الإعلام بين الحقيقة والتضليل والتوعية ضرورة أساسية

كثرة وسائل الإعلام في إقليم كردستان، خلق حالة من عدم اليقين لدى المتلقي، حيث تنقل الأخبار بشكل غير دقيق ومشوّه، في المقابل تقوم إعلامية من حلبجة بنشر التوعية من خلال الندوات وورش العمل داعيةً الأهالي إلى التمييز بين الإعلام المزيف والحقيقي.

ميهربان سلام

حلبجة ـ نتيجةً للأحداث المتغيرة في إقليم كردستان، وظهور أشكال متعددة من وسائل الإعلام غير المهنية وغير المسؤولة وانتشار الأخبار الكاذبة وظهور وسائل الإعلام الافتراضي تحت اسم مؤسسات إعلامية، أصيب المواطنون بحالة من الاضطراب النفسي، حيث أنها لم تراعي أخلاقيات الإعلام أو الالتزام بالواجبات والأسس المهنية.

الإعلام الموثوق يعزز الوعي المجتمعي ويقوّي الثقة بين المواطن والمؤسسات، بينما الإعلام غير الموثوق يزرع الشك ويغذّي الانقسام، ففي إقليم كردستان، أدى انتشار الأخبار المضللة إلى تباين في الرؤى وشرخ في وحدة المجتمع، حيث باتت بعض الفئات تتبنى مواقف متطرفة بناءً على معلومات غير دقيقة، لذا، أصبح التمييز بين الإعلام المهني والتجاري ضرورة لحماية النسيج الاجتماعي.

 

"الإعلام صوت الأمة ولونها"

كوفار بختيار، إعلامية من مدينة حلبجة بإقليم كردستان تواصل جهودها في توعية الشباب من خلال تنظيم الندوات وورش العمل، بهدف تعزيز قدرتهم على التمييز بين مصادر الأخبار الموثوقة وغير الموثوقة، وفي هذا السياق، أكدت أن "الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل هو أداة لنقل الفكر والمعرفة الصحيحة إلى المجتمع، الإعلام يجب أن يعكس صوت الناس وألوانهم، وأن يكون صدىً حقيقياً للأمة أمام السلطة والجهات المعنية".

 

"التأكيد على أهمية الوعي"

وأوضحت كوفار بختيار أن المشهد الإعلامي اليوم يشهد تزايداً ملحوظاً في عدد المنصات، سواء كانت موثوقة أو غير موثوقة، وهو ما يتطلب من الجمهور وعياً أكبر في التعامل مع الأخبار والمصادر "الإعلام الصحيح يجب أن يقدم الخبر بدقة وموضوعية، ويساهم في بناء ثقافة إيجابية وتربية جيل واعٍ ومثقف، بالإضافة لتوجيه الناس نحو القضايا الجوهرية وتحفيزهم على طرح الأسئلة المهمة".

وقالت "لكن الواقع الحالي يشهد انتشاراً واسعاً لصفحات إعلامية تجارية، حيث أصبح بإمكان أي شخص أن يحمل ميكروفوناً ويقدم نفسه كصحفي، لقد أصبح عدد الصحفيين كبيراً، وفي كثير من الأحيان يصعب على المتلقي أن يحدد أي الأخبار يمكن الوثوق بها".

 

الإعلام التجاري والمزيف... كيف نميزه؟

في ظل الانتشار الواسع لوسائل الإعلام غير المهنية، بات من الضروري أن يتحلى المواطنون بالوعي الكافي لتمييز الإعلام الموثوق من غيره، فالإعلام غير الموثوق غالباً ما يفتقر إلى الدقة، ويعتمد على أخبار مشوّهة أو مضللة، مما يثير الشك لدى المتلقي حول صحتها.

كما أن هذه الوسائل كثيراً ما تتهرب من ذكر مصادرها بوضوح، مكتفية بعبارات عامة مثل "مصدر مطّلع"، دون الكشف عن الاسم أو الجهة، وهو ما يضعف مصداقيتها أمام الجمهور.

أما الإعلام الموثوق يجب أن يكون مرآة للواقع، ينقل الخبر بموضوعية، ويُسهم في بناء ثقافة إيجابية داخل المجتمع، أما الإعلام الذي يفتقر إلى المصداقية، فيتحول إلى أداة تهدد الوعي العام، وتترك آثاراً سلبية على الثقافة والسلوك الاجتماعي.