تباين أعمال المرأة ما بين الريف والمدينة

تختلف نمط وطبيعة أعمال المرأة من الريف عن تلك في المدينة، ففي الأولى تعتمد النساء على قطاع الزراعة وتربية المواشي بينما في المدينة تتنوع لديهن فرص العمل المتاحة فمنها في مجال الصناعة أو التجارة.

يسرى الأحمد

الرقة ـ تعتمد نساء الريف في عملهن على القطاع الزراعي وتربية المواشي الذي يعتبر مصدر الدخل الأبرز لهن في سبيل تأمين قوت عوائلهن واستقلالهن المادي، على غرار الأعمال المختلفة في المجالات المتعددة والمتاحة للنساء في المدينة والتي تتصف بطبيعتها الأكثر أريحية مقارنة بالريف.

تقوم النساء بالعديد من الأعمال التي تختلف في طبيعتها وآلية عملها بين المدن والقرى، ورغم قصد العديد من النساء المدينة بغية الحصول على حياة الرفاهية، إلا أن نساء في الريف لا تزلن تفضلن نمط حياتهن في الريف رغم الصعوبات والمشقة والأعمال ذات الأجور المتدنية.

تختلف حياة المدينة عن الريف بالعديد من الجوانب حيث تتصف الأولى بالكثافة السكانية وتوافر ودعم القطاع التعليمي والصحي والعملي، فتعتبر المركز الأساسي في التصنيع والتسويق، وتتميز بكثرة تواجد المعامل والورشات الصناعية والتجارية النسوية والتي بدورها توفر العديد من فرص العمل للنساء ويعتبر عملهن ضمنها أكثر سهولة وربحاً من الأعمال التي يمكن أن تنجزها النساء في الريف الذي يفتقر لوجود قطاع عمل خاص بالنساء، كما أنه يعتمد على قطاع واحد هو الزراعة الذي يحمل المشقة والتعب في طياته والأجور القليلة.

وحول طبيعة عمل المرأة بالريف قالت هلالة الديري إحدى نساء الريف تعمل في الأراضي الزراعية وهي في العقد الخامس من عمرها من قرية حويجة حسن الريف الغربي لمقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا إن "حياة المرأة الريفية صعبة للغاية، فهي مليئة بالصعوبات والمشقة، كوننا نساء نعتمد في تأمين دخلنا على الزراعة فقط، لذا نعمل ليلاً ونهاراً في الأراضي الزراعية، كما نعتمد على تربية الحيوانات ونقوم بنقل مياه الشرب لمسافات بعيدة ونحن نحمل الأواني فوق رؤوسنا، فكل هذه المهام تقع على كاهل المرأة وحدها، فإذا قارنا ما بين الواقع العملي والمعيشي للمرأة  في الريف والمدينة سنجد أن عمل وجهد المرأة الريفية أكبر ومضاعف مقارنة بعمل المرأة في المدينة".

وعن العمل في الأراضي الزراعية كونه الفرصة الوحيدة للنساء في الريف لتحقيق دخلهن الخاص قالت "تعمل وتتابع المرأة العمل في الأراضي الزراعية بدءً من وضع البذور في التربة وسقيها حتى انباتها وذلك على مدار العام، ففي فصل الشتاء تجني بعض أنواع الفواكه والخضروات وفي فصل الصيف تعمل في حصاد محاصيل القمح والشعير، إذا تترقب موعد اقتراب كل موسم وتعتبره موسم لتحقيق بعض الدخل الخاص بها كونه لا يتوفر لها عمل آخر".   

وحول الأجور المتدنية لعمل النساء في الأرياف أوضحت هلالة الديري "رغم كافة المصاعب والعمل الشاق والتعب إلا أن أجور العمل في الزراعة جداً متدنية مقارنة بالعمل الشاق والوقت الطويل الذي نقضيه تحت أشعة الشمس الحارقة، حيث احصل على أجر زهيد لا يغطي احتياجات المنزل ومتطلبات عائلتي".

وتعتبر أن عملها في الأراضي الزراعية إرث تناقلته النساء ولا تزلن تحافظن عليه حتى الوقت الراهن، وتفتخر بعملها رغم التعب والمشقة "إنني سعيدة وافتخر بعملي كونه يرجعني إلى ذكريات شبابي، رغم تفضيل غالبية النساء للعيش في المدينة والعمل في المشاريع الخاصة، إلا أنني أصر على البقاء في الريف ومتابعة حياتي على هذا المنوال، كوني ولدت وترعرعت في أحضان الطبيعة، ولا يمكنني الاستغناء عنها أبداً"، مؤكدة أن روح التعاون تغلب على عمل النساء في الأرياف "نقوم أنا وقريباتي وجاراتي بالتعاون فيما بيننا نتنقل بين الحقول على شكل مجموعات لنساعد بعضنا البعض فيكون العمل تشاركياً".

 

 

من جانبها قالت العاملة في معامل تعبئة المياه المعدنية في مدينة الرقة عليا الدرويش البالغة من العمر 47 عاماً، عن اختلاف عمل المرأة في المدينة "أن طبيعة وأسلوب حياة المرأة الريفية تختلف جذرياً عن حياة المرأة بالمدينة، فأسلوب العيش في المدينة سهل وبسيط وأكثر رفاهية خاصة للمرأة إذ يتوفر لها كافة الاحتياجات الأساسية كالماء والكهرباء والخبز، دون أن تبذل جهد في تأمينها بنفسها".

وعن اختلاف طبيعة الأعمال ما بين المدينة والريف أكدت "هناك فرق كبير بين الأعمال التي تنجزها المرأة في الريف والمدينة، بحكم أن المدينة يتواجد ضمنها العديد من الورش منها الخياطة والمعامل الصناعية والتجارية والغذائية التي بإمكانها المرأة العمل ضمنها، أضافة إلى المشاريع الخاصة التي بإمكانها أن تديرها بنفسها، أما في الريف فمجال العمل محصور بالزراعة وتربية المواشي فقط ".

وحول مدى توفر فرص عمل للنساء ضمن المدينة أوضحت عليا الدرويش "يتوفر في المدينة العديد من مجالات العمل والمشاريع والمعامل النسوية ضمن الأسواق، والتي تؤمن العديد من فرص العمل للنساء، والتي تعتبر أسهل ومريحة أكثر من العمل في الأرياف إضافة إلى أجور العمل الجيدة".