رواية أم فقدت خمسة من أبنائها في انفجار لغم

يارا محمد مسنة أجبرت على النزوح أكثر من مرة وتركت مدينتها التي نشأت فيها وتعيش الآن في مخيم نوروز في مدينة ديريك بمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا بعد أن فقدت خمسة من أبنائها في انفجار لغم.

عبير محمد

ديريك ـ تتواصل الأزمة السورية وهجمات احتلال الدولة التركية على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ووفقاً لتقارير منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة، فقد قُتل أكثر من 500 ألف شخص خلال 13عاماً، بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، ونزوح أكثر من 6 ملايين شخص داخل البلاد، وفي الوقت نفسه، تجاوز عدد اللاجئين السوريين في العالم الـ 6 ملايين، وهو مثال على أسوأ حرب في القرن الحادي والعشرين.

مخيم "ديريك نوروز" بإقليم شمال وشرق سوريا هو أحد مخيمات المهاجرين في مقاطعة الجزيرة، يضم 5 آلاف و151 شخصاً من (ريف سري كاني، وكري سبي، عفرين، تل تمر) نزح أغلبهم من مناطقهم بسبب هجمات داعش والفترة الأخيرة بعد احتلال تركيا لمناطقهم.

يارا محمد امرأة مسنة من منطقة الشيخ مقصودة بمدينة حلب، بسبب هجمات حكومة دمشق وداعش والاحتلال التركي أجبرت للهجرة عدة مرات وانتقلت من مدينة إلى أخرى وتعيش الآن في مخيم نوروز ديريك "زوجي مات بعد أصابته بالشلل، كان لدي خمسة أطفال قمت بتربيتهم لوحدي، كما أنني اجبرت لترك منزلي في حلب بعد هجمات حكومة دمشق".

 

"داعش قتل أطفالي الخمسة"

وأوضحت أنه بعد حلب ذهبت إلى ريف منبج، ولم يكن هناك داعش "أقمنا أنا وأطفالي في منبج لمدة 10 سنوات، كانت أوضاعنا الاقتصادية جيدة جداً، وكنا تجاراً للأغنام والماشية، ذات يوم هاجمتنا داعش وطلبت منا الخروج من هنا، كانت المعركة صعبة جداً، قلنا لأنفسنا سنذهب إلى منزل أخر حتى يتوقف الهجوم، عندما ذهب أبنائي إلى أحد المنازل وفتحوا الباب، انفجر بهم لغم، كان داعش قد وضعه كحاجز على باب المنزل، أولادي الخمسة هم (أحمد، محمد، محمود، عمر وعيسى) بعد أن أنفجر اللغم بهم لم أر سوى أجزاء من أجسادهم".

 

"تركيا احتلت منزلي في سري كانيه"

بعد مقتل أطفالها غادرت يارا محمد منبج وذهبت إلى سري كانية، لكنها هناك واجهت احتلال الدولة التركية وتقول "عشت وحدي في سري كانية، مكثت هناك لفترة ثم هاجمها الجيش التركي واحتلها، لأنزح من هناك مرة أخرى واستقر في مخيم نوروز وأعيش وحدي دون أن أرى أحد جانبي".

 

"أريد العودة إلى مدينتي"

وأكدت أن أبنائها لا يغادرون ذاكرتها أبداً "أطفالي لا يغادرون عقلي، فهم دائماً في ذاكرتي أشعر بهم دائماً أنهم على قيد الحياة، كما لو أنهم يعيشون معي، لم أرى قبرهم منذ 10 سنوات، لا أملك حتى صورهم، لقد احترقوا جميعاً في الحرب والهجمات، أريد أن يعيش الجميع بسعادة والعودة إلى مدينتي فأنا أفتقد الحي الذي عشت وكبرت فيه".