'مقاومة النساء في سد تشرين ستبقى أحد أروع الأمثلة على الصمود'

تعد مقاومة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا نموذجاً للتضحية والشجاعة، حيث يسطرن ملاحم الصمود في مواجهة الاحتلال التركي ومرتزقته من على سد تشرين الذي يشهد معركة الوجود.

زينب  خليف

دير الزور ـ من سد تشرين، حيث كان القصف المدفعي والطائرات المسيرة يستهدفان المناطق المحيطة، تجسدت إرادة النساء اللواتي رفضن الاستسلام في وجه التحديات، هؤلاء النساء شاركن من مختلف مقاطعات إقليم شمال وشرق سوريا.

منسقة تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور هديل محمد أكدت أن النساء من جميع المكونات ومن مختلف المناطق وقفن معاً في صفوف المقاومة، لتدافعن عن الأرض والماء والكهرباء التي تعتبر شريان الحياة لمئات الآلاف من الأهالي، فالسد "أصبح مكاناً للتنسيق والتعاون في مواجهة العدوان".  

وعن دور نساء مقاطعة دير الزور في مقاومة سد تشرين بينت أن "نساء دير الزور أثبتن وجودهن في هذه المعركة المصيرية, وتعتبر هذه المشاركة جزءاً من مقاومتهن للحفاظ على مكتسبات شعوب المنطقة، التي تشمل حقوق جميع المكونات العرقية والدينية".

وأوضحت أن دافعها الأساسي للمشاركة بمقاومة سد تشرين حماية الأرض والمكتسبات التي تم تحقيقها، ومنها توفير المياه والكهرباء للمناطق التي تأثرت بشكل كبير بالاعتداءات التركية، معتبرةً أن أي تهديد لسد تشرين أو احتلاله سيؤدي إلى كارثة إنسانية، حيث ستنقطع المياه والكهرباء عن آلاف المدنيين في إقليم شمال وشرق سوريا، مما يهدد حياة الكثير من الناس.

وأشارت هديل محمد إلى أن النساء من كافة المكونات كانت معنوياتهن عالية خلال مقاومتهن في سد تشرين، "النساء اجتمعن من مختلف المناطق، وكان هناك إصرار قوي للدفاع عن مكتسباتهن، فاتحاد مكوناتنا في سد تشرين، يزداد قوةً يوماً بعد يوم، حيث نعمل جنباً إلى جنب لحماية منشآتنا ودعم قواتنا حتى يتم ردع الاحتلال التركي ومرتزقته".

ولفتت إلى أنه تم استهداف المدنيين المقاومين على سد تشرين بشكل مباشر "لقد استهدفونا بشكل مباشر وهو عملٌ لا يتفق مع أبسط مبادئ الإنسانية وينتهك قواعد الأمم المتحدة"، مضيفةً "تم استهدافنا بالقصف المدفعي والجوّي بالطائرات المسيرة, ورغم هذه الهجمات المكثفة، تمسكت المرأة بعزيمتها ولم تستسلم لظروف الحرب الصعبة، بل كانت معنوياتنا أقوى من أي قصف أو تهديد".

كما أكدت أنه على الرغم من التحديات الصعبة، كان التنسيق بين النساء من جميع المناطق متماسكاً، وكان هناك شعور بالوحدة والتعاون بين النساء من دير الزور والرقة ومن باقي المناطق، دون أي تفرقة عرقية أو جغرافية, "كل النساء كنّ يداً واحدة في مواجهة التحديات".

وذكرت أنه رغم التهديدات والتأثيرات التي يمكن أن يكون لها انعكاسات على الحياة الشخصية والمجتمعية، فإن الثقة بقوات سوريا الديمقراطية كانت حافزاً كبيراً، حيث وثقنَّ بأنها ستنجح في إيقاف الهجمات وإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.

وشددت هديل محمد على أن نساء دير الزور ستواصلن المقاومة ولن تتراجعن "عانينا إبان سيطرة داعش والفصائل المرتزقة لذلك لن نعود إلى الوراء فالنساء ستبقين في طليعة الدفاع عن ثورة المرأة في المنطقة، ولن تتركن أرضهن للاحتلال مهما كانت التضحيات".

وترى أن مقاومة النساء في جبهة سد تشرين ستبقى أحد أروع الأمثلة على الصمود والإصرار في مواجهة الاحتلال "على الرغم من القصف والتهديدات المتواصلة، كانت المرأة في سد تشرين حاضرة، ثابتة، ومصممة على الدفاع عن مكتسباتها وأرضها".

واختتمت منسقة تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة دير الزور هديل محمد حديثها بالتأكيد على أن نساء دير الزور مستمرات بالنضال ولن تتراجعن عن موقفهن المقاوم "المرأة في هذه المنطقة ستظل حارسة للثورة، تدافع عن إرادتها وأرضها مهما كانت التضحيات، مؤكدة للعالم أن المقاومة لا تتوقف طالما أن هناك عزيمة على الأرض".