المنتدى الإفريقي في تونس يدعو لترسيخ أجندة السلم والأمن

جددت المشاركات في ختام أعمال الدورة السادسة للمنتدى الإفريقي التمسك بالقرار 1325 لتعزيز حضور النساء في مبادرات السلام في القارة السمراء، ودعت الأطراف المسؤولة إلى حماية النساء من العنف وتوفير الأرضية المسالمة لعملهن.

 

تونس ـ في إطار الاحتفاء بربع قرن على إصدار مجلس الأمن للقرار 1325، نظم المنتدى الإفريقي لأول مرة في تونس خارج مقر الاتحاد الأفريقي، الذي دعا إلى تمكين النساء بركيزة السلام والأمن في القارة السمراء، وتجسيد المبادئ والأفكار الوحدوية الافريقية، ودعم أواصر التعاون من أجل تحقيق السلم والأمن والتنمية.

اختتمت أعمال الدورة السادسة للمنتدى الإفريقي حول المرأة والسلم والأمن، بمقر الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس، الذي احتضنته يومي 9 و10 كانون الأول/ديسمبر، تحت شعار "25 سنة على قرار مجلس الأمن رقم 1325 تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف لترسيخ أجندة السلم والأمن في إفريقيا في ظل نظام عالمي متغير".

 

تعزيز مشاركة المرأة في السلام والأمن

وتعد هذه المرة الأولى التي ينظم فيها المنتدى الإفريقي خارج مقر "الاتحاد الأفريقي"، وقد أكدت وزيرة الأسرة والمرأة المصرية أسماء الزيني، على حرص تونس على تدعيم علاقات الصداقة والتعاون التي تجمعها بالدول الإفريقية على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف.

وجددت الدول الحاضرة الالتزام بالقرار 1325 الذي اعتمد سنة 2000، الذي أكد على دور المرأة الأساسي في حفظ السلام والأمن الدولي، وطالب بمشاركتها المتساوية في صنع القرار.

 

 

وقالت ممثلة دولة إثيوبيا سابا هاقوس، إنها تقود مبادرة "مائدة النساء الإثيوبيات" والتي تهدف إلى تعزيز مشاركة النساء في عملية السلام بشكل فاعل، وهي عبارة عن مظلة نسوية لتعزيز دور المرأة في بناء السلام في إثيوبيا عبر التوعية والإرشاد، والمشاركة في المفاوضات، وتغيير الأعراف الاجتماعية التي تتعارض مع وجود النساء في الفضاء العام.

وشددت على أن المبادرة هي مظلة تعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة وجهات دولية لدعم أجندة "المرأة والسلام والأمن" وتحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة الإثيوبية.

وعملت المبادرة التي تعتبر الأولى على مستوى إثيوبيا على مضاعفة مشاركة المرأة في فض النزاعات، لافتةً إلى دور النساء بصنع سلام في عمليات حفظ السلام المحلية والدولية.

 

 

تحديات ومستقبل المرأة في السلام

وأكدت مديرة معهد حقوق المرأة في ليبيا غالية ساسي أن المنتدى الذي ينظم لأول مرة في تونس وخارج مقر الاتحاد الأفريقي، يأتي في إطار الاحتفاء بربع قرن على إصدار مجلس الأمن للقرار 1325 الذي يعمل على تمكين النساء ودفع مشاركتهن في فض النزاعات وعمليات السلام، مشددةً على أنه حوصل ما تم إنجازه خلال 25 عاماً من النضال والعمل الإفريقي المشترك، تجارب قوية جداً حول كيفية ضمان مشاركة حقيقية للمرأة في السلم ودمجها في عملية السلام.

 

 

ولفتت الناشطة الحقوقية السودانية رباب بلدو إلى أن السودانيات تعانين مما وصفته بـ "الحرب اللعينة" والصراعات المنهكة في تنفيذ الأجندة المذكورة، وكيف أصبحت مسألة الحماية والوقاية من العنف هاجس أساسي بالنسبة لهن خاصة العنف الجنسي والاغتصاب الذي تعيشه النساء من قبل المليشيات، علاوةً على الانتهاكات ومختلف أشكال العنف.

 

 

التغيرات المناخية

واعتبرت الخبيرة في النوع الاجتماعي من الجزائر نادية بلال، أن المرأة ضحية التغيرات المناخية حيث أنه لم يعد صوتها مسموعاً برغم الحق الإنساني في التعبير والحرية وحق الوصول للموارد الطبيعية التي تستغلها، مفيدةً بأن التغيرات المناخية أثرت على النساء وحرمتهن من العمل وبتن ضحايا يبحثن عن الحياة في ظل الموارد البسيطة أن توفرت، وهذا يتطلب مخططات لإنقاذها وإقحامها في برامج التنمية المستدامة لحمايتها وحماية البيئة عبرها.