تفشي الحصبة يهدد أطفال ذمار وسط انهيار الرعاية الصحية
تواجه محافظة ذمار، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وسط اليمن، موجة تفشٍ خطيرة لمرض الحصبة، في ظل تدهور خدمات الرعاية الصحية وانهيار برامج التطعيم الأساسية، ما يعرض حياة مئات الأطفال للخطر.

اليمن ـ كشفت منظمة "أطباء بلا حدود"، في بيان صحفي صدر أمس الاثنين 21 تموز/يوليو، عن تسجيل أكثر من 600 حالة إصابة جديدة بالحصبة خلال أقل من شهر، معظمها بين الأطفال دون سن الخامسة، ليرتفع بذلك عدد الحالات التي تم علاجها منذ نيسان/أبريل وحتى تموز/يوليو الماضيين، إلى أكثر من 1400 حالة.
بحسب البيان، بلغ عدد الإصابات المُسجّلة في 2 تموز/يوليو حوالي 800 حالة، قبل أن يقفز الرقم إلى 1400 بحلول 21 من الشهر ذاته، في زيادة مقلقة تعكس انتشاراً سريعاً للمرض في ظرف 19 يوماً فقط.
وأكدت المنظمة أن ما يزيد عن 56% من المرضى الذين تلقوا الرعاية هم أطفال دون الخامسة، في حين سجل فريق الطوارئ التابع لها ارتفاعاً بنسبة 219% في عدد الحالات خلال أول شهرين من هذا العام، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأرجعت المنظمة هذا التفشي إلى وجود فجوات كبيرة في حملات التطعيم الروتيني، ومحدودية الوصول إلى مراكز الرعاية الصحية، مشيرة إلى أن عدداً كبيراً من المصابين لم يتلقوا لقاح الحصبة مطلقاً.
وأوضحت "أطباء بلا حدود" أنها كثّفت تدخلاتها الطبية في المحافظة منذ نيسان/أبريل الماضي، حيث يقوم فريق الطوارئ حالياً بتقديم الرعاية في جناح عزل مخصص بمشفى "الوحدة التعليمي" بسعة 40 سريراً، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الطبية والعلاج المجاني من خلال ثلاثة عيادات متنقلة تغطي ست مديريات مختلفة.
وفي تعليقها على الوضع، أكدت المنظمة أن اليمن يشهد تصاعداً مقلقاً في حالات الحصبة، في وقت يعاني فيه السكان من صعوبات حادة في الوصول إلى الرعاية الصحية، نتيجة تدهور البنية التحتية الصحية، والحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، وتراجع التمويل الدولي المخصص للقطاع الصحي.
واختتمت المنظمة بيانها بالتشديد على ضرورة تنسيق الجهود والاستجابة الجماعية من كافة الجهات المعنية، للحد من انتشار المرض ومنع انهيار صحي أوسع، مؤكدة التزامها بمواصلة دعمها للقطاع الصحي وتقديم الخدمات الطبية للمجتمعات المتضررة.