حرية المعتقد والتعايش في إقليم شمال وشرق سوريا نموذج في الوحدة والتسامح

أكدت أفين الحجي الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي، أن جميع الأديان والمعتقدات تقوم على قيم الأخلاق والمحبة، والتعايش المشترك في إقليم شمال وشرق سوريا يعكس احتراماً متبادلاً بين مكونات المجتمع.

أسماء محمد

قامشلو ـ التعايش بين الأديان والمعتقدات في إقليم شمال وشرق سوريا يشكل سداً منيعاً أمام التطرف، ويؤكد على أن الدين الحقيقي هو رسالة سلام وعدالة واحترام للكرامة الإنسانية.

في موقف تضامني لافت، عبرت نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن دعمهن الكامل للنساء السوريات في السويداء والساحل السوري، اللواتي تعرضن للقتل أثناء دفاعهن عن حقهن في الحياة والكرامة.

شددت أفين الحجي الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي، على أن الدين لا يمكن أن يكون ذريعة للقتل، وأن الإسلام الديمقراطي هو نهج يدعو للعدالة والمساواة والتسامح، مشيرةً إلى أهمية التعايش بين الأديان في المنطقة، حيث يجمع مجلس الأديان والمعتقدات تحت سقف واحد ممثلين عن مختلف الطوائف، في نموذج يعزز الأخوة والاحترام المشترك.

وعن حرية المعتقدات في إقليم شمال وشرق سوريا، قالت "من خلال العقد الاجتماعي الجديد، الذي جرى تعميمه على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، برز تأثير مجلس الأديان والمعتقدات الذي يضم في صفوفه ممثلين عن جميع الأديان والمعتقدات في المنطقة، من إسلام، مسيحية، وزردشتية، إسماعيلية وعلوية ،تجسيد لقيم الأخوة الإنسانية والتعايش المشترك بين جميع المكونات".

 

ما تشهده السويداء انتهاك لكافة القيم وتحريف لمقاصد الدين

وأكدت أن "جميع الأديان والمعتقدات تقوم في جوهرها على الأخلاق وعلى قيم المحبة واحترام الآخر وحماية كرامة البشر، بغض النظر عن دينهم أو معتقدهم أو قوميتهم. ما شهدته مدينة السويداء مؤخراً من قتل على أساس الدين هو انتهاك لكل هذه القيم وتحريف لمقاصد الدين، فجميع الكتب السماوية تحرم سفك الدماء البريئة".

ولفتت إلى أنه "في الإدارة الذاتية، يوجد توافق واحترام متبادل بين الأديان والمعتقدات المختلفة، وهذا ناتج عن سعي حقيقي للعيش المشترك بين جميع المكونات، سواء كانوا كرد، عرب، مسيحيين، دروز أو غيرهم، فنحن جميعاً نعيش على أرض واحدة، ونعمل معاً على بناء مجتمعٍ قائم على الاحترام والمساعدة المتبادلة، لكن ما يُمارس اليوم من انتهاكات بحق أهلنا في السويداء والساحل السوري باسم الدين، قد شوه صورة الإسلام، ويسيء إلى جوهره الحقيقي الذي يدعو إلى الرحمة والعدل والتسامح".

وأوضحت أفين الحجي أن الدين تحول في بعض مظاهره اليوم، إلى أداة سلطوية تمارس من خلالها السيطرة على الناس بمختلف الأشكال، وكان لهذا أثر سلبي كبير، إذ بات كثير من الناس يعيشون في حالة من الخوف والرعب من الإسلام، بعد أن شوهه بعض المنتسبين إليه، فحولوه من رسالة سلام ورحمة إلى دعوة للعنف والتسلط، كما أن الإسلام الحقيقي يحترم المرأة التي تقاتل دفاعاً عن كرامتها.

 

اندماج وتكامل

وبينت أن نساء السويداء حملن السلاح للدفاع عن أرضهن وأطفالهن وكرامتهن، ومع ذلك تعرضن للقتل وهذا يعد إهانة كبيرة باسم الدين، إذ لا يوجد أي دين يقبل بهذه الممارسات "قتل الإنسان ليس من قيم الإسلام، أما بالنسبة لوضع الأديان والمعتقدات في إقليم شمال وشرق سوريا، فهناك اندماج وتكامل بين بعضهم البعض".

وأوضحت أن نساء إقليم شمال وشرق سوريا أعلن تضامنهن مع جميع النساء السوريات اللواتي قتلن وهن يدافعن عن حقهن في الحياة والكرامة "لكل إنسان الحق في العيش على أرض تصون كرامته وتحفظ حريته، وندعو إلى بناء مجتمع يقوم على أساس الاحترام المتبادل والقيم الأخلاقية، لأننا جميعا أبناء هذا الوطن".

وفي ختام حديثها، أكدت الرئيسة المشتركة لمؤتمر الإسلام الديمقراطي أفين الحجي، أن إقليم شمال وشرق سوريا جزء لا يتجزأ من سوريا، هذه الأرض الغنية بتنوع ثقافي وديني ومذهبي "هذا التنوع يتطلب منا جميعاً، كسوريين، الحفاظ على وطننا وصونه"، داعية إلى وقف الحروب والدمار والتمسك بالأمل من أجل عودة الحياة إلى سوريا.