العنف ضد النساء في حلبجة... مطالبات بإحداث مركز بحث ودعم للمعنفات

وجود مركز متخصص للبحث والدعم النفسي والاجتماعي للنساء المتضررات في حلبجة بإقليم كردستان يشكّل فضاءً مخصصاً لرصد مختلف الحالات، مما يسهل الوصول إلى الحلول المناسبة.

مهربان سلام

حلبجة ـ تزايد حالات العنف ضد النساء والناجيات منه دفع الناشطات والمنظمات في مدينة حلبجة إلى المطالبة بإنشاء مركز متخصص للبحث والدعم النفسي والاجتماعي للنساء المتضررات. ويأتي هذا المطلب في ظل غياب أي جهة رسمية أو مركز حماية داخل المدينة، ما يجعل النساء اللواتي يتعرضن للعنف في حيرة من أمرهن ولا يجدن مكاناً يلجأن إليه طلباً للأمان والمساندة.

رغم أنّ مدينة حلبجة تسجّل أدنى معدلات العنف مقارنةً بالمدن الأخرى، فإنّ المدنيين والناشطين والناشطات يؤكدون الحاجة إلى إنشاء مركز للبحث والدعم يختص بالنساء المعنفات، وذلك لضمان معالجة الحالات القائمة والحدّ منها بشكل فعّال.

وفي هذا الإطار، شدّدت شارا عبد الكريم، الناشطة ورئيسة مركز شارزور التابع لاتحاد نساء كردستان، على ضرورة إنشاء مركز لحماية النساء المعنفات، مؤكّدةً أنّ احترام وتقدير النساء اللواتي أصبحن ضحايا نتيجة عدم المساواة بين الجنسين أمر أساسي.

وأضافت أنّ وجود مركز للبحث والدعم في حلبجة يُعدّ خطوة بالغة الأهمية، غير أنّ محاولاتهم المستمرة منذ سنوات لم تصل إلى نتائج ملموسة بسبب عقبات عديدة حالت دون التنفيذ، مشيرةً إلى أنّ المواقف الرسمية ما زالت ضعيفة ولم ترتقِ إلى مستوى التحديات.

وأوضحت أنّ المنظمات ما زالت تبذل جهوداً متواصلة لإنشاء مركز بحث ودعم يُعنى بدراسة حالات العنف وتقديم المساندة للنساء المتضررات. وأنّ وجود مثل هذا المركز سيشكّل فضاءً مخصصاً لرصد مختلف الحالات ومقارنتها مع أماكن أخرى، مما يسهل الوصول إلى الحلول المناسبة. لافتةً إلى أنّهم عقدوا اجتماعات عديدة بهذا الخصوص، غير أنّ المشروع لم يرَ النور بعد بسبب عقبات متكررة.

وأفادت شارا عبد الكريم أنّ عدم إنشاء المركز في حلبجة لا يعني غياب العنف، بل إنّ معدلاته هناك أقل مقارنةً بمناطق أخرى، لكنه ما زال قائماً ويستدعي التدخل. مؤكدةً أنّهم سيواصلون جهودهم مع الجهات الحكومية المعنية للضغط من أجل تأسيس المركز، مشيرةً إلى وجود ضغوط خارجية أيضاً، مشدّدةً على أهمية إجراء دراسات معمّقة حول الظاهرة لتكون أساساً لخطط مستقبلية، مع ضرورة أن تتحرك الحكومة بجدية في المرحلة المقبلة.