'الاحتلال التركي يتعمد استهداف النساء والنضال والتكاتف هو الحل'

أكدت ناشطات وحقوقيات من إقليم شمال وشرق سوريا على أن الاحتلال التركي ومرتزقته مستمران بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق أهالي المناطق المحتلة، والنساء على رأس قوائم ضحاياهما.

دلال رمضان

الحسكة ـ ترتكب الدولة التركية منذ احتلالها لعدد من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا انتهاكات بحق الأهالي، بهدف إحداث تغيير ديموغرافي وذلك من خلال التهجير القسري والخطف والقتل وبناء مستوطنات لمرتزقتها.

منذ عام 2016 والاحتلال التركي باشر بعملياته العسكرية في المناطق المحتلة من إقليم شمال وشرق سوريا بهدف عرقلة تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية لتسهيل تنفيذ مخططاتها الاستعمارية في المنطقة، فكانت أولها احتلال كل من مدينة إعزاز والباب وجرابلس، ووسع توغله عام 2018 لاحتلال مدينة عفرين، وفي العام التالي احتل مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، وأدى ذلك لحدوث موجات نزوح جماعي سببها القصف العشوائي الذي استخدم فيه أنواع مختلفة من الأسلحة حتى المحرمة دولياً والانتهاكات من اختفاء قسري وخطف وتعذيب ونهب وسلب لممتلكات المدنيين بقصد توطين مرتزقته فيها.

 

وفي سياق ذلك قالت المحامية والرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في إقليم شمال وشرق سوريا بشيرة جمال الدين "استخدم الاحتلال التركي بعد أن حصل على الضوء الأخرى من دول عظمى، أنواع مختلفة من الأسلحة والطائرات ليرتكب أفظع الجرائم بحق الإنسانية، فقد هجر آلاف العوائل من مدنهم ومنازلهم بعد أن رأوا القتل والخطف، وأما من بقي هناك لم يسلم من بطشه فالممارسات والانتهاكات اليومية باتت شيئاً رئيسياً في حياتهم، خاصة النساء اللواتي أصبحن الضحية الأولى لتلك الانتهاكات وتتعرضن بشكل مستمر للخطف والقتل والاغتصاب والتقليل من قدرهن وتهميش دورهن".

ونددت بشدة تلك الممارسات اللاأخلاقية بحق المدنيين وخاصة النساء "كمحامين ندين وبشكل مستمر احتلال مناطقنا، كما نطالب جميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان أن تقوم بدورها الحقيقي في وضع حد لممارسات الاحتلال التركي وسياسته العدائية تجاه شعوب المنطقة، لطالما تساءلنا لماذا هذا الصمت حيال ما يرتكب بحق المدنيين والأرض دون اتخاذ أي إجراءات رادعة؟ لكن لم نحصل على أي جواب، ولماذا هذا التهجير والتغيير الديمغرافي؟ نحن السكان الأصلين للمناطق التي احتلتها الدولة التركية ومرتزقتها، لذا المنظمات الحقوقية ملزمة بالوقوف إلى جانب أصحاب الحق والاستجابة لمطالب الشعوب المضطهدة".

وأوضحت أنه "منذ احتلال تلك المناطق غزت العنوانين جرائم القتل والخطف والاغتصاب بحق نسائها وأطفالها، ولم يكتفي الاحتلال التركي بذلك فحسب فهو بين الحين والآخر يستهدف المناطق الأمنة من إقليم شمال وشرق سوريا بهدف زعزعة استقراره وعرقلة تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية ونظام الإدارة الذاتية من خلال طائراته المسيرة التي تستهدف البنية التحتية والمدنيين والقياديات، والمنظمات الدولية التي تدعي الإنسانية ما زالت تتخذ موقف المتفرج".

وفي ختام حديثها قالت بشيرة جمال الدين "كحقوقيات وناشطات نسويات نطالب بمحاسبة الاحتلال التركي على كافة الجرائم التي ارتكبها وإجباره على التراجع وإعادة المناطق المحتلة لأهلها، ونطالب جميع نساء المنطقة بالتصعيد من وتيرة نضالهن للمحافظة على مكاسب ثورتهن".

 

من جانبها قالت عضوة لجنة مهجري سري كانيه/رأس العين زهرة سمعو "من المعروف أنه بعد احتلال المدينة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته ارتكب انتهاكات فظيعة ضد النساء والأطفال تمثلت بالقتل والخطف والاغتصاب والتعذيب، كما تتعرضن لأبشع أشكال الظلم والاستبداد والتهميش بعدما كانت تتمتع بكافة حقوقها في ظل الإدارة الذاتية، وكل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع العالم وهذا دليل واضح على تواطئ الدول العظمى مع الاحتلال التركي الأمر الذي يتيح له ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين".

وأضافت "نحن نتألم كثيراً عندما نرى ونسمع بشكل يومي عما يتعرض له الأهالي الذين يحاولون البقاء صامدين بوجه بطش الاحتلال التركي ومرتزقته، ففي مدينة سري كانيه هُجر معظم السكان الأصلين حيث لم يبقى من المكون الكردي سوى 35 شخص وليس عائلة، حيث أن النساء تهربن بشكل يومي من تلك المناطق نتيجة الضغط والخوف إنه حال جميع المكون وليس الكردية فقط، فمنذ احتلالها تتواجد فيها العشرات من فصائل المرتزقة المدعومة من الاحتلال التركي الذي سمح لهم بالاستيطان في منازل المدنيين والاستيلاء على ممتلكاتهم الخاصة، ليعيش السكان الأصليين في مخيمات تبعد عدة كيلو مترات عن مدنهم ومنازلهم".

وأكدت زهرة سمعو أن نساء المناطق المحتلة أصبحن هدفاً سهلاً للانتهاكات "حرمن من جميع حقوقهن وشوهت ثقافتهن وتراثهن، فقد فرضت عليهن اللغة التركية التي باتت أيضاً تدرس في المدارس، لذا أحث نساء إقليم شمال وشرق سوريا خاصة نساء المناطق المحتلة بالإصرار في المطالبة بتحرير مدنهن والتصعيد من وتيرة نضالهن وتوحيد صوتهن ومطالبهن وايصاله إلى جميع نساء العالم لتعريفهن بجرائم الاحتلال التركي، وإذا لم تكن أول المطالبين بذلك فإنه سيحتل المزيد من المناطق ويسلبهن ما حققنه في ثورتهن".

وأضافت "استولت ما يدعى بكتيبة السلطان مراد على منزلي ونهب وسلب جميع ممتلكاتنا ثم اتخاذه مقراً لها، لأعيش مع عائلتي في مدن ومنازل ليست لنا، إنه ليس حالي فقط أنه حال جميع نساء المدينة، على الرغم من أنه شعور مؤلم ولا يوصف إلا أننا مازلنا نناضل لاستعادة مدينتا ولن نتراجع يوماً عن مطلبنا، فمدينة سري كانيه كانت نموذج للتعايش المشترك بين جميع المكونات والأديان، لذلك احتلتها الدولة التركية الفاشية والدول الرأسمالية المهيمنة التي ترى فيها ضرراً على سياستها ومصالحها".

وفي ختام حديثها حثت زهرة سمعو شعوب المنطقة على التكاتف والتعاضد من أجل إفشال مخططات الاحتلال التركي وتحرير جميع المناطق التي احتلها "نطالب بالعودة الأمنة إلى مناطقنا وتحريريها من براثن الاحتلال التركي وإيجاد حل ومناقشتها مع جميع النساء من أجل ذلك".