اختتام أعمال الكونفرانس الرابع لاتحاد إعلام المرأة بالتأكيد على دور الإعلاميات في ترسيخ صوت المرأة الحرة
اختتم أعمال الكونفرانس الرابع لاتحاد إعلام المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا بجملة من التوصيات التي أكدت على استمرار مسيرة الإعلاميات في الدفاع عن حرية الكلمة وتعزيز دور المرأة في بناء إعلام نسوي حر وديمقراطي.
قامشلو - وسط أجواء من النقاش والتقييم والتطلع نحو تطوير دور المرأة في الإعلام الحر، اختتم اتحاد إعلام المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا كونفرانسه الرابع تحت شعار "بتطوير اتحاد إعلام المرأة سنكون صوت الثورة". وشكّل الكونفرانس، الذي استمر ليوم كامل بمشاركة 150 مندوبة، محطة مهمة لاستعراض إنجازات الاتحاد خلال السنوات الأربع الماضية، وتقييم تجارب الإعلاميات في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة التحديات التي تواجه المرأة الإعلامية في ظل التحولات السياسية والاجتماعية الراهنة في المنطقة.
كما شهد الكونفرانس قراءة التقارير التقييمية لأنشطة اتحاد إعلام المرأة خلال السنوات الأربع الماضية، والتي تناولت مجمل الأعمال والمشاريع الإعلامية التي نفذها الاتحاد في مختلف المدن والمناطق، إلى جانب استعراض الصعوبات والتحديات التي واجهت الإعلاميات خلال مسيرتهن المهنية. حيث جاء انعقاد الكونفرانس في مرحلة حساسة، تشهد تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية كبيرة، ما جعل النقاشات غنية ومركزة حول دور المرأة في الإعلام وقدرتها على التأثير في مسارات المجتمع.
كما كان من أهم المحاور التي تميز به الكونفرانس عرض النظام الداخلي الجديد للاتحاد، الذي جاء ليحدد أهداف الاتحاد ومهامه وهيكليته التنظيمية بشكل واضح، ويؤكد على حماية حقوق الاعلاميات والمؤسسات النسوية، ودعم عملهن المهني والثقافي والاجتماعي. وايضاً تم انتخاب مجلس اتحاد إعلام المرأة المكون من 31 عضوة، ليقوم بإعداد مهام الاتحاد وتطوير فعالياته التنظيمية والفكرية.
توصيات الكونفرانس
وانتهى أعمال الكونفرانس الرابع لاتحاد إعلام المرأة، بقراءة توصيات من قبل الصحفية زيلان عبدو التي أكدت من خلاله على استمرارية الاتحاد بتعزيز حضور المرأة الإعلامية في شمال وشرق سوريا وتوسيع دورها في جميع المجالات الإعلامية والثقافية والاجتماعية.
وجاء البيان ليؤكد أن الاتحاد سيواصل العمل على بناء إعلام حر وديمقراطي يعكس صوت المرأة والمجتمع معاً، وينشر ثقافة الحقيقة والشفافية في مواجهة الذهنية السلطوية والذكورية التي لطالما حاولت تقييد حرية التعبير والمشاركة النسائية.
وشدد البيان بأن "الاتحاد سيعتمد في جميع أنشطته على مبادئ الديمقراطية البيئية والجنولوجيا والنهج الجماعي لشهداء الحقيقة كمرجعية أخلاقية وإعلامية، مؤكداً أن هذه المبادئ تشكل الأساس الفكري الذي يمكّن الإعلاميات من مواجهة التحديات المختلفة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، والعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين ومحاربة التمييز والتحيز الجنسي في الإعلام".
وأشار البيان إلى الخطر المتزايد للأزمات العالمية والإقليمية التي تفرض تحديات مضاعفة على المرأة "نظام الحداثة الرأسمالية أدى إلى تفاقم الحروب والفقر والعنف المجتمعي، مما يجعل النساء من أكثر الفئات تضرراً، سواء في مناطق النزاع أو في المخيمات أو في مواجهة الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي".
وأكد الاتحاد في بيانه أن حرية المرأة لا يمكن فصلها عن حرية المجتمع ككل، وأن الفكر الذي طرحه القائد عبدالله أوجلان يشكل مرجعية أساسية لحل الأزمات وبناء مجتمع ديمقراطي قائم على العدالة والمساواة، مشيراً إلى أن تحقيق الحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان يشكل خطوة محورية في مسار حرية المرأة والمجتمع.
كما شدد البيان أن الاتحاد سوف يواصل تطوير بنيته التنظيمية، وتعزيز آليات التدريب والتأهيل المهني والإعلامي، وتوسيع شبكة العمل المشترك بين المؤسسات الإعلامية النسوية في الداخل والخارج، مع توثيق إنجازات الإعلاميات في أرشيف خاص يحفظ نضالهن ومسيرتهن المهنية. موضحاً بأنه سيعمل على تمثيل الإعلاميات أمام الجهات المحلية والدولية، والمساهمة في وضع السياسات التي تضمن حماية حقوقهن، وتوفير بيئة مهنية آمنة ومشجعة للإبداع والتطور.
وأخيراً أشاد البيان بدور المرأة في بناء نموذج ديمقراطي بديل في إقليم شمال وشرق سوريا قائم على المشاركة الفعلية والمساواة في كافة مجالات الحياة مؤكداً بأن "الاتحاد سيبقى وفياً لتضحيات شهداء وشهيدات الإعلام الحر، ويستمد قوته من روحهم في سبيل الدفاع عن حرية الكلمة ونشر الحقيقة".