هندية العشيبي

ليبيا ـ من خلال الأزمات والحروب التي تشهدها ليبيا بين الحين والآخر والكوارث الطبيعية المختلفة، الناجمة عن التغيير المناخي بالمنطقة، أصبحت الحاجة ملحة لتعزيز دور المرأة في العمل الإنساني وداخل فرق الاستجابة السريعة لضمان تقديم الخدمات اللازمة للنساء الناجيات وفقاً لاحتياجاتهم خلال الأزمة.

 

 

تقول حنين بوشوشة رئيسة منظمة نوازي للدراسات والتنمية، إن وجود النساء في العمل الإنساني يعزز من الاستجابة السريعة خلال الأزمات ويساعد على رفع كفاءة الأعمال الإنسانية المقدمة من فرق العمل الإنساني، فالنساء في الأزمات تكنّ الأقدر على فهم احتياجات أسرهن ومجتمعاتهن، لذا من الضروري تعزيز القدرات القيادية للمرأة، وخاصةً في المنظمات النسائية المحلية، حتى تتمكن من المشاركة في صنع القرارات الإنسانية.

 

دورة تدريبية حول مشاركة النساء خلال الأزمات

وحول هذا شاركت عدد من النساء الليبيات من مدن مختلفة في شرق ليبيا وجنوبها، في دورة تدريبية حول أهمية مشاركة النساء في فرق الاستجابة السريعة خلال الأزمات ودورهن في العمل الإنساني المحلي، وذلك بهدف تعزيز قدراتهن خلال الأزمات والكوارث الطبيعية المختلفة.

وأوضحت حنين بوشوشة رئيسة منظمة نوازي وهي الجهة المنظمة للتدريب الذي بدأ في 23 حزيران/يونيو الماضي، ويستمر حتى نهاية الأسبوع الأول من تموز/يوليو الجاري، إن التدريب تضمن عدة مواضيع مختلفة تتمحور حول المرأة في العمل الإنساني، وتقيّم احتياجات النساء خلال الكوارث الطبيعية والأزمات، بمشاركة عدد من النساء من خلفيات وتخصصات مختلفة من المدن والمناطق الليبية من بينها الكفرة وطبرق وبنغازي وسلوق وشحات والبيضاء.

واستهدف التدريب تجميع أكبر عدد من المشاركات من مختلف المدن الليبية لتعزيز دور النساء في العمل الإنساني خاصة بعد كارثة دانيال 2023، والتي راح ضحيتها الآلاف وجرفت خلالها مدن بأكملها للبحر.

وأضافت "قياساً على هذه الكارثة وما حدث خلالها من إخلالات عملنا على تنظيم ورشة عمل لإعداد دورة لمجموعة من المدربات والمدربين لنشر الوعي بأهمية إدماج النساء في فرق العمل الإنساني لمعرفة وتقييم احتياجات النساء بشكل أسرع خلال الأزمات، ما يعزز من كفاءة تقديم الأعمال الإنسانية في مثل هذه الكوارث والأزمات".

 

مراحل التدريب

وانقسم التدريب على مرحلتين، الأولى مخصصة لتقديم المعرفة والمعلومات حول العمل الإنساني وأهمية وجود المرأة في فرق الاستجابة السريعة، واحتياجات النساء في الكوارث، وآليات التعامل مع النساء والأطفال خلال الأزمة، وكيفية تقديم وتحديد احتياجات النساء في الأزمات وآليات التعامل مع النساء الناجيات، والدعم النفسي الأولي.

فيما شملت المرحلة الثانية آليات إعداد مدربين محليين مهنيين في العمل الإنساني، وتطوير مهارات المشاركين كمدربين حول كيفية تنظيم ورش تدريبية في مدنهم لنشر الوعي بأهمية مشاركة المرأة في العمل الإنساني بشكل واسع، من خلال عدة أساليب معينة، منها كيفية صناعة ألعاب تدريبية وكيفية إدماج الفوارق بين الجنسين داخل المادة التدريبية وغيرها من المهارات لتأهيل كوارد للعمل الإنساني تكون قادرة على تقديم الخدمات بشكل جيد خلال الأزمات والكوارث بمختلف أشكالها.

 

المرأة الداعم الأكبر لبنات جنسها خلال الأزمات

 

 

وعن مشاركتها في هذا التدريب الذي يعد الأول من نوعه في شرق ليبيا وجنوبها، تقول عزيزة محمد طبيبة وعضوة في المجلس القومي للمرأة الليبية، إن التدريب ساعدها على معرفة احتياجات النساء خلال الأزمات والكوارث الطبيعية، بالإضافة لآليات التعامل مع النساء والأطفال، وطرق تقييم احتياجاتهم خلال الكوارث الطبيعية، وتلبية احتياجاتها النفسية والغذائية والطبية والصحية خلال الأزمة.

وأكدت على دور المرأة في العمل الإنساني كونها الداعم الأكبر للنساء خلال الأزمات، مضيفةً "التواصل مع النساء خلال الأزمات أسهل بكثير من التواصل مع الرجال، فالمرأة على علم كافي باحتياجات النساء والأطفال والعائلات خلال الأزمات".

وتطرقت إلى العنف الواقع على النساء وتأثرها بشكل كبير بالأزمة وتداعياتها، وانعدام الوصول إلى الخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم، بالإضافة إلى زيادة تعرضهن لمخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

الاستجابة لاحتياجات المرأة خلال الأزمات

 

 

من جانبها أكدت انتصار العمامي، أخصائية اجتماعية وإحدى المشاركات في التدريب أن الاستجابة لاحتياجات المرأة خلال الأزمات موضوع هام جداً خاصة في الوضع الحالي الذي تمر به البلاد، ومرورها بالعديد من الكوارث الطبيعية مثل كارثة درنة، والحروب والمعارك المسلحة بين الحين والآخر.

مشددة على أهمية دور المرأة خلال الكوارث والأزمات "المرأة جزء أساسي في عملية تحديد الاحتياجات في فرق العمل الإنساني".