الدورات التدريبية قادرة على تغيير ذهنية المرأة
في شمال وشرق سوريا، وبعد ثورة روج آفا أصبحت النساء يخضعنَّ لدورات تدريبية فكرية هدفها تعريف المرأة بتاريخها وحقيقتها، باعتبار أن هذا النوع من التدريب طريقة ناجعة لتحرير المرأة ومُساعدتها على فتح الحوارات والبحث في العديد من المواضيع وإعمال فكرها في حل المُشكلات
فيدان عبد الله
الشهباء ـ .
في الـ 7 من حزيران/يونيو من هذا العام، افتتحت حركة الهلال الذَّهبي في مقاطعة الشَّهباء بشمال وشرق سوريا، دورة تدريبيّة فكرية مفتوحة باسم الشهيدة مزكين "غربت آيدن"، واستمرت لمدة 15 يوماً، خضعت لها 18 عُضوة من عُضوات الحركة وعضوات هيئة الثَّقافة والفن.
وافتتح أول فرع لحركة الهلال الذهبي في عفرين بشمال وشرق سوريا في 13 حزيران/يونيو 2016 وينشط الآن في الشهباء بعد تهجير سكان عفرين واحتلال المدينة من قبل تركيا ومرتزقته في آذار/مارس 2018.
وشملت الدّروس الفكرية "أهمية التّدريب، وتاريخ المرأة، والحياة المُشتركة، والرَّأسماليّة، والصَّحة الجَّسديّة والنَّفسيّة، والثقافة والأخلاق، والوطنية، النَّقد والنَّقد الذَّاتي".
وقالت الإدارية في لجنة التَّدريب بحركة الهلال الذَّهبي لمقاطعة عفرين شيرين رشيد، أن العضوات في حركة الهلال الذَّهبي يسعينَّ لتطوير العمل الثَّقافي والفني، عبر تنمية فكرهنَّ "نستعد منذ فترة لافتتاح دورة تدريبيّة فكريّة لعضواتنا".
والعيش بمعنى حقيقي، وتحقيق ذات المرأة في جميع المجالات وتعريفها بجوهرها عبر العمل على مكتسبات ثورة روج آفا التي اندلعت في 12 تموز/يوليو 2012، والتَّوعيّة وعدم حصر العضوات في نطاق الغناء، والرَّقص والعزف الفلكلوري كما بينت.
وأضافت "في حال عدم تنمية الفكر ستكون العوائق كبيرة، ومستحيلة الحل، لذا انضمت عضوات هيئة الثَّقافة والفن إلى جانب عضوات حركة الهلال الذَّهبي، وعبر مناقشتهنّ في الدَّروس اليومية والأسئلة التي كانت تُطرح، وهذا ما لمسناه عبر المواضيع التي اقترحنها وبحثهنَّ فيما يدور حولهنّ من تناقُضات، ومعرفتهنًّ للأفكار التي يجب أن يحاربنها، والتَّقدم الذي يجب إحرازه".
وأكدت أنه على المرأة توعية نفسها لتواجه أعدائها "جميع القوى تخشى من قدرة المرأة وإرادتها، وما يدل على ذلك استمرار الهجمات على النَّساء، والدَّورات التَّوعويّة التي تخضع لها المرأة في شمال وشرق سوريا، هي الرّد الأمثل على ممارسات الاحتلال التّركي، ومحاولات القضاء على الفكر وتغيير ديمغرافيّة الأراضي السَّوريّة".
وتتيمن شيرين رشيد بمقولة (يدٌ واحدة لا تصفق) باعتبار أن الفن يحتاج للوحدة والتَّنظيم والوعي، لتحقيق التَّغييرات الإيجابية في السَّاحة الفنيّة.
أما عضو مركز الثَّقافة والفن روناهي حنان، ترى أن في التَّدريب العديد من الدّروس المُتنوعة ذات محتوى غني "كل درس يرتبط بالآخر ويكمله، وجميعها تركز على المرأة ودوروها في ظل محاربة الرأسمالية، فبعد خروجنا من عفرين قسراً ومعاناتنا من العديد من الضّغوطات، وجدنا أنه من الضّروري أن نطور فكرنا".
وتابعت "ولدت لدينا الحاجة المُلحة للنقاش في سياسة الدَّولة التّركيّة التي انتهجتها في عفرين، ومحاولة قتل أصالة المنطقة عبر الهجوم على المرأة".
والتّنظيم قادر على إفشال جميع المُخططات، والحديث لروناهي حنان" بفضل وحدتنا فشلو في طمس ثقافتنا وهويتنا، ووجودنا في هذا التّدريب خير رادع للذهنيات التي ترفضُ وجودنا، فنحن نتعرف على تاريخنا، وما ارتكبته تركيا من انتهاكات بحقنا لآلاف السّنين، واليوم تركيا تحاول إعادة ممارسة السَّياسة العثمانيّة".
وقالت روناهي حنان أن علم المرأة (الجنولوجيا) عبر التَّاريخ لفت انتباهها "عرفت أن حقيقة المرأة كانت تُحرف، نتيجة المؤامرات التي نُفذت بحقها، لأن المرأة هي المحرك الرَّئيسي للثورات".
وقالت عضوة الهلال الذَّهبي جودي مصطفى، أن جميع النَّساء بحاجة للتعرف على فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان "أكثر درس أثر بي كان درس حقيقة القائد عبد الله أوجلان، الذي كان يحلل الفروق التي يضعها المجتمع بين المرأة والرَّجل".
وترى جودي مصطفى أن الشابات هنَّ أكثر من يواجهنَّ التَّناقضات ويطرحنّ التَّساؤلات والتّحليلات، ولعل الرَّد عليها جميعاً يكمن في فكر القائد عبد الله أوجلان "أحدث هذا التَّدريب الكثير من الفروق في شخصيتي، لذا أتمنى أن تنضم جميع النَّساء لهذا التَّدريب".
وستفتتح حركة الهلال الذّهبي خلال الشّهر القادم دورة تدريبيَّة فكرية أخرى.