فتيات اقتحمن عالم كرة القدم وتحلمن بالاحتراف

أكدت عدة أمهات أنه من حق الفتيات ممارسة رياضة كرة القدم لأنهن مثل الفتيان تتمتعن بذات الحقوق ومن حقهن ممارستها لأنها رياضة تنمي قدراتهن الذاتية والبدنية.

إخلاص الحمروني

تونس- من المتعارف في تونس، تحديداً في المناطق الداخلية، أنّ كرة القدم هواية خاصة بالفتيان والشبان دون الفتيات والشابات لكنّ هذه النظرة بدأت تتغير شيئاً فشيئاً، بعدما خاضت المرأة معارك عدّة وباتت تشارك الرجل بالعمل والفنون والسياسة والرياضة أيضاً ونجحت في تحقيق أحلامها واستقلالها.

أمينة فراتي، شابة من محافظة سيدي بوزيد، تبلغ من العمر 19 عاماً تهوى منذ صغرها رياضة كرة القدم، انضمت إلى فريق نسوي جديد ولعبت معهن لمدة 3 سنوات تمكنت خلالها من صقل موهبتها وتحقيق حلمها لكن سرعان ما انقطعت عن التدريب بسبب تعرضها إلى الكثير من الصعوبات التي تمثلت وفق قولها في رفض المجتمع لهذه الفكرة وعدم تركها وشأنها تمارس هويتها غير أن حبها لكرة القدم كان أكبر من نظرة مجتمع ريفي أفكاره تقليدية وقررت العودة إلى أرض الملعب العشبي وزيها الكروي والركض وراء الكرة حتى أنها تمكنت برفقة زميلاتها من الفوز بكأس تونس للشابات في كرة القدم.

وعن تجربتها تقول "رفض الجميع فكرة أنني فتاة تلعب كرة القدم في الملاعب مع الشبان ونصحوني بالابتعاد عن هذه الرياضة التي ستسيئ إلى سمعتي وينعتني بسببها الشبان بكلام بذيء ولن يحترموني مجدداً لكن إصراري على العودة وممارسة هواية أحبها وأستطيع النجاح فيها شجعني على النجاح في الدراسة وفي الرياضة أيضاً لأنهما عنصران يكملان بعضهما".

وترى أمينة فراتي أنه من حق كل فتاة ممارسة الهواية التي تحبها لأن ممارسة الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً ستغير من نمط عيشها وتساعدها على تحقيق ذاتها.

 

 

الأمر ذاته بالنسبة إلى اللاعبة ياسمين نصيري ذات 16 عاماً والتي تلعب مع فريق المجد النسائي منذ 3 سنوات، وجدت في لعب كرة القدم ضالتها رغم الصعوبات التي اعترضها هي الأخرى في بداية مشورها "مثل كل الفتيات وجدت معارضة من العائلة ومن المجتمع، لكنني اصريت والتحقت بالفريق النسائي وشاركت في العديد من الحصص التدريبية لتطوير مهاراتي وشاركت بعدها في عدة مباريات على مستوى وطني وحققنا الفوز في أغلب المباريات".

لخصت ياسمين نصيري الصعوبات التي تعرضت لها في رفض البعض فكرة أن تذهب فتاة إلى الملعب وتشاطر الاولاد اللعب لأنهم يرون كرة القدم حكراً على الشبان فقط، وهذه الفكرة منتشرة بكثرة في الجهة بحكم أن سيدي بوزيد منطقة داخلية وعقلية الأهالي ذكورية ورجعية وغير منفتحة.

وأوضحت بأنها سعيدة لأنها تمكنت من ممارسة رياضتها المفضلة وزادت سعادتها أكثر بعدما توجت مسيرة فرقهن بالنجاح والفوز بالكأس، وجاء هذه الفوز بعد موسوم نجاح اتسم بالكثير من التعب والمثابرة، وتشجع ياسمين نصيري جميع الفتيات على الالتحاق بالفريق وممارسة هوايتهن ليضمن مسيرتهن نحو النجاح.

 

 

كانت شقيقة ياسمين نصيري الصغرى عايشة ذات 12 عاماً، من أكثر مشجعيها وقد ورثت حب كرة القدم منها. وترى أن شقيقتها مثالاً يحتذي بها لأنها تمكنت من النجاح والفوز بالكأس "سأتدرب مثل ياسمين وأثبت قدراتي وموهبتي خاصة أننا نجد التشجيع من إدارة الفريق الذي أمن بإمكانياتنا، فقد شاركت في العديد من المباريات وتأهلنا إلى نصف نهائي صغريات كرة القدم".

 

 

 

وعلى أرض الملعب عندما تلعب الفتيات وتركضن وراء كرة القدم، تقف عدد من النساء خلف السور لتشجيعهن، ومن هؤلاء النساء هاجر عاشور والدة اللاعبة يسر عمري وهي فتاة تهوى من صغرها كرة القدم وفق قول والداتها "ليس لدي أي مانع من ممارسة ابنتي للرياضة وأنا أؤمن بقدراتها كونها حققت العديد من النجاحات".

 

 

من جهتها قالت مبروكة مسعودي والدة مريم جابري ذات 12 عاماً وهي لاعبة في فريق المجد الرياضي النسائي "ابنتي موهوبة وتحب كثيراً كرة القدم، واجهنا في البداية العديد من الصعوبات كون عقلية أهالي المناطق الداخلية ترفض هذه الأفكار لكن استطعنا تجاوزها معاً وتمكنت من اللعب والفوز بسبب اصرارها على ممارسة هوايتها".