امرأة خمسينية تروي معاناتها مع داعش والاحتلال

تقول الخمسينية عزيزة كراف والتي عانت من هجمات داعش وفقدت ابنتها الحامل حياتها، وكذلك هجمات الاحتلال التركي "يجب محاسبة كل من داعش والدولة التركية على الجرائم التي اقترفوها".

سوركل شيخو

الحسكة ـ الترحال يخلق القصص والاختبارات، ففي تشرين الأول/أكتوبر 2019، تسبب الاحتلال التركي في هجرة أهالي سري كانيه وريفي تل تمر وزركان بإقليم شمال وشرق سوريا وللهجرة العديد من القصص والجرائم المخفية التي ارتكبتها بعض القوى والمرتزقة، خفاياها سيتم كشفها وروايتها.

عزيزة كراف تبلغ من العمر 50 عاماً، وهي أم لثلاثة بنات، توفيت إحداهن وواحدة مهاجرة والأخرى تعيش معها، كما أن لديها 6 أبناء، 2 منهم معوقون وواحد متوفى و3 منهم على قيد الحياة.

وتعيش عزيزة كراف في قرية "مناخ" المحتلة الواقعة شمال ناحية تل تمر، تتمتع القرية بموقع استراتيجي نظراً لارتفاعها على خط النار، وتوجد قاعدة عسكرية للاحتلال التركي على تلة القرية، ومن هناك يهاجمون كافة القرى الواقعة على خط النار شمال المنطقة، ويطلقون النار أيضاً على السيارات المدنية والمزارعين.

 

"بقي غداءنا على الأرض"

وتذكرت عزيزة كراف اليوم الذي تعرضوا فيه لوابل رصاص الاحتلال التركي "في ذلك اليوم كنا جميعاً نجلس حول مائدة الطعام نتناول الغداء، سمعنا صوت الرصاص يقترب جداً، تركنا كل شيء في مكانه وركضنا إلى البرية والحقول. بقي طعامنا على الأرض، وتركنا القرية ونحن جائعين. لم نتمكن من إخراج ملابس أو أي شيء آخر من المنزل، ولم يكن بوسعنا سوى إنقاذ أرواحنا، والآن نقيم في قرية الحمام الواقعة شرقاً والتابعة لجبل كزوان".

وعن عمليات السرقة والنهب التي قام بها الاحتلال التركي ومرتزقته في منزلها، أوضحت أن "أعمدة منزلي تعرضت للتدمير ونُهبت ممتلكاتنا، إلى جانب سرقة 4 براميل من المازوت و3 من مخازن التبن و80 كيس من الشعير و6 أكياس من القمح. انظروا أين كنا وأين نحن الآن، بدل أن نكون في بيتنا أصبحنا نعيش تحت خيمة من النايلون ونعاني من حر الصيف وبرودة الشتاء. لقد فعلوا كل شيء بقوة السلاح وأخرجونا من منازلنا. على مدار 40 عاماً، قمنا بأشياء كثيرة بجهد كبير حتى بنينا منزلنا وزرعنا أراضينا، ولكن في لحظة تم غزوها واحتلالها وتدميرها، هل هذه العدالة؟".

 

جريمة أخرى لداعش بحق النساء

الآن الدولة التركية وقبلها داعش، لم تلتئم جراح الكثير من الأمهات ويتجدد ذلك الألم مع الاحتلال، واستذكرت عزيزة كراف الجرائم التي تعرضت لها عائلتها.

وتحدثت عن الحادثة التي تعرضت لها ابنتها أثناء سيطرة داعش على جبل كزوان في شتاء عام 2014 "في أحد أيام الشتاء، كانت ابنتي الحامل في آخر يوم لولادتها، لم تسمح داعش على الحواجز لابنتي بالذهاب إلى مشافي الحسكة، ومن ثم اضطررنا لأخذها إلى إحدى القابلات، وهناك عندما حاولت القابلة توليدها، نزفت ابنتي كثيراً، مما أدى إلى فقدانها لحياتها وهذه إحدى جرائم داعش. لو استطعت لكنت حاسبتهم".

وطالبت عزيزة كراف بفتح تحقيق ومعاقبة داعش والاحتلال التركي على الجرائم التي ارتكبوها بحقهم من أجل حماية حقوق الشعب، كما طالبت بالعودة إلى أرضهم "لقد حولوا قريتنا المسالمة والآمنة إلى أنقاض، وتوجد فيها قاعدة عسكرية للدولة التركية، ومن هناك تتعرض جميع قرى شمال ناحية تل تمر لهجمات برية لذلك وعلى الرغم من كل ما حدث نريد العودة إلى قريتنا وطرد الدولة التركية منها".