شح المياه في ريف تعز كارثة تفاقم معاناة النساء

في ريف تعز تعاني النساء من شح المياه، وهي كارثة تضعهن أمام ظروف صعبة، حيث تضطررن لقطع مسافات طويلة من أجل الحصول على لترات قليلة من المياه الصالحة للشرب.

هالة الحاشدي

تعز ـ تعاني النساء والأطفال في ريف تعز من شح المياه حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة في سبيل الحصول على المياه، وهذه الرحلة تستغرق وقتاً طويلاً.

تعاني منطقة جبل حبشي بريف تعز من شح المياه، وهي مشكلة تهدد حياة السكان وتجعلهم يعيشون في ظروف صعبة، حيث تضطر النساء في هذه المنطقة لقطع مسافات طويلة من أجل الحصول على لترات قليلة من المياه الصالحة للشرب، وهو الأمر الذي يتسبب لهن بمعاناة حيث أن تنقلهن يكون في أوقات مبكرة من النهار أو متأخرة من الليل حيث يكون طريقهن محفوف بالمخاطر.

ليس النساء وحدهن من تعانين بل الأطفال أيضاً يتأثرون بشكل كبير بنقص المياه، حيث تصحبهم والداتهم في رحلات جلب المياه التي تستغرق وقتاً طويلاً كما أنها ترهقهم جسدياً ونفسياً.

التقصير في توفير المياه النقية للسكان في ريف تعز يجعل الأمر يتفاقم، حيث يجد السكان صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية من المياه، وتضطر العديد من النساء للبحث في المناطق الجبلية والوديان عن مصادر المياه أحياناً دون جدوى، حيث قالت نور علي إنها تواجه صعوبة في متابعة دراستها بسبب صعوبة الحصول على المياه كما يقع على عاتقها تأمين الطعام لأطفالها، وهي تعجز عن ذلك بسبب انشغالها برعايتهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية، حيث تخرج من المنزل الساعة الرابعة فجراً للبحث عن المياه.

وأكدت أن المرأة الريفية تعاني نقص المياه في الأماكن النائية وصعوبة في تلبية احتياجات أطفالها، فهي تدرك أهمية تأمين المياه والغذاء، ولا تملك الوقت الكافي لتحقيق توازن بين مسؤولياتها اليومية ومحاولاتها في تأمين المياه.

حيث تعبر نور علي عن حيرتها بسبب عدم قدرتها على عيش حياتها بسبب انشغالها طوال اليوم في البحث عن المياه وجلبها من البئر، وهذه العملية قد تستمر حتى الساعة السابعة مساءً.

من جانبها قالت مرجانه صالح أنّ أكبر تحدي يواجه النساء في الريف هو نقص المياه الذي يجبرهن على قطع مسافات طويلة للحصول عليه، وأحياناً تضطررن للعودة بعد منتصف الليل كون عوائلهن بقيت بدون مياه، معتبرةً أن شح المياه واحدة من أصعب التحديات التي تواجه المرأة الريفية، وبالنسبة لها تواجه صعوبة بالغة بسبب تأخرها كطالبة وعدم توفر الوقت الكافي لتتمكن من الدراسة كون جل وقتها تقضيه في البحث عن المياه.

بينما أكدت سعيدة علي عدم توفر المياه في منزلها منذ خمسة أشهر نتيجة عدم هطول الأمطار الأمر الذي تسبب بنقص مياه الآبار إلا أنها مجبرة على قطع مسافة خمسة كيلومتر للوصول إلى بئر المياه، وتعود أحياناً دون الحصول عليها "اضطر للعودة إلى البئر في الليل لأحصل على المياه ويكون الصباح قد بدأ، هذه المسافة تستغرق أربع ساعات من المشي".