من أجل نقل الحقيقة... إعلامية سودانية تقف بالصفوف الأمامية للصراع
أكدت الإعلامية نضال عثمان على أن المرأة السودانية تعتبر رمزاً للصمود والتضحية حيث تلعب دوراً محورياً في إحلال السلام، مشيرةً إلى دور المرأة في الإعلام لمساهمتها بشكل كبير في توعية المجتمع وتسليط الضوء على قضايا بلادها.

آية إبراهيم
السودان ـ في خطوة وصفها كثيرون بالمغامرة، تقدمت نضال عثمان وهي المستشارة الإعلامية لحركة تحرير السودان واحدة من الحركات المسلحة المشاركة إلى جانب الجيش السوداني في صراعه ضد قوات الدعم السريع؛ الصفوف الأمامية في ولايتي الشمالية والنيل الأبيض في رحلة وصفتها بالمغامرة لكنها مصحوبة بالحماس والعزيمة.
خلال الأيام الماضية، تقدمت نضال عثمان مع الجيش السوداني والقوات المساندة له الصفوف الأمامية بمحور الصحراء الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بالتزامن مع الحديث عن دخول الدعم السريع المحور بمساندة قوات حفتر الليبية.
حول تجربتها، تقول نضال عثمان التي وقفت بثبات في منطقة محور الصحراء وهي ترتدي زي الجيش السوداني، إن التجربة كانت صعبة حيث غادرت برفقة الجيش بالسيارات عبر الصحراء بزمن تجاوز ثلاث ساعات حتى الوصول للخطوط الأمامية للمواجهات، مشيرةً إلى أن الرحلة كانت ما بين المغامرة والحماس والعزيمة والإصرار للمشاركة في الصراع إلى جانب الجيش، لافتةً إلى أنها خاضت عدد من التجارب ووصلت للكثير من محاور القتال بالخطوط الأمامية بولايتي الشمالية والنيل والأبيض.
تعد نضال عثمان من بين عدد من النساء اللواتي وضعن بصمة واضحة في الحرب الدائرة ببلادهن في ظل الضرر الكبير الذي وقع على المرأة السودانية إثر الصراع الدائر بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، والذي تسبب في انتهاكات كبيرة تجاه المرأة خاصة من قبل الدعم السريع بعد سيطرته على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة وسط البلاد قبل أن يستردها الجيش.
وحول اختلاف تجربتها، قالت إن هناك اختلاف من تجربة لأخرى فبعض المناطق تتمتع بأمان نسبي، لكن تنتشر فيها الإشاعات، وهنا تسعى جاهدةً للوصول إليها لتفنيد تلك المزاعم وإبراز حقيقة الاستقرار الأمني فيها، أما في المناطق التي تشهد اشتباكات، فرغم شعورها بالخوف عند مشاركتها فيها، يظل الثبات حاضراً وتحرص على توثيق الأحداث عن قرب.
وتعد منطقة المثلث الدولية الرابطة بين السودان ومصر وليبيا من المواقع الاستراتيجية الكبيرة كنقطة تقاطع والتقاء محورية للحدود بين الدول الثلاث.
وتكتسب المنطقة التي تقع شمال غرب السودان، وجنوب غرب مصر، وشرق ليبيا أهمية جغرافية بجانب أهميتها الاستراتيجية والسياسية والأمنية حيث تقع في منطقة الصحراء الكبرى الشرقية، جنوب واحة سيوة وغرب منطقة العوينات.
وأشارت نضال عثمان إلى أن هناك الكثير من النساء اللواتي تقدمن الصفوف وقاتلن في مناطق مختلفة، لكنها كانت المرأة الوحيدة التي شاركت مع الجيش في محاور القتال المتقدمة بالولاية الشمالية، لافتةً إلى أن النساء السودانيات شاركن في معسكرات الاستنفار وتخرجت أعداد كبيرة منهن وتستخدمن الأسلحة الخفيف والثقيلة "نحن قادرون على حماية أنفسنا ومن حولنا".
نداء الإعلاميين
وأشارت إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها عدد كبير من الإعلاميين، بعد أن فقدوا مصادر دخلهم ويكافحون للحصول على المعلومة وسط الظروف الحالية. ومع ذلك، فقد أبدت بعض الولايات اهتماماً لافتاً بالصحفيين الذين نزحوا إليها، لا سيما ولايتا نهر النيل ومدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر.
وفي رسالة مفعمة بالتقدير، خاطبت نضال عثمان الإعلاميين الذين أسهموا ببصمتهم في معركة الكرامة، مؤكدةً أن السودان لا يزال بحاجة ماسة إلى عطائهم وجهودهم، مشددة على ضرورة تكامل الجهود وتوحيد الطاقات من أجل النهوض بالسودان من جديد.
وأعربت عن بالغ قلقها إزاء الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها المرأة السودانية خلال فترة الحرب، مشيرةً إلى وجود إحصائيات مرتفعة لحالات الاغتصاب، فيما تغيب الأرقام الدقيقة المتعلقة بالعنف الجسدي رغم توفر تسجيلات إعلامية موثّقة تُبرز هذه الانتهاكات.
كما لفتت نضال عثمان إلى تقارير مقلقة حول بيع النساء في بعض الدول الأفريقية، مما يستدعي تحركاً دولياً وإنسانياً عاجلاً لحماية النساء ودعمهن نفسياً واجتماعياً في ظل هذه الظروف القاسية، وتأمل في أن تجد المرأة حقها من الحماية بعد الحرب وحلول السلام.
من خلال مساهمتها الكبيرة وبصمتها الواضحة في الصراع الدائر في بلدها وجدت المرأة السودانية إشادة كبيرة لما تقدمه من أجل إحلال السلام في بلادها، ويأمل الكثيرون استناداً على ذلك أن تجد حظها مستقبلاً في المناصب القيادية مكافأة لها لما قدمته.