الفن نافذة أمل للمرأة الأفغانية ضد القيود والمجتمع الأبوي

في ظل الظلام الذي يسيطر على حياة النساء الأفغانيات، أصبح الفن أحد نوافذ الأمل، في كل ركن من أركان كابول وغيرها من المحافظات، وعلى الرغم من القيود الشديدة، تستخدم النساء الفرش والألوان لإنشاء عالم يصرخ بصوت مقاومتهن الصامت.

بهاران لهيب

كابول ـ أصبح الفن نافذة أمل للمرأة الأفغانية، في كل زقاق وشارع جانبي في كابول وغيرها من المحافظات، بجانب الدورات التعليمية السرية ودورات اللغة الإنجليزية والتدريب المهني، تنشغل النساء بتعلم فنون الرسم والتصوير، وفي معظم أعمالهم هناك انعكاس للألم والمعاناة وضغوط طالبان والمجتمع الأبوي، وفي الوقت نفسه المقاومة والمثابرة.

في الوضع الراهن في أفغانستان، كل نشاط تقوم به المرأة خارج المنزل هو رمز للمقاومة، وعلى الرغم من وجود عناصر طالبان ولجنة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، على الطرقات الذين يهددون ويهينون ويطاردون أو حتى يضربون النساء بسبب ملابسهن، فإن النساء والفتيات لديهن دوافع متزايدة للظهور في المجتمع لإظهار أنهن من هذه الأرض ولديهن الحق في العيش بحرية.

تقول زهرة رضائي إحدى المعلمات في المركز التعليمي لتعليم الرسم في كابول عن إحدى لوحاتها "لقد رسمت هذه اللوحة من وجهة نظري الخاصة قمت فيها بتسليط الضوء على واقع المرأة الأفغانية اليوم، في رأيي لا توجد امرأة في أفغانستان الآن ليس لديها شوق مدفون في قلبها، لقد أصبح عقل المرأة الأفغانية اليوم ذاكرة محفوظة بأحلامها وطموحاتها".

 عن تفاصيل لوحاتها أوضحت أن الأجنحة التي قامت بتركيبها على اللوحة مصنوعة من ريش الحمام، لجعل العمل يبدو أكثر واقعية "لقد عملت على الأجزاء الأخرى بالطلاء والزيت واستخدمت اللون الأحمر الذي يرمز للألم والمعاناة، إن الدماء التي تتساقط من الوسادة هي علامة على الأجنحة المكسورة للنساء، اللواتي هن حقاً في هذا الوضع اليوم".

"في أعمالي الأخرى، سلطت الضوء على مقاومة المرأة وصمودها، نحن نطمح من خلال هذه اللوحات إلى إظهار أن المرأة الأفغانية لا تستسلم، ورغم مواجهتها العديد من الصعوبات وعواصف الحياة مراراً وتكراراً لا يزال هناك بصيص أمل في قلبها و لا تزال صامدة وحية تتنفس"،  هذا ما قالته زهرة رضائي.

ووجهت زهرة رضائي رسالة للفتيات اللواتي تركن الدراسة "أقول للفتيات اللاتي تركن الدراسة، اتبعن مسارات بديلة، صحيح أنك حرمت من التعليم، ولكن يمكنك أن تتعلمي مهنة أو فناً لتعبري عن نفسك للعالم بطريقة أخرى وتقول أنا لا أزال امرأة أفغانية، فتاة، ولم أفقد الأمل".

تزرع النساء الأفغانيات بذور الأمل من خلال الفن والتدريب المهني والتعليم السري خلال الأيام الأكثر ظلمة في تاريخ البلاد، كل لوحة، كل عمل، كل خطوة يخطونها في الشوارع المضطهدة هي شهادة على مثابرتهم وشجاعتهم، وما دام الأمل حياً في قلوبهم فإن النور سيعود.