صيف سابع يخيم على مهجري عفرين وسط تفاقم المعاناة

تزداد معاناة مهجَّري عفرين في المخيمات، مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، والذي يتسبب بظهور حالات مرضية، وخاصةً للأطفال، لانعدام مقومات الحياة الأساسية إثر حصار حكومة دمشق وانقطاع المياه.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ صيف سابع يخيم على مهجري عفرين في مخيمات مقاطعة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا بعد تهجيرهم قسراً من مدينتهم بعد احتلالها من قبل الدولة التركية، في ظل العيش في خيم باتت غير صالحة للسكن ومهترئة، ومخصصاتهم من المياه باتت معدودة لتفتح الطريق أمام المزيد من الأمراض والأوباء.

في هذا السياق قالت عضوة مجلس إدارة مخيم برخودان في مدينة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا هديات شوكت "منذ سبع سنوات ومهجري عفرين في مقاطعة الشهباء يقاومون في المخيمات والمنازل الشبه مدمرة بسبب انتهاكات الدولة التركية لمنطقتهم"، مشيرة إلى أن مخيمات مقاطعة الشهباء تتحول في الصيف إلى ألسنة لهب بسبب الحرارة العالية والتي يتعايش معها المهجرين وفي الشتاء إلى غريق بسبب الأمطار وتسريب المياه للخيم".

وأوضحت أن "الكثير من الخيم اليوم باتت مهترئة بسبب أشعة الشمس القوية والأمطار الغزيرة وباتت غير قابلة للعيش والسكن كما أن الحياة في فصل الصيف تحت الخيم صعبة للغاية". مبينة أن الحرارة والعيش تحت أشعة الشمس المباشرة تسبب الكثير من الأمراض والمضاعفات على حياة المهجرين في المخيمات، خاصة على الأطفال والمسنين وتتسبب في الكثير من العوائق للنساء القاطنات في المخيمات حيث أن عملهن في التنظيف، الغسيل والعمل تحت خيمة صغيرة ومعرضة للشمس المباشرة تتسبب في الكثير من الجهد.

وعن الصعوبات التي يواجهها المهجرين في المخيمات في ظل عدم توفر المياه الكافية أشارت إلى أنه "في ظل فصل الصيف تعتبر المياه هي الأكثر استخداماً وضرورة للمهجرين في المخيمات من حيث الشرب والاستخدامات الأخرى ولكن المنظمات الإنسانية والجهات المعنية بدلاً من تقديم المزيد من مخصصات المياه للمهجرين قطعت منظمة اليونيسف العام الماضي المياه عن مهجري عفرين في الشهباء بشكلٍ كامل وهذا ما يتسبب في تفاقم معاناة الأهالي في هذا الصيف".

وأكدت أن احتلال تركيا لأراضي عفرين السورية وارتكاب الجرائم بحق سكانها أجبرهم على النزوح القسري والعيش في المخيمات، لكن ذلك لن يكون سبباً لاستسلامهم والتخلي عن مطالبهم السامية والإنسانية والديمقراطية وسيواصلون المقاومة والكفاح مهما كلفهم الأمر.

 

 

وأوضحت المهجرة العفرينية في مخيمات الشهباء أمينة محمد أن "تغير الأجواء والطقس على مهجري مقاطعة عفرين منذ 7 سنوات حتى يومنا هذا أثر بشكلٍ مباشر على صحة الأهالي حيث أن مهجرات عفرين لطالما اعتادوا على الاستيقاظ بين بساتين منازلهم وروائحها الطبيعية الخلابة التي تعيد الحياة للإنسان بشكلٍ مباشر والمياه العذبة التي كانوا يشربون منها ويسقون بساتينهم منها جميعها تفاصيل بسيطة لكنها كانت ذو فعالية كبيرة على حياة الأهالي خاصة الذين زرعوا بساتينهم وتعبوا فيها بجهودهم".

وبينت أن فقدان هذه التفاصيل والصعوبات التي يعيشونها في مخيمات النزوح في ظل عدم توفر وسائل التبريد والمياه والخيم التي تكون الحرارة فيها مرتفعة، تجلب معها الكثير من الأمراض والمضاعفات على حياة الأهالي وسط عدم توفر أطباء مختصين وفقدان الكثير من أنواع الأدوية.

 

 

وأشارت فاطمة أحمد التي تعاني من مرض الضغط وغيرها الكثير من الأمراض والضعف في جسدها "في هذه الأيام من الصيف على أرضنا لم نكن نشعر بالحرارة كما نعيشه اليوم حيث أن الحياة على أرض الأمهات والأجداد ورؤية نمو الأشجار والثمار كانت تفعمنا بالإيجابية والحياة ومن شدة تعلقنا بالأرض والعمل بها لم نكن نشعر كيف كانت تمر الأيام والسنوات إلا أن التهجير القسري وصعوبة الحياة في المخيمات يمر كل يوم وكأنه بعام بالنسبة لنا".

وبينت أن مطالبهم منذ سبعة أعوام حتى هذه اللحظة هي إخراج المحتل التركي من أراضي عفرين وإعادة أهلها إلى منازلهم وأراضيهم بأمان وسلام وهذه المطالب لازالت من أهم مطالبهم ولن تتغير حتى تحقيق ذلك على أرض الواقع.