نساء جمجمال تطورن مهاراتهن من خلال المراكز الشبابية

أكدت نساء من جمجمال على إنهن أقوى من مجرد محاولة تعلم الخياطة والقيام بأشياء أخرى، فقد بات من الضروري خوض تجارب عمل أخرى، وأثبتن للجميع أنهن قادرات على القيام بكل الأعمال.

نهاية أحمد

جمجمال ـ تحاول نساء إقليم كردستان باستمرار كسر العقلية الأبوية وتحقيق حياة حرة، من خلال تخطي الصعوبات والعراقيل التي تعترض طريقهن إلى العمل، وعلى الرغم من أن العقبات لا تزال تواجههن إلا أنهن مستمرات بتطوير ذاتهن.

يسعى شباب ونساء بلدة جمجمال بمدينة السليمانية بإقليم كردستان، لتطوير ذاتهم والخروج من منازلهم من خلال الانضمام إلى عدة مراكز شبابية، أحد المراكز التي تمكنت فيها المرأة من القيام بأعمال مختلفة "مركز نشاط شباب الثورة"، الذي تأسس في الأول من تشرين الأول/أكتوبر عام 2010، بناءً على طلب شباب جمجمال والمناطق المحيطة بها، التابع لمنظمة حماية الطفل الكردستانية.

أصبح المركز الآن ملجأً لنساء وشباب المنطقة، كما تقصده نساء من مناطق مختلفة يومياً، تقمن بأنشطة متنوعة مثل الموسيقى والرياضة والفن وتعمل برامج الحاسوب والإنترنت، وكذلك الخياطة الرجالية والنسائية، وتصليح الهواتف المحمولة، إلى جانب الخضوع لدورات اللغة والحلاقة وتصفيف الشعر، وكهرباء السيارات.

 

"النساء والشباب يواجهون البطالة بعد التخرج"

فيما يتعلق بوضع الشباب بشكل عام وجمجمال بشكل خاص قالت خريجة قسم تكنولوجيا المعلومات في جامعة شارمو في جمجمال وعضوة في مركز شورش للأنشطة الشبابية غونا هاشم، إن النساء والشباب في إقليم كردستان يواجهون ظروفاً معيشية صعبة، والشابات في جمجمال تواجهن البطالة.

وأضافت أنه بعد التخرج يحاولون العثور على وظائف لكسب لقمة العيش، إلا أن الحكومة لا تبذل أي جهد لتوظيفهم، ولهذا السبب يحاولون العمل والتحسين من قدراتهم من خلال مراكز التمكين.

ولفتت إلى أن النساء تواجهن صعوبات عند محاولتهن العمل والخروج من المنزل، "المجتمع يخلق عقبات أمام المرأة، ما يهم هو جهودها الخاصة، يجب على النساء أن تسعين باستمرار لتحسين أنفسهن لتحقيق أهدافهن".

 

"معظم النساء لا تستطعن ​​الخروج لكسب لقمة العيش"

قالت غونا هاشم إن توفر الدورات التعليمية في جمجمال أخرج العديد من النساء من بيوتهن، ومن خلالها أستطعن تطوير مهاراتهن وكسب لقمة عيشهن، كما تركز المراكز على مسألة التوظيف وتعليم النساء مختلف الأعمال التي يمكنهن القيام بها في منازلهن مثل الخياطة، مضيفةً أنه "لا تستطيع الكثير من النساء مغادرة منازلهن للعمل من أجل لقمة العيش".

وأكدت أن "عدم الاهتمام بجمجمال منع المرأة من إظهار قدراتها في مختلف المجالات، ولا يوجد جهة تساعد المرأة في هذه البلدة على التقدم في العمل، مما أدى إلى انخفاض مشاركتها في مجال العمل".

 

"على نساء جمجمال تنظيم أنفسهن لتحقيق أهدافهن"

أوضحت جونا هاشم أن "المرأة تستطيع تطوير مهاراتها في كافة مجالات الحياة"، مؤكدةً على أن النساء أقوى وأكثر قدرة من مجرد محاولة تعلم بعض الوظائف الأساسية، كون لديهن القدرة على الإدارة والقيام بأشياء مختلفة.

 وقالت "أتمنى ألا تقبل المرأة بالبقاء في بيتها، وأن تهتم أكثر بالتعليم الذاتي وتنظيم حياتها حتى تتمكن من تطوير قدراتها وتحقيق أهدافها".

 

"المرأة تحاول العمل من أجل مستقبل حر ومشرق"

سوزان أحمد، طالبة أخرى في مركز شورش للأنشطة الشبابية، قالت إن مشاركة الشابات في مراكز التعلم لها عدة أهداف، مضيفةً أن "هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها مراكز تعليمية منذ أن كنت شاباً، وأحاول تحسين مهاراتي من خلال حضور الدورات التدريبية لتحقيق هدفي".

وتابعت "يشارك شبابنا في المعاهد والمراكز الشبابية لتطوير مهاراتهم، وعلى الرغم من أن النساء تواجهن تحديات التوظيف، لكنهن دائماً تحاولن كسر هذا الحاجز لبناء مستقبل أفضل".

 

"فرص العمل لدى النساء أقل من الرجال في جمجمال"

أوضحت سوزان أحمد إلى "أن شباب جمجمال تعرضوا للإهمال من قبل الحكومة، ولا يتم تطوير مهاراتهم أو توفير فرص عمل لهم"، لافتةً إلى أنه "في جمجمال، تُحرم النساء باستمرار من فرص العمل والحصول على وظائف خاصة بهن أكثر من الرجال، لأننا نعلم أن العقلية الأبوية أجبرت النساء على البقاء في المنزل".

وفي ختام حديثها قالت إنها "حضرت دورات اللغة ولدينا العديد من المعلمين/ات الموهوبين الذين يمكنهم إعطاء دروسهم بأفضل طريقة، نحن النساء نحاول تعلم العديد من اللغات المختلفة حتى نتمكن من الحصول على مستقبل أفضل، كما أنه لدينا العديد من النساء الموهوبات كمعلمات، وبالنساء الموهوبات يمكننا الاستمرار في المحاولة ومواصلة عملنا وأنشطتنا".