%46 من النساء المتزوجات في أفغانستان تتعرضن للعنف الجسدي
كشفت البعثة البريطانية في أفغانستان في تقرير لها، عن تعرض 46% من النساء الأفغانيات المتزوجات تعرضن للعنف، مؤكدةً على ضرورة التدخلات الجادة على المستويات الثقافية والقانونية والاجتماعية.

مركز الأخبار ـ شهدت أفغانستان خلال السنوات الأخيرة، تراجعاً كبيراً في أوضاع المرأة، خاصة بعد استعادة حركة طالبان وفرضها قيوداً صارمة على النساء، مما أدى إلى تهميشهن في مختلف المجالات، حتى باتت تواجه اليوم تحديات تعيق تقدمها خاصة بعد تعرضها للعنف والتمييز المنهجي.
أعلنت البعثة البريطانية في أفغانستان أمس الثلاثاء 13 أيار/مايو في تقرير لها، أن النساء المتزوجات في أفغانستان تواجهن إساءة جسدية ونفسية وعاطفية، وبحسب التقرير فإن 46 بالمائة من النساء المتزوجات في أفغانستان تتعرضن للعنف الجسدي، كما أن 34% من النساء الأفغانيات المتزوجات تواجهن الإساءة العاطفية، وتواجه 6% أخريات العنف الجنسي، مؤكداً على الدور الحيوي الذي يلعبه الرجال في إنهاء هذا العنف.
ومع استعادة حركة طالبان السيطرة على أفغانستان في آب/أغسطس 2021، دخلت أفغانستان مرحلة من التراجع السياسي والاجتماعي، ومن أبرز ضحاياه المرأة وحقوقها وحرياتها، ولم تكتف الحكومة الجديدة بخرق وعودها الأولية باحترام حقوق الإنسان، بل نفذت سياسات استبعدت النساء بشكل مباشر ومنهجي من الحياة الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية.
ومن أهم الأمثلة على القيود التي فرضتها طالبان على النساء حظر تعليم الفتيات بعد الصف السادس، والقيود الصارمة على عمل المرأة في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وفرض الحجاب الإلزامي (البرقع)، وحظر دخول النساء إلى الحدائق والنوادي حتى بعض المراكز الطبية، ومن خلال اللجوء إلى تفسيرات متطرفة للشريعة الإسلامية، حصرت حركة طالبان النساء في المنزل وحرمتهن من دورهن الفعال في المجتمع.
ولا تشكل هذه التدابير انتهاكاً لالتزامات أفغانستان الدولية في مجال حقوق الإنسان فحسب، بل أدت أيضاً إلى استبعاد نصف سكان أفغانستان من مسار التنمية وإعادة الإعمار، وحذر خبراء اقتصاديون من أن استبعاد المرأة من المجالات الرئيسية له عواقب اقتصادية وتعليمية ونفسية طويلة الأمد على المجتمع، مما يؤدي إلى تعميق دائرة الفقر والعنف، وقد أدى صمت المجتمع الدولي وعدم فعالية الآليات الدولية لدعم المرأة الأفغانية إلى تفاقم الوضع.