ورشة قانونية في المغرب تفتح آفاق العمل للنساء في أوضاع صعبة

تبرز مبادرات التمكين الاقتصادي كنافذة أمل لآلاف النساء الباحثات عن الاستقلال المادي، فوسط تحديات الأمية، البطالة، الاقتصاد غير المهيكل، يوفر نظام "المقاولة الذاتية"، مما يمكن النساء من دخول سوق العمل بشروط أكثر عدالة وكرامة.

حنان حارت

المغرب ـ في قاعة بسيطة بمقر جمعية "الندى" لتأهيل النساء في أوضاع هشاشة، الواقع بمنطقة عين حرودة على أطراف مدينة المحمدية الساحلية شمال غرب المغرب، اجتمعت نحو عشرين امرأة من خلفيات اجتماعية هشّة للمشاركة في ورشة تدريبية حملت عنوان "المقاولة الذاتية: طريق النساء نحو التمكين الاقتصادي".

اللقاء الذي نظمته جمعية "الندى"، أمس الاثنين 21 تموز/يوليو، يأتي في إطار سلسلة من الورش القانونية والاقتصادية التي تهدف إلى دعم النساء وتمكينهن من الولوج إلى سوق العمل الرسمي.

وسلطت الورشة الضوء على نظام "المقاول الذاتي" في المغرب، باعتباره بوابة مبسطة نحو الاعتراف القانوني بالأنشطة الفردية، وتوفير التغطية الصحية، وإثبات الدخل الرسمي، لكن الوصول إلى هذا النظام لا يزال معقداً بالنسبة للعديد من النساء، خاصة في ظل الأمية القانونية والرقمية، وقلة الوعي المالي.

وعلى مدى ساعتين، سعت المؤطرات إلى تبسيط المفاهيم الإدارية والمالية، وشرح خطوات التسجيل في المنصة الرسمية، ومزايا النظام الضريبي، إلى جانب نصائح لتطوير مشروع بسيط قابل للحياة والاستمرارية.

تقول الناشطة وفاء جميل "هذه الورشة ليست مجرد تدريب، إنها محاولة حقيقية لإخراج النساء من دائرة الهشاشة نحو الاستقلال الاقتصادي"، مضيفة "كثير من المشاركات لا يمتلكن حتى الحد الأدنى من المعرفة القانونية أو التقنية، وبعضهن لا يعرفن كيفية توقيع وثيقة رسمية. من هنا تأتي أهمية التأطير".

وأشارت إلى أن الجمعية، من خلال هذه المبادرة، تواكب النساء الراغبات في تحسين أوضاعهن من خلال نشاط اقتصادي بسيط، غالباً ما يمارس بشكل غير منظم.

وأوضحت "وجدنا في الميدان نساء مكافحات، لا يسعين إلى الربح بل إلى لقمة العيش الكريمة. كثيرات منهن يعِلن أطفالاً، وتعملن في الخفاء دون حماية قانونية، نحن نريد أن نمنحهن أدوات الانطلاق بشكل سليم".

وأوردت وفاء جميل أن الفكرة ترتكز على تحويل مهارات النساء غير المعترف بها رسمياً كالطبخ، الخياطة، التجارة البسيطة إلى مشاريع مسجلة قانوناً، مضيفةً "المقاولة الذاتية ليست فقط قانوناً، بل اعتراف اجتماعي، إنها تقول للمرأة: أنت صاحبة مهنة، ومنتجة".

وأكدت أن غالبية النساء تقصى من الدعم العمومي لأنهن خارج المنظومة القانونية "نحن نكسر هذا الحاجز، خطوة بخطوة".

وسلطت الورشة الضوء على واقع نساء مناطق مثل الشلالات، وهي منطقة تضم نسبة عالية من النساء في أوضاع هشاشة، غالباً ما يكن من أصول قروية، ويعانين من الأمية بمستويات متعددة، ما يزيد من عرضتهن للاستغلال في ظل غياب التأطير القانوني والمعرفي.

واختتم اللقاء بوعد من الجمعية بجلسات متابعة حسب طبيعة الأنشطة التي تنوي النساء مباشرتها، كما تعمل الجمعية على ربط المستفيدات بمبادرات محلية في مجالي التمويل والتسويق لضمان استدامة المشاريع التي يرتقب انطلاقها.

ورغم بساطة الأدوات، يبقى الرهان، كما تقول وفاء جميل "أن نحول الهشاشة إلى فرصة، والاحتياج إلى مشروع، عبر تمكين قانوني وإنساني يراعي كرامة النساء وحقهن في مستقبل آمن".