غياب المحاسبة يعرقل العمل الصحفي ويؤدي لاستمرار استهداف الصحفيات

عدم وجود رادع قانوني يحمي حقوق الصحفيات يساهم في استمرار تعرضهن للاستهداف والانتهاكات، من قبل الاحتلال والسلطة.

نور الأحمد

الرقة ـ أكدت الصحفية بمنسقية المرأة في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا عذراء سعدو، أن الهدف من استهداف الناشطات والصحفيات إخفاء الحقيقة والتستر على الجرائم والانتهاكات والسياسيات الممنهجة التي تتبعها الدول المهيمنة.

يعد القرن الواحد والعشرين قرن حرية المرأة وانطلاقة ثورتها وهذا ما دفع الدول المهيمنة لاتباع سياسات ممنهجة ضد الناشطات والصحفيات اللواتي تسعين من خلال قلمهن وعدسة كاميراتهن لنقل واقع وحقيقية نضال وقوة المرأة وثورتها لمنع امتدادها لباقي أنحاء العالم.

وخير دليل ما تعرضت له الصحفيات بخشان عزيزي ووريشة مرادي من قبل السلطات الإيرانية، من اعتقال تعسفي واتباع أساليب التعذيب الوحشية وإصدار أحكام الإعدام مؤخراً بحقهن، وهناك المئات مثيلاتهن يقبعن في السجون.

وهذا لا يختلف عن الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي، الذي استهدفهن للانتقام مما توثقنه من جرائم وانتهاكات بحق أهالي المنطقة من قبل الاحتلال ومرتزقته.

 

ملاحقة كل امرأة تعبر عن واقعها وتطالب بالحرية

وترى الصحفية في منسقية المرأة بالإدارة الذاتية الديمقراطية عذراء سعدو أن القرن الواحد والعشرين هو قرن حرية المرأة وهذا بدليل الانتفاضة والثورات التي أشعلتها النساء من أجل نيل حريتهن، ولم تقتصر هذه الثورة على نساء مناطقنا بل شهدت مختلف بلدان العالم جرأة كبيرة من النساء للمطالبة بحقوقهن ما شكل خطراً حقيقي يهدد سياسيات الدول الديكتاتورية.

وبينت أن "كل خطوة وإنجاز تحققه المرأة يواجه بعوائق أو كما يقال صفعة لمنعها، فهناك العديد من الناشطات والحقوقيات والسياسيات في دول العالم اللواتي ينقلن حقيقة نضال المرأة يتعرضن لانتهاكات يندى لها جبين الإنسانية على يد الأنظمة السلطوية المهيمنة".

ولفتت عذراء سعدو إلى أن الهدف من استخدام أساليب القمع والترهيب هو "النيل من إرادة المرأة وفكرها ومنعها من التعبير عن مطالبها  وتطلعاتها، وعرقلة مسيرة نضالها وأهدافها، وصورة هذا القمع واضحة في إيران وخاصة بعد ثورة jin jiyan Azadî فتمت ملاحقة كل امرأة تعبر عن واقعها وتطالب بالحرية ويتم اعتقالها، مع أحد أفراد عائلتها ومن بينهن الناشطتان بخشان عزيزي ووريشة مرادي اللتان صدر بحقهما حكم الإعدام".

وأشارت إلى "العديد من البيانات وحملات التوقيع والوقفات الاحتجاجية للتنظيمات النسائية، والمنظمات الحقوقية والناشطين والناشطات السياسيين للتنديد بالانتهاكات والمطالبة بوقف هذه القرارات التعسفية، إلا أن الصمت الدولي هو  سيد الموقف".

 

دور هام في نقل حقيقة المقاومة

وعن ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا قالت أن "للمرأة في مناطقنا دور ريادي وقيادي لعبته خلال سنوات الثورة فباتت ثورتها مثال يحتذى به في العالم، فالمرأة اليوم في إقليم شمال وشرق سوريا تناضل من خلال فكرها وقلمها وعدستها لنقل الصورة الحقيقية لثورتها وانجازاتها ونقل صوت المرأة ومطالبها، وهذا ما جعلها مستهدفة بشكل مباشر من قبل الاحتلال التركي".  

وأضافت "لعبت الصحفيات دوراً هاماً في نقل المقاومة التي أبدتها شعوب مناطقنا في سد تشرين لحماية المنطقة من الانهيار، وكشفت هؤلاء الصحفيات عن الوجه الحقيقي للاحتلال التركي ومرتزقته، وللتستر على جرائمه بحق المدنيين والبنية التحتية للإقليم استهدف الصحفيين ومن بينهم جيهان بلكين التي عملت على نقل الحقيقة في كل لحظة من على سد تشرين".

 

المسيرات تستهدف الصحفيات خارج الحدود

كذلك تعرضت العديد من والصحفيات للاستهداف من قبل مسيرات الاحتلال التركي "تم استهداف الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين اللتان عملتا على نقل الحقيقة وإنجازات ثورة المرأة ونضالها على كافة الأصعدة  وكشفتا جرائم الاحتلال التركي". 

 

المحاكمة ضرورية

وأكدت أن استهداف الصحفيين ومؤسساتهم وعرقلتهم عن ممارسة عملهم في نقل الحقيقة ومساعيهم للكشف عن الجرائم والانتهاكات خرق للقانون الدولي "رغم وجود قوانين خاصة لحماية من يعمل في مجال الصحافة إلا أنه لا يوجد تطبيق لها، ولا حتى إدانة أو محاكمة لمرتكبي هذه الانتهاكات".

وشددت على أن "عدم وجود رادع قانوني وقوانين حقيقية تحمي حرية الصحافة والتعبير تشجع الأنظمة الاستبدادية على الاستمرار باستهداف الصحفيين، ومع ذلك لم تستسلم الصحفيات وتواصلن نضالهن حتى في السجوان لتحقيق العدالة والحرية لكل نساء العالم، وبتن قدوة ومثالاً للشجاعة والقوة ومصدر أمل لجميع النساء، فهذا النضال لن يذهب سدى وسينتصر الحق وإرادة المرأة الحرة، وستعم الحرية والديمقراطية التي تحلم بها كل امرأة".

 

الصحافة مهنة سامية

ووجهت عذراء سعدو رسالة شكر للصحفيات اللواتي تناضلن من أجل حرية المرأة قائلةً "نُقدر كل الناشطات والصحفيات والحقوقيات اللواتي يقاومن ويناضلن في السجون الإيرانية والتركية وفي أي مكان، وأي امرأة تناضل من أجل حريتها".

ودعت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحماية حقوق الصحفيين للقيام بواجبها تجاه من يعملون في هذه المهنة "الصحافة مهنة سامية مهمتها نقل الواقع والحقيقة، لذلك يجب على المعنيين بذلك حماية الصحفيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم".