'الكونفرانس الرابع لـ YRJ منصة لتجديد الخطاب الإعلامي النسائي'

شددت الصحفيات المشاركات في فعاليات الكونفرانس الرابع لاتحاد إعلام المرأة على أنهن رغم التحديات من تهجير وهجمات وضغوطات، استطعن أن تكنّ صوت الحقيقة، مؤكدات أن الصحافة النسوية باتت تشكل ركيزة أساسية في الدفاع عن قضايا المجتمع.

زينب عيسى

قامشلو ـ عقد اتحاد إعلام المرأة (YRJ) كونفرانسه الرابع في مدينة قامشلو، أمس السبت 9تشرين الثاني/نوفمبر، بمشاركة أكثر من 150 مندوبة، إلى جانب شخصيات بارزة وممثلات عن مؤتمر ستار، ومؤسسات المرأة، ومجلس سوريا الديمقراطية (MSD)، وحركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM)، إضافة إلى عدد من الكاتبات والناشطات النسويات.

 

"الكونفرانس يُهدى لروح جيهان بلكين لتوثيقها الحقيقة حتى الشهادة"

"أُهدي الكونفرانس الرابع لاتحاد إعلام المرأة إلى الصحفية الشهيدة جيهان بلكين، التي ارتقت أثناء توثيقها لانتهاكات الاحتلال التركي في سد تشرين"، بهذه الكلمات عبرت الصحفية ستيرك كلو عن امتنانها لما قدمته الشهيدة جيهان بلكين، مضيفةً "خلال الكونفرانس، ناقشت الصحفيات المشاركات سبل تطوير إعلام حرّ بصوت نسائي في إقليم شمال وشرق سوريا، وفي عموم البلاد، مؤكدات أهمية تعزيز حضور المرأة في المشهد الإعلامي كقوة فاعلة في نقل الحقيقة والدفاع عن قضايا المجتمع".

وأشارت إلى أن "الصحفيات المشاركات فيه ناقشن سُبل مواجهة الذهنية الذكورية السائدة، مؤكدات أهمية تطوير برامج التدريب الفكري والمهني للصحفيات، وضرورة تأسيس أكاديميات متخصصة لهذا الغرض، وفي هذا السياق، شدد الاتحاد على أن هدفه الأساسي هو تنظيم صفوف الصحفيات في المنطقة، وفي عموم البلاد، بما يعزز حضور المرأة في المشهد الإعلامي ويمنحها مساحة حرة للتعبير".

وأكدت "بصفتنا اتحاداً صحفياً نسائياً، نؤمن بأهمية دعم وتمكين جميع الصحفيات والمؤسسات الإعلامية النسائية اللواتي يعملن دون تمييز لكشف الحقيقة، فمهمتنا أن نكون صوت نضال المرأة ومقاومتها، وأن نشكّل قوة فاعلة في مواجهة التحديات التي تعترض طريقها، ونحمل مسؤولية الاستمرار في فضح الواقع بأقلامنا وعدساتنا، والدفاع عن القضية التي قدّمت رفيقاتنا أرواحهن في سبيلها".

 

الصحفيات واجهن الاعتداء والتهديد وتمسكن بشعار "Jin Jiyan Azadî"

بدورها، شددت الصحفية جوانا جمعة أن "الكونفرانس كان من المفترض تنظيمه قبل عامين، إلا أن الظروف الصعبة التي يمر بها إقليم شمال وشرق سوريا حالت دون ذلك، ما أدى إلى تأجيله لأربع سنوات"، معربةً عن سعادتها بحضور 150 مندوبة، مشيرةً إلى أن الإعلام النسائي بدأ بخمسين مشاركة، واليوم يضم أكثر من 500 صحفية، وهو رقم يعكس حجم التطور.

وأوضحت أن "الصحفيات واجهن تحديات كبيرة في مناطق الحرب، وتعرضن للاعتداء والتهديد، لكنهن تمسكن بفلسفة "Jin Jiyan Azadî"، التي شكّلت دافعاً لهن في مواصلة العمل والمشاركة الفاعلة في مختلف المجالات، حتى في ساحات القتال، حيث يرافقن المقاتلين والمقاتلات بأقلامهن وكاميراتهن لنقل الحقيقة".

وأكدت جوانا جمعة أن الصحفيات لعبن دوراً بارزاً في إيصال صوت الحقيقة إلى العالم، حيث تصدّرن المشهد الإعلامي في السنوات الأخيرة "المبادرات الإعلامية النسائية لم تقتصر على الريادة الكردية، بل شهدت أيضاً حضوراً فاعلاً للصحفيات العربيات ضمن اتحاد الصحفيين الشباب".

واختتمت حديثها بالقول "نأمل أن يثمر الكونفرانس عن نتائج إيجابية، فنحن نعيش اليوم مرحلة بناء السلام والمجتمع الديمقراطي، وكما زرع القائد أوجلان بذور السلام، علينا أن نواصل هذا المسار ونعزز نضالنا أكثر من أي وقت مضى".

 

"تأسيس الاتحاد فرصة لعرض قضايا النساء ويمنحها صوتاً مستقلاً"

وبدورها قالت الصحفية خبات عباس أن اتحاد إعلام المرأة يعمل على مناهضة التمييز ضد حقوق النساء، مشيرة إلى أن الكونفرانس يُعد خطوة مهمة في مسيرة بناء الإعلام النسوي منذ عام 2011 وحتى اليوم.

وأضافت أن التقدم تحقق تدريجياً، وأن وجود اتحاد الإعلام الحر لا يلغي أهمية وجود اتحاد إعلامي نسائي إلى جانبه، إذ يضمن اتحاد YRJ حقوق المرأة ويمنحها صوتاً مستقلاً.

وترى أن سوريا تمر بمرحلة جديدة بعد سقوط النظام السوري السابق، وأنه من الضروري إيصال صوت الصحفيات إلى مختلف المناطق لتسليط الضوء على معاناة النساء، خاصة أن البلاد لم تصل بعد إلى مرحلة الاستقرار، معتبرةً أن تأسيس اتحاد إعلامي نسائي يشكّل فرصة مهمة لعرض قضايا النساء اللواتي قدّمن أرواحهن في الحرب ضد داعش والاحتلال التركي أمام المحافل الدولية، لضمان حقوقهن ومحاسبة الجناة.

 

"الصحافة النسائية تواجه التهميش وتبني واقعاً إعلامياً جديداً"

من جانبها، أكدت إيفين إبراهيم، عضوة المجلس التنفيذي في (YRJ)، أن انعقاد الكونفرانس الرابع في هذا التوقيت يحمل أهمية خاصة، في ظل التحولات السياسية التي تشهدها سوريا بعد سقوط النظام السوري السابق "رغم سقوطه، لا تزال ممارساته القمعية مستمرة عبر أشكال حكم جديدة، ما يجعل من الكونفرانس رسالة قوية موجهة إلى المجتمع السوري مفادها أن صوت المرأة سيبقى حاضراً وفاعلاً".

وأوضحت أن السنوات الأربع الفاصلة بين الكونفرانس الثالث والرابع شهدت خطوات مهمة قام بها الاتحاد، خاصة من خلال رؤية النساء التي ساهمت في بناء واقع إعلامي جديد "رغم التحديات والضغوطات، استطاع الاتحاد أن يواصل عمله، ويعزز حضور المرأة في المجال الإعلامي، حيث يزداد عدد الصحفيات يوماً بعد يوم، في مشهد يعكس إصرارهن على مقاومة التهميش ومواجهة الصعوبات".