انتهاكات تطال النساء على الحواجز الطيارة في حلب

بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خرق جهاديي هيئة تحرير الشام التابعيين للحكومة السورية المؤقتة بنود الاتفاق من جديد ونصبوا حواجز طيارة بعد الحواجز المُشتركة على أطراف حيي الأشرفية والشيخ مقصود.

سيرين محمد

حلب ـ تُعاني نساء حيي الأشرفية والشيخ مقصود من انتهاكات وتفتيش دقيق لحقائبهنَّ وهواتفهنَّ، حيث يقوم جهاديي هيئة تحرير الشام التابعين للحكومة المؤقتة بدمشق بنصب حواجز طيارة بعد الحواجز المُشتركة على أطراف حيي الأشرفية والشيخ مقصود بحلب.

في ظِلِّ ما تشهده الأحياء الكُردية في حلب اليوم من حصار خانق على الأهالي في حركة الدخول والخروج إلى حيي الأشرفية الشيخ مقصود رصدت وكالتنا آراء نساء من الحيين كشفن ما يحصل على الحواجز الطيارة ما بعد المُشتركة.

 

"مشروعنا للدفاع عن النفس وليس مشروع هجوم"

وأدانت ديلان علي إحدى نساء حي الشيخ مقصود الهجمات التي يُمارسها جهاديي هيئة تحرير الشام على الحيين وأخصت بالذكر الانتهاكات التي تحدث بحق النساء، حيث تم نصب حواجز للجهاديين ما بعد الحواجز المُشتركة، ويقوم العناصر بتفتيش هواتف النساء بشكل دقيق وغير قانوني، ويقومون ببث شبكة WIFIعلى هواتفهن ليروا ما الجهات التي يتواصلن معها.

وأكّدتْ "أننا كأهالي حيي الأشرفية والشيخ مقصود كُرداً كُنّا أم مسيحيين أم سُرياناً لم ولن نُفرّق بين بعضنا البعض، مشروعنا هو الدفاع عن النفس ولم يكن يوماً مشروع هجوم أو تعدي على الآخر"، مشيرةً إلى أنه "بعد أربعة عشرَ عاماً من الحرب والدمار والحصار الذي عشناه مع حكومة البعث يُعاد الظلم اليوم وبشكل أفظع وأكثر منهجية".

 

التأكيد على أهمية تطبيق اتفاق نيسان

من جانبها أشارتْ منسقية مؤتمر ستار بحلب فهيمة حمو إلى السياسة التي تُمارس على حيي الأشرفية والشيخ مقصود التي وصفتها بالسياسة التي تتبع للاحتلال التركي، وتهدف إلى كسر إرادة شعب مُقاوم وصاحب إرادة"، موضحةً أن شعب هذين الحيين لهم تاريخ عريق في النضال ومواجهة الظلم سواء من نظام البعث أم من نظام الحكومة الحالية.

ودعمت الاحتجاجات الشعبية التي قامتْ في السادس من تشرين الأول/أكتوبر بوجه الحصار، وإغلاق طرقات حيي الأشرفية والشيخ مقصود "كانت هذه الانتفاضة خطوة تاريخية تُضاف إلى هذا الشعب المُقاوم، وبإرادة الشعب استطعنا أن نفتح بعض الطرق التي أغلقتها الحكومة المؤقتة، لكن جهاديي هيئة تحرير الشام يقومون باعتقال الشبان بناءً على هويتهم وانتمائهم العرقي وتفتيش هواتفهم وإن وجدوا أي صورة أو رمز يُوحي أنهم كرد تقوم هذه العصابات باعتقالهم فوراً، ولم تسلم النساء من تفتيشهم، حيث يقومون بتفتيش دقيق لحقائبهنَّ وبث شبكة  WIFIعلى هواتفهنَّ". 

وطالبت فهيمة حمو محافظ حلب بالالتزام ببنود الاتفاق، وأكدت أنه لا بد من تنفيذ اتفاق 1 نيسان "لا يوجد حل ديمقراطي ومستمر سوى تطبيق هذا الاتفاق".

كما أدانتْ تولين عثمان إحدى نساء الحيين إغلاق الطرقات والحصار المفروض على أهاليهما بالقول "يتم اليوم قطع الطرقات واختطاف الشبان وتفتيشهم وهذا كله يتعارض مع اتفاق 10 آذار والأول من نيسان، وطالبت بتوفير الكهرباء والماء والمازوت".

يذكر أنه في السادس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري تحول حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب السورية، إلى ساحة مواجهة مفتوحة إثر تصعيد عسكري واسع شنه جهاديي هيئة تحرير الشام التي تمثل الحكومة السورية المؤقتة، وسط حصار خانق واحتجاجات شعبية قوبلت بالقمع.

وتعد الاعتداءات الأخيرة خرقاً واضحاً للاتفاق الموقع بين مجلس الحيين والحكومة المؤقتة في نيسان/أبريل الماضي، والذي تضمن بنوداً لحماية السكان وتعزيز العيش المشترك، وتنظيم الأمن الداخلي، وتسهيل الحركة والتنقل.