جامعة الشرق تساهم في النهوض بالواقع التعليمي للمنطقة

تعمل جامعة الشرق في مدينة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، على النهوض والرقي بالمنظومة التعليمة للمنطقة وللتخفيف من أعباء وتكاليف السفر على الطلبة.

يسرى الأحمد

الرقة ـ أكدت الرئاسة المشتركة لجامعة الشرق رنا عبد القادر أن الجامعة استطاعت سد الفجوة والهوة التعليمية وإكمال التسلسل الدراسي بعد أزمة أنهكت الطلبة وحاولت حرمانهم أبسط حقوقهم.

بهدف دعم القطاع التعليمي في المنطقة والنهوض بمستوى البرامج التعليمية والبحثية، قامت منسقية الجامعات بإقليم شمال وشرق سوريا بافتتاح عدة جامعات موزعة على العديد من مناطق الإقليم منها جامعة روج آفا التي تأسست عام 2016 بمدينة قامشلو وجامعة الفرات في كوباني عام 2017، وجامعة الشرق في الرقة عام 2021.

حيث تضم جامعة الشرق عدة كليات منها الزراعة والعلوم والآداب والتربية والحقوق والاقتصاد إلى جانب كلية العلوم الطبية والزراعية، كما تضم معاهد للعلوم التجارية والمالية ومعهد اللغة الإنكليزية ومعهد الحاسوب، وتتكون من ثلاثة مباني أحدها فيه قاعات خاصة بالمحاضرات النظرية والعملية والإدارية، ومبنى خاص بالمخابر العملية.

وعن أهمية افتتاح جامعة الشرق في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا أكدت الرئيسة المشتركة للجامعة رنا عبد القادر أن "النهوض بالقطاع التعليمي بمراحله الجامعية أولى أهداف تأسيسها، لتكون هناك جامعات بديلة عن جامعات الشرق الأوسط تضاهيها بالمستوى التعليمي وجودته، كما أن ذلك سيساهم في تخفيف أعباء السفر وتكاليف التعليم خارج الإقليم على الطلبة".

وحول الهدف من افتتاح سكن خاص ضمن الجامعة قالت "للتخفيف من معاناة الطلبة بسبب بعد المسافات وقلة المواصلات وصعوبتها خاصة بالنسبة للذين يقطنون الأرياف والقرى المجاورة للمدينة، لذلك تم افتتاح مبنى سكني خاص بهم مؤلف من وحدتين للإناث ووحدتين للذكور"، لافتةً إلى أن "نسبة الطلبة المتقدمين إلى الجامعة أعلى هذا العام مقارنة بالعام الأول لافتتاحها".

وعن تأثير الحرب على انقطاع التسلسل الدراسي للطلبة قالت "للظروف التي خلفتها الأزمة وسيطرة داعش على المنطقة الكثير من التداعيات السلبية التي أدت إلى عرقلة القطاع التعليمي لسنوات عدة، الأمر الذي أدى بدوره إلى خلق فجوة تعليمية وثقافية مهولة لدى الفئة الشابة، لذلك كان افتتاح الجامعة ضرورة ملحة لتفادي اتساعها، خاصة بعد أعوام طويلة هُمش فيها الجانب التربوي والتعليمي".

وأكدت رنا عبد القادر على أن جامعة الشرق حققت مكانتها محلياً ودولياً "ما وفرته وما أحرزته الجامعة من إنجازات جعل لها صيت واسع وصل إلى الدول المجاورة، كما نسعى لتحقيق المزيد من التطوير والتقدم من خلال عقد المؤتمرات، إلى جانب إطلاق المجلة العلمية المحكمة ومركز الشرق للدراسات والأبحاث العلمية، ولدينا العديد من علاقات التواصل ومذكرات التفاهم مع الجامعات العربية والغربية".

ولفتت إلى أنه "للجامعة أهمية كبيرة في تعزيز ودعم الجانب العلمي والنهوض بالواقع التربوي والثقافي في المنطقة، خاصة أننا لمسنا مدى إرادة الطلبة في الحصول على التعليم والتطوير ومساعيهم وجهودهم المبذولة لتحقيق التقدم نحو مستويات أفضل ضمن اختصاصاتهم، وهذه تعتبر نقطة تحفيز وتشجيع ودعم لمن لديه رغبة وحلم وهدف في إكمال مسيرته الدراسية والالتحاق بالمرحلة الجامعية"، مضيفةً أن "طرق اعطاء المنهاج الجامعي بشقيه النظري والعملي ذاتها لدى باقي الجامعات من حيث الفصل الدراسي والامتحانات والبحوث العملية المفتوحة والمشاركة والتقييم".  

 

 

وعن الأقسام العملية التي تم افتتاحها ضمن الجامعة قالت المحاضرة في قسم البيولوجيا نادية حاج حسن "هناك العديد من الأقسام العملية كقسم العلوم والكيمياء والفيزياء والبيولوجيا، حيث يوجد مخابر في الاختصاصات التي تحتاج لها تحتوي كافة المستلزمات والأجهزة الخاصة بالتحاليل المخبرية من مجاهر وعينات ومحاليل كيمائية  ومجسمات، وبعد أن ينتهي الطلبة من دراسة القسم النظري من المحاضرة يقومون بتطبيق ما تعلموه عملياً على أرض الواقع من خلال القيام بزيارة معامل المنطقة والمشافي والمخابر الكيمائية للاطلاع والبحث أكثر".

وشددت نادية حاج حسن على أهمية دعم الإدارة الذاتية للجانب التعليمي "منذ تطبيق نظام الإدارة الذاتية وهي تسعى للنهوض بالواقع التعليمي والتربوي لإقليم شمال وشرق سوريا، عبر افتتاحها للعديد من المعاهد والمدارس والجامعات، لقد وفرت كافة المستلزمات والخدمات الدراسية في سبيل إنجاح العملية التعليمة في المنطقة".

ووجهت رسالة في نهاية حديثها مفادها أنه "يقع على عاتق الفئة الشابة التي تعتبر نواة وأساس المجتمع، المهمة الأكبر في بناءه ليكون أكثر رقياً وازدهاراً يسوده العلم والمعرفة والثقافة، لذلك يجب عليهم إكمال مرحلة التعليم الجامعي والالتحاق بأقرب مؤسسة في المنطقة".

 

 

من جانبها قالت الطالبة شيرين أحمد عن سبب التحاقها بجامعة الشرق "لم أستطع إكمال تعليمي بسبب احتلال مدينتي عفرين على يد الدولة التركية ونزوحي إلى الشهباء، ورغم كل الانتهاكات الوحشية التي تعرضنا لها والظروف الصعبة التي عشناها، إلا أنني لم أستسلم بل تابعت دراسة المرحلة الثانوية وحصلت على شهادتها، وعندما سمعت بافتتاح جامعة الشرق في مدينة الرقة، قدمت أوراقي وسجلاتي وتم قبولي على الفور".

وحول سبب اختيارها للتخصص في كلية الحقوق قالت "لطالما كنت أحلم بدراسة الحقوق لأصبح محامية ناجحة أدافع عن المعنفات والمضطهدات وأطالب بحقوقهن المسلوبة وأكون طرفاً في وضع حد للتمييز وعدم مساواة الذي تتعرض له نساء عفرين بشكل يومي على يد الاحتلال التركي ومرتزقته".

وعن أهمية تسلح المرأة بالمعرفة والعلم والفكر الحر قالت شيرين أحمد إنه "ضروري ملحة خاصة في الوقت الراهن، كونها تتعرض لأبشع الانتهاكات من قمع وتمييز وعدم مساواة وسلب لحريتها وحقوقها، فالعلم والمعرفة ينير فكرها بالديمقراطية كما أنها تتعرف على حقيقة ذاتها ودورها في المجتمع، ويجب أن تجعل من منبر العلم والمعرفة سلاح تحارب به وتتخطى من خلاله كافة العوائق التي تعرقل نجاحها وتقدمها".

وحثت شيرين أحمد في ختام حديثها كل امرأة وفتاة على أن يكون لديهن حلم وهدف من متابعة دراستهن، فتحقيق أي حلم لن يكون إلا بالتعليم لتثبت نفسها وتضع بصمتها في المجتمع، بغض النظر عن بعض الاستثناءات.