قسنطينة تستضيف مهرجان الشعر النسوي... جسر ثقافي وتكريم للإبداع النسائي

قدمت المشاركات في مهرجان الشعر النسوي الجزائري، قصائد حية وفعاليات ثقافية تُبرز دور المرأة الجزائرية في صياغة الهوية الوطنية وتعزيز الوعي الجمعي.

سارة جقريف

الجزائر ـ بأجواء مفعمة بالإبداع والاعتزاز بالتراث، انطلقت فعاليات الطبعة الرابعة عشرة من مهرجان الشعر النسوي الوطني بمدينة قسنطينة، شرق الجزائر  تحت شعار "ألا هبّي بشعرك".

تحتضن مدينة قسنطينة شرق الجزائر، الطبعة الرابعة عشرة من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي الذي انطلق في السابع عشر من نيسان/أبريل، تحت شعار "ألا هبّي بشعرك"، بمشاركة أكثر من 40 شاعرة من مختلف ولايات البلاد.

وتخلل المهرجان معرضاً للتراث الثقافي النسوي اللامادي الجزائري، تكريماً للذاكرة الجماعية المرتبطة بالمرأة، كما تضمن فعاليات أخرى مثل معرض الشركات الناشئة التي تركز على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، بالتناغم مع شعار وزارة الثقافة لهذا العام "التراث الثقافي في عصر الذكاء الاصطناعي"، بالإضافة إلى ذلك، تم تقديم عرض شعري مسرحي بعنوان "حيزية... قصيدة من لهب"، الذي استعرض قصة المرأة الجزائرية الشهيرة "حيزية".

وعلى هامش المهرجان أشادت أميرة دليو، منظمة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، بالدور الريادي الذي تلعبه الطبعة الرابعة عشرة للمهرجان الذي جاء احتفاءً بالمرأة المبدعة وتكريماً لصوتها الشعري المؤثر والمُلهم، مشيرةً إلى أن قسنطينة المعروفة بمدينة الثقافة والفن ومهد الحضارات، تستضيف شاعرات من شتى ولايات البلاد لإثراء سماء القصيدة النسوية من خلال هذا الفضاء الرمزي.

وأوضحت أن هذه الطبعة تمثل تتويجاً لمسيرة متواصلة من العمل الثقافي الذي يهدف إلى تعزيز مكانة المرأة المبدعة في المشهد الأدبي الوطني، خصوصاً في مدينة تاريخية عريقة كقسنطينة التي تعتبر منارة للفكر والأدب وجسراً للتواصل بين الثقافات، لافتةً إلى المكانة الرفيعة التي تحتلها المرأة الجزائرية في مختلف المجالات، ولا سيما في الإبداع الثقافي، إيماناً بأن الثقافة والفن يمثلان ركيزتين أساسيتين لحماية الهوية الوطنية وتعزيز الوعي الجمعي.

وبحسب أميرة دليو فهذه الطبعة التي تستمر فعالياتها حتى الـ 21 من نيسان/أبريل الجاري، تسعى لتجديد الارتباط بالتراث، وتلفت الانتباه إلى الذي تلعبه كجسر ثقافي متين يعزز مكانة قسنطينة كعاصمة شامخة للإبداع والفن، ويكرّس أهمية دور المرأة في هذا المجال الحيوي.

وعن الدور الحيوي الشاعرات في المهرجان تقول "الشاعرة تهب شعرها حباً لهذا الوطن وولاءً لقضاياه العادلة، وتصمد بحروفها في وجه التحديات، حاملة رسالة الوحدة والتضامن، وخصوصاً مع القضية الفلسطينية، لتبقى الجزائر شامخة بأقلام نسائها"، داعية لجمهور للاستماع إلى صوت النساء وهن تكتب تاريخهن بحروف من نور، مشيدة بقدرة الشعر النسوي على التعبير عن زمنه بوعي عميق وجرأة خلاقة.

 

شاعرات يرفعن راية القصيدة النسوية

وشاركت الشاعرة مميونة يوسف من ولاية تسمسيلت، التي عبّرت عن سعادتها الكبيرة بتواجدها للمرة الرابعة في هذا الحدث الثقافي بقسنطينة؛ في المهرجان بقصيدة "حيرة".

ومن الشرق الجزائري، قالت الشاعرة ميدوني بسمة من ولاية الطارف، أن الشعر جزء أصيل من التراث وأن للمرأة دوراً محورياً في الحفاظ عليه، خاصة في ظل تزامن المهرجان مع شهر التراث، وهو ما أضاف أبعاداً تراثية للشعر النسوي.

ومن جانبها وصفت الشاعرة هديل عكيف من ولاية غرداية، مشاركتها بالفرصة لإيصال صوت المرأة في مجال الشعر الشعبي والمنفى، حيث ألقت مقاطع تعبّر فيها عن حبها العميق للوطن وتعلقها بجمال الجزائر.

والجدير ذكره أن المهرجان شهد عدة أنشطة، على غرار زيارو للموقع الأثري تيديس، وتقديم قراءات شعرية للشاعرات المشاركات بالمهرجان، والاستمتاع بقهوة العاصر، وإحياء بعض العادات والتقاليد القسنطينية الخاصة بربيع التراث، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من المحاضرات الأكاديمية لكل من الدكتورة ليلى لعوير من قسنطينة  بعنوان "توظيف التراث في الشعر النسائي المعاصر"، وأخرى للدكتورة آمال لواتي موسومة تحت عنوان "فلسفة الانتماء في الشعر النسائي المعاصر"، تتخللها قراءات شعرية للشاعرات.

وستواصل المحاضرات حيث سيكون للدكتورة حليمة قطاي من جامعة مستغانم مداخلة بعنوان "الأنوثة والأرض المقاومة بالجسد والذاكرة"، ثم مداخلة للدكتورة بولكعيبات نعيمة حول "التراث غير المادي في الشعر النسوي"، ليعقب ذلك زيارة الشاعرات المشاركات لجامعة قسنطينة ضمن برنامج "في رحاب الجامعة" من أجل الاستماع للطالبات من قبل ضيفات المهرجان لصقل مواهبهن.