المكملات الغذائية سلاح النساء والأطفال لمواجهة المجاعة في غزة
في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة في غزة، يعاني السكان ولا سيما النساء والأطفال، من نقص حاد في الغذاء والمغذيات الأساسية، لذلك أصبحت المكملات الغذائية بمثابة طوق نجاة تعوض بعض النقص الحاد في العناصر الغذائية الضرورية.

رفيف اسليم
غزة ـ بعد ثلاثة أشهر من الحصار المحكم على قطاع غزة ومنع القوات الإسرائيلية إدخال المساعدات دون تأمين لتصل للمؤسسات الأممية وتتولى عملية توزيعها، تلجأ النساء الفلسطينيات للمكملات الغذائية سواء لهن أو لأطفالهن التي توزع عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" أو النقاط الطبية، متجاهلين التوعية الصحية التي يجب تلقيها قبل تناولها لتفادي المخاطر التي قد تسببها.
نعيمة الكفارنة تكاد تموت من الجوع هي وأطفالها فلا طعام يسمح بإدخاله وكذلك المساعدات، وتقول إن المساعدات الأمريكية التي يروج لها هي مصيدة للنساء والرجال تسود بها شريعة الغاب، فالقوي الذي يمتلك السلاح يستطيع الدخول واستلام الطرد والعودة به للمنزل سليم بينما ما دون ذلك يبقى جائع.
ولفتت إلى أنها عندما كانت تتسلم المكملات الغذائية لها ولأطفالها، كان وضعها الصحي أفضل، فتقوم بكافة الأعمال اليومية وترعى الصغار، كما أن مكمل زبدة الفستق كان بمثابة وجبة لطفلتيها فتعطيهما إياه بدلاً من وجبة الإفطار، ويبقيان دون طعام حتى الوجبة التالية دون صب شكواهن من الجوع على رأس والدتهما.
وعن التثقيف الصحي، تقول إنها كانت تتناول المكمل الغذائي الشامل الذي يحتوي على جميع العناصر من ألف وحتى الزنك طوال عدة أشهر، فيما لم تقوم بتحاليل طبية للتأكد من أن جسمها اكتفى ببعض الفيتامينات أو لا، مشيرة إلى أنها كانت تلاحظ على طفليتها بعض المشاكل الصحية كالإسهال، لكن لم يخطر ببالها أن المكمل هو السبب.
وأوضحت نعيمة الكفارنة، أن أعراض سوء التغذية بدأت تظهر عليها وعلى طفلتيها نتيجة انقطاع المكمل فهي تشعر بهزل مستمر وصداع، ووجع بالعنين، وعدم القدرة على المشي لمسافات قصيرة، أما الطفلات فالنحافة الشديدة بدأت تظهر عليهن عدا عن أنهن أصبحن لا يحبذن التحرك أو اللعب وكأنهن يدركن أن الحركة الزائدة تعني الشعور بالجوع الملازم لهن كون لا طعام يسكتن به بطونهن الخاوية.
وبحسب بيان صادر عن منظمة اليونيسف فإن احتمال موت 14 طفل خلال اليومين المقبلين إن استمرت القوات الإسرائيلية بحصارها المطبق على المدينة بات وشيكاً بسبب المجاعة التي يعاني منها قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية للمؤسسات الدولية المخولة بتوزيعها على المستفيدين.
فيما عرفت أخصائية التغذية الإكلينيكية العلاجية والرشاقة إيمان صيام، المكملات الغذائية بأنها مجموعة من الفيتامينات والمعادن بعضها يصنع في الجسم، والبعض الآخر لا يستطيع الجسم تصنيعه لذلك يستمد من الغذاء الشامل والمتنوع والمتكامل، لافتة إلى أنها توجد بالصيدليات على شكل أقراص تباع للكبار وسيروم للصغار تأخذ يومياً وصباحاً عن طريق الفم.
وعن ضرورة تناول تلك المكملات الغذائية، أشارت إلى أنه إذا لم يتم تناول كميات من الطعام تمنح الجسم العناصر اللازمة من الفيتامينات والمعادن يجب تناول المكمل بمعدل حبة واحدة يومياً، وإذا ما تم نسيان الجرعة لا يجوز تناول حبتان في وقت واحد، مضيفة أنه من أهم تلك المكملات الأوميغا 3 الذي يتم الحصول عليه من الأسماك، والجوز وزبدته، بذور الشيا، التي يحبذ تناولها لندرة المأكولات البحرية.
ولفتت إلى أن تناول النساء والفتيات للمكمل الغذائي زبدة الفستق كبديل عن السكر لا يجوز، لأن ذلك المكمل الغذائي عبارة عن وجبة طعام قد تنقذ طفل من الموت جوعاً، وصرفها يتم وفقاً لمعايير معينة حيث يتم قياس نصف محيط الذراع إذا ما كان 12.5 فأقل يمنح اللون الأصفر، فيما إذا كانت 11 تعطي زبدة الفستق الخضراء، فيما لو كانت أقل من 11 تعطى الحمراء، وتلك الأطعمة هي مصنعة للأطفال من سن 6 أشهر إلى سنة.
بعض تلك المكملات الغذائية تسبب للصغار مشاكل صحية في المعدة تحديداً كونها عبارة عن زبدة وسكريات، مسببة بعض المضاعفات مثل إضرابات هضمية، وغازات، انتفاخات، وإسهال، ولمعالجة هذا الخلل يفضل تناولها بين الوجبات ولكن ليس فور استيقاظ الطفل في الصباح، مع ضرورة التنويه أنه يمكن دهنها على الخبز أو خلطها مع الطعام وشرب كميات كافية من المياه.
ونوهت إيمان صيام، إلى أن هناك مقولة ثابتة يجب اتباعها "غذائك دوائك"، فعندما تتمكن الأم من الحصول على البيض أو الحليب يجب أن تمتنع عن إعطاء طفلها الكالسيوم والأمر يقاس على باقي المعادن والفيتامينات المتواجدة بالأطعمة، فيما يسمح للأمهات تناول البقوليات للحصول على البروتين النباتي واستبدال القهوة بالكاكاو المليء بمضادات الأكسدة للتخلص من السموم التي تسببها الأطعمة المعلبة بالجسم.
وتنصح استخدام الأمهات للمكملات الغذائية التي يكثر الاقبال عليها وبيعها في الصيدليات بالوقت الحالي للطفل كالسيريوم في حالات مثل تأخر المشي وبروز الأسنان، مع ضرورة قراءة النصائح التي توجد على العلبة والتأكد تواجد جميع العناصر داخلها ليستفيد منها الجسم، منوهة إن تلك المكملات فاتحة للشهية فإذا لم يتواجد الطعام يجب عدم إعطائها سواء للصغار أو الكبار لأن من يتناول وجبة يصبح بحاجة لثلاث وجبات.
كما تنصح إيمان صيام، النساء والفتيات عند تناول المكملات الغذائية أي الحبوب الاطلاع على النشرة الإرشادية للتأكد من احتوائها على جميع العناصر الغذائية، وبعد فترة من الزمن إجراء التحاليل الطبية للتأكد من العناصر التي ما يزال الجسم بحاجة لها فقط، ومحاولة عدم تناولها بشكل متواصل على مدار عدة أشهر.