احتجاج نسائي داخل سجن إيفين معتقلات تعلن إضرابهن عن الطعام
أعلنت السجينة السياسية السابقة سروناز أحمدي إضرابها عن الطعام دعماً لاحتجاج نسيم سيمياري، مؤكدةً مواصلة إضرابها حتى يتم الاستجابة لمطالب الأخيرة.

مركز الأخبار ـ في ظل تصاعد الانتهاكات داخل السجون الإيرانية، تتكشف يوماً بعد يوم فصول جديدة من معاناة السجينات السياسيات في سجن إيفين، أحد أكثر المعتقلات شهرة في طهران، حيث تواجه المعتقلات ظروفاً قاسية تتراوح بين الإهمال الطبي والتعذيب النفسي، مروراً بحرمانهن من حقوقهن الأساسية.
في تصعيد جديد للاحتجاجات داخل السجون الإيرانية، أعلنت الكاتبة والناشطة في مجال حقوق الأطفال، والسجينة السياسية السابقة، سروناز أحمدي، دخولها في إضراب عن الطعام تضامناً مع السجينة السياسية نسيم سيمياري، المحتجزة في سجن إيفين بطهران، وجاء إعلانها عبر منشور على حسابها على مواقع التواصل الافتراضية "إنستغرام" أمس الأحد 13 تشرين الأول/أكتوبر مؤكدة أنها ستواصل الإضراب إذا لم تتم الاستجابة لمطالب نسيم سيمياري بحلول الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول.
وجاءت هذه الخطوة في أعقاب إعلان نسيم سيمياري، إحدى معتقلات الانتفاضة الشعبية في إيران عن بدء إضرابها عن الطعام تضامناً مع فاريبا كمال آبادي، المعتقلة التي قضت أكثر من عشر سنوات في السجن، والتي كان من المقرر الإفراج عنها الأسبوع الماضي قبل أن تتراجع السلطات القضائية عن القرار، ما أثار موجة من الإحباط داخل جناح النساء في سجن إيفين.
وفي رسالة مؤثرة نُشرت من داخل السجن، وصفت نسيم سيمياري زميلتها فاريبا كمال آبادي بأنها "رمز للإنسانية والتسامح"، مشيرةً إلى أن المعتقلات كن قد بدأن التحضير لخروجها، بما في ذلك ترتيب شعرها وتقسيم ممتلكاتها، قبل أن يُبلغن بأن الإفراج عنها "غير ممكن".
وفي منشور مؤثر كتبت سروناز أحمدي عن إضرابها عن الطعام تضامناً مع فاريبا كمال آبادي، "أن فاريبا كمال آبادي أمضت عشر سنوات في السجن، وهي الآن تقضي فترة سجن جديدة بدأت قبل نحو ثلاث سنوات، وبهذا الصمود تعتبر رمز للانتصار على القهر"، مؤكدةً أنه "كلما نظرت إليها، رأيت انتصارها على السجن".
وانتقدت سروناز أحمدي ما وصفته بـ "التعذيب النفسي" الناتج عن إبقاء السجين في حالة من الترقب والانتظار، معتبرةً أن هذا النوع من المعاملة هو من أشد أشكال الإيذاء النفسي، مؤكدةً أن علاقتها الوثيقة بنسيم سيميري، التي وصفتها بأنها "تجسد روح المقاومة"، دفعتها لاتخاذ موقف داعم رغم معاناتها الصحية والنفسية المستمرة منذ الإفراج عنها.
وفي مكالمتها الأخيرة مع سروناز أحمدي، عبّرت نسيم سيمياري عن موقفها قائلة "لا يجوز أن نسمح لهم بأن يعبثوا بنا بهذه السهولة، فليستمروا في مضايقتنا، سنعود ونواجه العقوبات من جديد، لكن كرامتنا لن نفرّط بها، ومنذ أن تعرفت عليها، أدركت أنها تحمل في قلبها إيماناً عميقاً بروح المقاومة النبيلة، مهما كانت التبعات".
وأوضحت لسروناز أحمدي أنه "خلال فترة سجني، تدهورت حالتي النفسية، وبدأت أتناول أدوية مضادة للاكتئاب. بدأت بحبتين، ثم وصلت إلى ست وما زلت أعاني من قلق مزمن، ونوبات هلع، واكتئاب ثقيل الظل".