القائد أوجلان: النساء صاحبات أكثر من نصف النجاحات

أرسل القائد عبد الله أوجلان رسالة إلى أكاديمية جنولوجي، مؤكداً أن النساء مسؤولات عن نصف النجاحات التي تحققت حتى الآن، معرباً عن اعتقاده بأنهن سيقودن هذه العملية.

مركز الأخبار ـ وجّه القائد عبد الله أوجلان رسالةً إلى أكاديمية جنولوجي في 30 أيار/مايو الماضي، تناولت فيها العملية التي بدأها بدعوة السلام والمجتمع الديمقراطي في 27 شباط/فبراير الماضي، مؤكداً ثقته بأن النساء سيُقدن الطريق، إلى جانب الرسالة، أرسل القائد أوجلان أيضاً زهرةً زُرعت في حديقته إلى أكاديمية جنولوجي هدية لجميع النساء.

قال القائد عبد الله أوجلان إن النساء "صاحبات أكثر من نصف النجاحات التي تحققت حتى الآن. أؤمن بأنهن سيواصلن قيادة الطريق من الآن فصاعداً، سأواصل العيش معكم والوقوف معكم قدر استطاعتكم".

 

جاء في رسالة القائد أوجلان:

منذ طفولتي، سعيت لأكون الصديق والرفيق الأفضل للمرأة. ويمكن رؤية بحثي عن المرأة الحرة أيضاً في علاقتي مع والدتي. بقيتُ متمسكاً بأحلام طفولتي، وعشتُ على هذا المنوال، وناضلتُ من أجل حرية المرأة.

عندما نُقلت إلى جزيرة إمرالي، قلت: "عملي حول المرأة كان مشروعاً غير مكتمل". هذا العمل قد اكتمل الآن، ولم يتبقَّ إلا تنفيذه. لقد خلّف النضال من أجل حرية المرأة إرثاً بالغ الأهمية، حُفظَ حتى يومنا هذا بفضل تضحيات آلاف الشهداء والشهيدات، وأوجد قيمةً بالغة الأهمية.

من الضروري أن يُعرف أنني لطالما أردت أن تحيا النساء، وأن يتم إحياؤهن. كل ألم عشنه كنت أشعر به في داخلي. كانوا يقولون عني: "إنه ابن الإلهة". وأنا أيضاً كنت أريد أن أكون طفلاً (ابناً) لائقاً للنساء. هذا بالضبط ما شكّل المبدأ الجوهري لنضالي.

من أجل النساء، قدّمت مفهوم "مبدأ الأمل – Rêgeza Hêviyê". قلت: "يجب أن تصبح كل امرأة حرّة". وكـرجل، شكّلت نفسي وفق مقاييس أخلاقية وجمالية تستند إلى الحرية، وقلت: "الأساس الحقيقي للاشتراكية هو حرية المرأة".

مقياس أن يكون الرجل اشتراكياً هو أن يعرف كيف يعيش مع المرأة بطريقة صحيحة. هذا هو المبدأ الجوهري للاشتراكية. في جميع التجارب الاشتراكية التي عُيشت عبر التاريخ، ظل هذا المبدأ ناقصاً دائماً. من ماركس إلى ستالين، ومن ماو إلى لينين، لو جرى تحليل العلاقة الكاملة لهؤلاء القادة الطليعيين بالنساء، لفُهمت هذه الحقيقة بشكل أفضل.

مشروعي الذي كان غير مكتمل، واصل مسيرته مع "علم المرأة Jineolojî "، أردت من خلال هذه النظرية والمصطلح أن أُعرّف بشكل دقيق قضية المرأة. وكما قال بوذا "ما لم تُنتزع السكين المغروسة في ظهر المجتمع، لا يمكن القيام بأي شيء".

نعم، توجد العديد من مشكلات المجتمع، لكن السكين المغروسة في الظهر هي عبودية المرأة، وما لم تُنتزع تلك السكين، لا يمكن حل أي من تلك المشكلات.

علم المرأة  Jineolojî – قد اجتاز طريقاً مهماً بهذا المعنى، وقد أُنجز عمل قيّم. والآن، يحتاج هذا العمل أن يُثمر بشكل أعمق في المرحلة الجديدة. من الضروري تعريف وجود المرأة بشكل سليم

وتقييم هويتها ووجودها على أساس المساواة.

تقول سيمون: المرأة لا تولد امرأة، بل تصبح امرأة".

ينبغي أن تُطهّر هوية المرأة التي جرى تشكيلها من المعتقدات الذكورية. يجب على المرأة أن تتعمّق وتفكر بهذا جيداً. وكما قالت فرجينيا وولف: "يجب أن تمتلك المرأة غرفة تخصّها وحدها. يجب أن تفكر بشأن ذاتها، وأن تكون قادرة على بناء ذاتها".

أعلم كم هو صعب أن تكوني امرأة، ومن هذا الوعي أقول: صعب على المرأة أن تبني نفسها بشكل حرّ حين تعيش داخل ثقافة اغتصاب يفرضها الرجل.

لكن، لا أعلم إن كانت النساء يشعرن بهذه الحقيقة الحارقة بالألم نفسه أو الغضب الذي أشعر به. أنا، بهذا الغضب، أُجدّد نفسي فكرياً كل يوم، أبحث عن الحلول، وأعيش كي تحيا المرأة بحرية. ويثمر معنى الحياة بواقعية لدي بهذا الشكل.

يُقال إن النسويات يتساءلن عن سبب قيادة رجل للحركة النسائية الكردية. وهنّ مُحقّات، أتمنى لو أن النساء قدنَ هذه الحركة. لقد تمنّيتُ ذلك أيضاً، ولكن للأسف، لم تظهر هذه الريادة بشكل عام حتى خارج الحركة الكردية. لقد قلت دائماً كيف ينبغي أن تكون المرأة الحرة، وقمت بإنشاء مشاريع ونظريات لذلك؛ لقد طورت أيديولوجية تحرير المرأة وعلم الجينولوجيا، واوصلتها إلى قوة التنظيم.

لقد سعيتُ جاهداً لتغيير الرجال وتحرير المجتمع من خلال النساء. فعلتُ ذلك لأصبح طفلاً جديراً بالآلهة. أتمنى أن تفهموني بشكل صحيح مع هذه الحقيقة.

أعلم أن المرأة ستقود مرحلة "السلام والديمقراطية" التي نسعى إلى دفعها نحو الأمام. إنهن صاحبات أكثر من نصف النجاحات التي تحققت حتى الآن.

أؤمن بأنها، من الآن فصاعداً، ستقود أيضاً، وأقول إنه من الآن فصاعداً، سأكون دائماً معكم بقدر ما تحتاجون إليّ، وسأعيش معكم ومن أجلكم.