'15آب يوم تاريخي بزغ فيه فجر الحرية'
احتفل أهالي مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا بذكرى تحريرها الثامنة، وبروح النضال التي تحررت فيها عاهدوا بحمايتها والحفاظ عليها.
منبج ـ بعزيمة وإصرار احتفل أهالي مقاطعة منبج بذكرى تحريرها الثامنة من مرتزقة داعش رغم الهجمات التي تعرضت لها المقاطعة في ريفها الحدودي مؤخراً متحدين بذلك جميع المخططات التي تسعى لزعزعة آمن واستقرار المقاطعة.
ببهجة وفرحة كبيرتين احتفل أمس الخميس 15 آب/أغسطس أهالي مقاطعة منبج في إقليم شمال وشرق سوريا بذكرى السنوية الثامنة لتحريريها من مرتزقة داعش، التي حكمت المدينة لما يقارب 3 أعوام، تحت شعار "15 آب انبعاثة جديدة نحو بناء دمقرطة الشرق الأوسط" التي تحررت بتضحيات وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية ومجلس منبج العسكري.
وشارك في الاحتفالية جميع الأهالي حيث تزينت الاحتفالية بأزياء النساء الفلكلورية التي أعطت رونقاً ومزيجاً من جمال تآلف مكونات منبج، وألقيت كلمة باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة منبج من قبل الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب سهام حمو قالت فيها 15 آب هو يوم تاريخي بزغ فيه فجر الحرية على أهالي منبج بعد تخلصها من أيام السواد والظلم والتعذيب والترهيب، وهذا اليوم يجدر الاحتفال به "بشغف وبهجة نستذكر هذه المناسبة التي نعتبرها انبعاث جديد نحو بناء ودمقرطة الشرق الأوسط".
فيما أوضحت الناطقة باسم مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج رويدة حنيضل أن "منبج تلونت بأطياف شعبها العريق وسُطِعَ من إرادتها النصر والحرية، بعد أن كان يعمها السواد ومورس بحقهم أبشع أشكال التعذيب والأعمال اللاأخلاقية واللاإنسانية".
ولفتت إلى أن "المرأة أخذت النصيب الأكبر من ظلم داعش في منبج فقد جُلدت ورجمت وقتلت على أيديهم، ولكن بالتضحيات التي تجسدت بشهادة أول مناضلة في حرب منبج كوجرين وغيرها من الشهيدات تخلصت المرأة من هذا الإرهاب وعادت إلى الحياة بنضال أمثال الشهيدة زلال زاغروس وريحان ليصنعوا ملحمة عظيمة بقيادتهن لنساء منبج نحو درب الحرية"، مضيفة أنه "بهذه الروح خطت المرأة أولى خطواتها في مسيرة الحرية وعاهدت الشهيدات بمواصلة ذلك المسير في تحرير الأراضي المحتلة وتحرير النساء اللواتي تعشن تحت نير الاحتلال".
كما تخللت الاحتفالية برامج فنية وفلكلورية، حيث قدمت فرقة الشهيدة ريحان للدبكة الكردية، دبكة من التراث الكردي وقدمت فنانات من مدينة الرقة فقرات غنائية على واقع أغاني الفلكلورية وسط تفاعل الحضور إلى جانب أغاني وطنية قدمها مركز الثقافة والفن في منبج.
وعلى هامش الاحتفالية أعربت عضوة الهيئة الرئاسية لمجلس الشعوب في الإدارة الذاتية لمقاطعة منبج أسماء رمو "رغم كل ما تعرضت له منبج من هجمات وقصف مستمر في الآونة الأخيرة، اليوم وبإصرار كبير نحتفل بالذكرى الثامنة لتحرير المدينة من براثن داعش، متحدين بذلك جميع المخططات والتهديدات والضغوطات الداخلية والخارجية التي تصبوا لضرب استقرار منبج".
وقالت الرئيسة المشتركة للجنة الداخلية في مقاطعة منبج وضحة الجاسم "هذه الذكرى هي انتصار على القهر والظلم، وتعني لنا الولادة الجديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولأن القضاء على داعش هو من نتاج وإرادة ثورة المرأة"، لافتةً إلى أنه "نخص مباركتنا على النساء لأنهن كنا الطليعيات والقياديات في المعارك التي أخِضَت ضد داعش، واليوم نحن بفضل تلك الطليعيات رائدات في جميع المجالات، لأننا نحن أكثر من عانين من مرتزقة داعش وسنرفع من وتيرة نضالنا ضد جميع الحروب التي تستهدف إرادتنا سواء العسكرية أو الخاصة".
وأكدت الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن في مقاطعة منبج رولا عثمان "اليوم نساء منبج تحتفلن بروح ومعنويات تعانق السماء في ذكرى تحرير منبج، فالمدينة التي كانت مغطاة بالسواد والظلام من لباسها ومنازلها وحتى معالمها اليوم بموزاييك مكوناتها وامتزاج ألوانها تعبر عن فرحتها، فبالنسبة لنا المعارك التي كانت تدور في منبج على مدار 73 يوماً هو كان صراع الحياة والموت"، مشيرة إلى أنه "في هذا اليوم عدنا للحياة وعانقنا الحرية وتلونت حياتنا من جديد بالألوان الزاهية، ووفاءً لتضحيات قواتنا مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية سنحافظ على الألوان وثقافة مدينتنا فلا نقبل أن يحل الظلام والسواد علينا مرة أخرى".