احتفالية في تربسبيه تقديراً لجهود العمال في يومهم العالمي

اتحدت الكلمات التي أُلقيت في الاحتفالية التي نظمها اتحاد الكادحين في مقاطعة الجزيرة، وأكد المشاركون من العمال أنهم سيواصلون نضالهم في سبيل بناء مجتمع حر ديمقراطي، تُحترم فيه كرامة العاملين وحقوقهم وتكرم فيه كل يد ساهمت في بناء الوطن.

قامشلو ـ بمناسبة عيد العمال العالمي نظم اتحاد الكادحين في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا، حفلاً جماهيرياً، احتفالاً بهذه المناسبة التي تجسد نضال الطبقة العاملة وتضحياتها في سبيل الحقوق والعدالة الاجتماعية.

بدأت الاحتفالية التي نظمت اليوم الخميس الأول من أيار/مايو وبحضور المئات من أهالي المنطقة والعاملات والعاملين، وسط أجواء احتفالية مميزة، في مشهد يعكس روح التضامن والوحدة بين أبناء الطبقة العاملة والمجتمع؛ بإلقاء كلمات عدة، وتلاها عروض غنائية مختلفة ومتنوعة، والتأكيد على ضرورة السعي نحو بناء مجتمع ديمقراطي يعطي للجميع حقوقه.

وباسم الإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة قالت فيفيان بهو في كلمتها "في هذا اليوم الخالد، نقف إجلالاً وتقديراً أمام كل يد عاملة، وكل قطرة عرق تسيل على جبين من يزرع ويحصد، من يبني ويُعلم، من يدافع وينظم، من يحرص على نظافة الشوارع وصحة الناس، من يقف في الورش والمخابز والمعامل والمستشفيات، كي تستمر الحياة".

وأضافت "إننا في الإدارة الذاتية ومنذ انطلاقتها، نعتبر الدفاع عن حقوق العمال وتأمين حياة كريمة لهم من أولوياتنا الأساسية، فقد اتخذنا من هذه القضية جزءاً لا يتجزأ من رؤيتنا، فالعمال هم نبض المجتمعات وضميرها الحي، وهم عماد أي نهضة أو مشروع تحرري، ليسوا فقط أداة إنتاج، بل هم جوهر التغيير، وروح الصمود، وأساس الكرامة، فحيثما وجد العامل وجدت التضحية والخلق، والإصرار على البقاء بكرامة".

وبينت أن "التحديات التي شهدها إقليم شمال وشرق سوريا في ظل الحرب والحصار كانت كبيرة، لكن شعبه استطاع أن يظهر إبداعه وتفانيه في العمل رغم قلة الموارد والصعوبات، فالحياة اليومية كانت مليئة بالصعاب، ولكن شعب هذه المنطقة ظل متمسكاً بالأمل والعمل، لم تقتصر الجهود على القطاعات الأساسية كالتعليم والصحة فقط، بل امتدت لتشمل الزراعة والإنتاج، بحيث تمكنوا من إنتاج القمح والخضروات رغم شح المياه والجفاف".

وأفادت أن "التنظيم والتعاون الجماعي في الكومينات أو المجالس المحلية كان له دور بارز في تعزيز صمود هذه المنطقة، وأصبحت الإدارة الذاتية الديمقراطية نموذجاً يعكس توجيه الموارد البشرية نحو أولويات إنسانية، بعيداً عن الاستبداد أو المركزية، من خلال إشراك العمال في صناعة القرارات والتخطيط، أصبحت هذه الإدارة تتمتع بمرونة وقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة، مما ساهم في الحفاظ على الحياة في المنطقة وتعزيز الأمن والاستقرار رغم كل التحديات".

وأضافت فيفيان بهو في كلمتها "التضحيات التي يقدمها كل فرد في هذه الأرض لا تتوقف عند حدود العمل الجاد بل تتجاوز ذلك إلى بناء مجتمع متماسك، يأخذ من الإنسان قِيمته الأساسية، فالمجالس والنقابات التي تأسست في إقليم شمال وشرق سوريا تمثل قطيعة فعلية مع سنوات من التهميش والاستبعاد التي عاشها العمال لعقود، هذه الهيئات لم تكن مجرد وسائل تنظيمية، بل جسدت تحولاً حقيقياً نحو مشاركة حقيقية للعمال في اتخاذ القرارات وتحديد مصيرهم".

وأكدت "لم يكن دور قوات سوريا الديمقراطية أقل أهمية في هذا السياق فهي لم تقتصر على الدفاع العسكري فحسب، بل كانت قوة بناءة وضامنة للاستقرار، بتحريرها للأراضي أمنت هذه القوات بيئة آمنة للمجتمعات المحلية، ومهدت الطريق لعودة الناس إلى حياتهم الطبيعية وأعمالهم، كان وجود هذه القوات بمثابة الحماية التي سمحت للعمال بالاستمرار في عملهم دون خوف، وساعدت في إعادة بناء ما دمرته الحرب، خاصة في قطاعات أساسية مثل التعليم والصحة والاقتصاد".

وشددت على أن "النضال من أجل حقوق العمال يتجاوز القضايا الاقتصادية الضيقة مثل تحسين الأجور وظروف العمل، إنه نضال مستمر من أجل بناء نظام اجتماعي عادل، يعترف بكرامة العامل ودوره المحوري في تطوير المجتمع، نضال من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، حيث يكون العامل عنصراً أساسياً في صنع القرار وتحقيق التنمية المستدامة"، مضيفةً "نحتفل بعظمة التضحية والجهود التي بذلها ويبدعها عمال إقليم شمال وشرق سوريا في مواجهة التحديات الكبرى التي فرضتها الحرب والظروف القاسية، إنهم الركيزة الأساسية في بناء المستقبل والتنمية المستدامة، حيث يستمرون في النضال من أجل تحقيق مجتمع عادل وتقدمي، يتسم بالحرية والتعددية والديمقراطية".

وقالت في ختام كلمتها "نحيي عمالنا وعاملاتنا في هذا اليوم المجيد ونشد على أيديهم بكل فخر واعتزاز، ونجدد العهد بأننا سنواصل بناء مجتمع حر وديمقراطي، تُحترم فيه كرامة الإنسان العامل وتُكرم فيه كل يد ساهمت في بناء الوطن، إنه يوم لتكريم كل من يضع حجراً في بناء سوريا الحرة التي نحلم بها، ونوجه تهانينا الحارة إلى العمال والعاملات في إقليم شمال وشرق سوريا وكافة أنحاء سوريا، متمنين لهم عاماً مليئاً بالسلام يسوده العدل والديمقراطية، وتتحقق آمالهم في استقرار وازدهار نحو سوريا ديمقراطية لا مركزية جديدة قائمة على العدالة الاجتماعية والمساواة".