 53 ألف حالة مع أكثر من 145 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها من 14 ولاية، وهذا يعني أنها تغطي جميع أنحاء البلاد، وينطبق الشيء نفسه على الملاريا، أكثر من 1.4 مليون حالة ملاريا في 16 ولاية مع معدل انتقال مرتفع للغاية".

وعن سوء التغذية أشارت إلى أن "السودان تواجه واحدة من أكبر أزمات الغذاء في العالم، ومن المؤسف أن نقول هذا عن السودان، الذي كان يُعتبر سلة غذاء المنطقة بأكملها، ويعاني 45 بالمئة من السكان من مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، وتعد من بين الدول الأربع الأولى عالمياً من حيث أعلى معدلات انتشار سوء التغذية الحاد، وهذه الظاهرة تُؤثر على 13.6 بالمئة من السكان".

وبينت منظمة الصحة العالمية أن "الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل أو المرضعات معرضون للخطر بشكل خاص، وهناك 4.9 مليون شخص في حاجة ماسة إلى تدخلات غذائية منقذة للحياة، ومن المتوقع أن يُعاني ما يقرب من 800 ألف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الشديد في عام 2025"، مضيفة أنه "تم إدخال أكثر من 40 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم المصحوب بمضاعفات طبية إلى مراكز العلاج في عام 2025، حيث تقدم منظمة الصحة العالمية العلاج، هذا فقط للتأكيد على أن الاحتياجات هائلة، الوضع الصحي يتدهور بشكل كبير ومثير للقلق".

ووفقا لمنظمة اليونيسف انخفضت معدلات التطعيم في السودان إلى أدنى مستوى لها منذ 40 عاماً، وفوّت آلاف الأطفال جرعات التطعيم، وهذا ما يثير قلق منظمة الصحة العالمية ويرجع ذلك إلى صعوبة الوصول إلى الخدمات، ونقص الموارد البشرية، ويعرض هذا الانخفاض في تغطية تطعيمات الأطفال لخطر أكبر للإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الحصبة والدفتيريا وشلل الأطفال، ويعد ذلك سبباً وراء تفشي هذه الأمراض في البلاد حالياً.

وأسفرت الهجمات على الرعاية الصحية عن مقتل ما يقارب ألفي شخص من العاملين في مجال الصحة والمرضى وعائلاتهم مشيرةً إلى ضرورة حماية وسلامة العاملين في مجال الصحة في ظل استهداف العديد من المرافق العاملين في مجال الصحة.

وتحققت منظمة الصحة العالمية من 200 هجوم، منذ بداية الحرب، والذي أسفر عن مقتل 1,858 من العاملين في مجال الصحة والمرضى وعائلاتهم وفي عام 2025 وحده وثّقت منظمة الصحة العالمية 65 هجوماً أسفرت عن مقتل 1620 شخصاً، أي بزيادة تقارب 700 بالمئة عن عدد الوفيات في عامي 2023 و2024، ومثل عدد الوفيات في السودان نتيجة للهجمات على مرافق الرعاية الصحية في عام 2025 أكثر من 80 بالمئة من إجمالي الوفيات العالمية التي وثّقتها منظمة الصحة العالمية.