رغم إعاقتها أثبتت ذاتها في مجتمعها وتسعى لتعليم غيرها

هبة الكلمد غيرت النظرة النمطية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة وأثبتت كيانها في المجتمع من خلال عملها ومشاركتها الفعالة في كافة الفعاليات.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ رغم إعاقتها إلا أنها تمكنت من تطوير ذاتها تاركة بصمتها في المجتمع من خلال مهنتها في مجال التطريز ساعية إلى تغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة، والتأكيد على أن الإعاقة ليست عائق أمام من يمتلك الإرادة.

تجلس هبة الكلمد في زاوية غرفتها التي تعتبر مكانها الخاص بالإبداع وتطوير ذاتها، لتبدأ الخياطة بدقة وإبداع بأناملها وتوصل رسالة مفادها أن الإعاقة لا تقف أمام امرأة تسعى إلى تطوير ذاتها، ولتساهم في تغير واقعها ومستقبلها بمساعيها في تطوير مهنتها في تطريز الأزياء، وتعلم نساء غيرها هذه المهنة في جمعية الياسمين.

 

 

وقالت والدتها مريم علي محمد "تعاني هبة الكلمد من الصم والبكم منذ طفولتها، لكننا لم ندرك ذلك إلا بعد مرور أشهر، وذلك نتيجة القرابة بيني وبين زوجي، وخلال فترة حملي تناولت الكثير من الأدوية لتثبيت الحمل، لكن ذلك أدى إلى إصابة ابنتي بإعاقة، حتى إن ابنتي الثانية تعاني المشكلة ذاتها".

وعن مرحلة طفولتها وكيف قضتها أوضحت "عندما بلغت السادسة من عمرها تم تسجيلها في المدرسة لم يكن حينها يوجد مدارس خاصة بمرضى الصم والبكم لذا اضطررت لتسجيلها في المدرسة الابتدائية، وتعرضت حينها لمضايقات من قبل الطلاب وانتقادات، لذلك تم إخراجها من المدرسة عند وصلت الصف الرابع".

وأضافت "أردت أن أعلمها مهنة تستفيد منها وقت فراغها، فسجلتها في مشغل لتعلم التطريز، ترددت في البداية خوفاً من حالة اليأس التي قد تصيب به مرة أخرى نتيجة عدم قبول المحيط بها، لكن إرادتها هذه المرة كانت أقوى من جميع العوائق، واستطاعت خلال مدة قصيرة من تطريز رسومات مختلفة على الألبسة"، موضحة أنه لخبرتها الطويلة وعملها الرائع والمميز باتت تدرب النساء والفتيات على مهنة التطريز في مشغل نسوي يعرف بـ (جمعية الياسمين).

وعن مراحل تطريز القطعة قالت "التطريز له مراحل فأولها الرسم وبعدها وضع الرسمة على قماش لاصق ومن ثم كيه، وبعدها تبدأ بتطريزه على الماكينة، وأحياناً تضع الخرز على القطعة بيديها، فمهنة التطريز مرغوبة في المجتمع منذ القدم والنساء تعملن بها وابنتي تساهم في الحفاظ على هذه الثقافة والعادات القديمة وتعلم غيرها من النساء".

ولفتت إلى أنها تمكنت من خلال عملها في الاعتماد على ذاتها وتحقق استقلالها الذاتي والاقتصادي، فهي بالإضافة إلى عملها في مهنة التطريز لديها محبة وشغف في دعم وتشجيع النساء؛ لذا تعمل كعضوة فعالة في أغلب المؤسسات النسوية في مقاطعة الرقة وتشارك في كافة الفعاليات التي تقام للعب دورها وإثبات كيانها.

ووجهت رسالة قالت فيها "على الأهالي السعي دائماً لتطوير مهارات أبنائهم من ذوي الإعاقة، وتقديم الدعم اللازم لهم لدمجهم بشكل فعال في المجتمع".