مريم الدخيل أول من درس فعالية تطبيق الميزوبرستول داخل الرحم
"فعالية تطبيق الميزوبرستول داخل الرحم أثناء العملية القيصرية لمنع النزف الأولي التالي للولادة" كان عنوان رسالة الماجستير التي حصلت من خلالها الدكتورة مريم الدخيل أخصائية التوليد والأمراض النسائية على درجة امتياز
أماني المانع
دمشق ـ .
الدكتورة مريم الدخيل استفادت من الدراسات التي أجريت خلال العقدين الأخيرين حول فعالية الميزوبرستول فكانت أول من تشجع على تجربة تطبيقه داخل الرحم بعد إجراء العملية القيصرية في سوريا. وفي الحوار التالي تحدثت لنا الدكتورة عن هذه المادة وطرق استخدامها:
ما هو الميزوبرستول وما أهم استخداماته؟
الميزوبرستول هو عقار يشابه في تأثيره مركب يتم إفرازه في الجسم من فئة مركبات تسمى البروستاغلاندينات، في بداية الأمر كان يستخدم هذا العقار في علاج القرحات المعدية، ولكنه يستخدم حالياً بشكل رئيسي في الحالات التي تتطلب تقلص عضلة الرحم كالإجهاض الطبي وعلاج نزوف الخلاص.
وبسبب تطبيقاته الواسعة في الصحة الإنجابية، فإن الميزوبرستول مدرج في قائمة الأدوية الأساسية الخاصة بالطب التوليدي لمنظمة الصحة العالمية.
هل من تأثيرات جانبية في حالات استخدامه؟
مثل أي عقار آخر يتم استخدامه، للميزوبرستول تأثيرات جانبية، أشيعها هضمية كالغثيان والإقياء، الإسهال، والألم البطني، حيث تحدث في أكثر من 10 بالمئة من الحالات، إلا أنها تعتبر تأثيرات جانبية بسيطة نوعاً ما مقابل التأثير المنشود من استخدامه.
طبعاً يمنع استخدام الميزوبرستول أثناء الحمل لأنه يتسبب بالإجهاض وله تأثير مشوه بحال استمرار الحمل.
لماذا اخترتِ أن تكون رسالتك عن تطبيق الميزوبرستول داخل الرحم أثناء العملية القيصرية؟
خلال العقدين الأخيرين قام العديد من الباحثين بدراسة فعالية الميزوبرستول باختلاف طرق إعطائه، ومن الدراسات الحديثة التي أجريت على الميزوبرستول كانت تطبيقه داخل الرحم أثناء العملية القيصرية لتخفيف النزف التالي للولادة، وعند اطلاعي على نتائج هذه الدراسات قررت أن أبحث وأجرب تطبيق هذه الطريقة بنفسي وخاصة أن النتائج كانت مشجعة وإيجابية بالإضافة إلى أنه لم يسبقني أحد إلى هذه الدراسة في سوريا.
ما الحالات التي يتم فيها تطبيق ذلك؟
اخترت في بحثي أن تكون مجموعة الدراسة لسيدات سويات تماماً من الناحية الصحية وليس لديهنَّ استعداد للنزف مع مستويات خضاب ضمن الحدود الطبيعية، لأن الدراسة لاتزال تجريبية وبحالة السيدات عاليات الخطورة للنزف نحن نتخذ إجراءات صارمة ونطبق بروتوكولات علاجية محددة ولا مجال لتطبيق دراسات تجريبية عند وجود أي شك بخطر يهدد الأم أو الجنين، على أمل أن تجرى المزيد من الدراسات حول العالم وتصبح هذه الطريقة معتمدة ومسندة بالدليل ويمكن تطبيقها في الحالات المؤهبة للنزف.
كيف يتم التطبيق خاصة أنه يستخدم كمحفز للإجهاض، وهل من أخطار متوقعة أو آثار جانبية؟
بالفعل الاجهاض الطبي أحد الاستخدامات الهامة للميزوبرستول لكن هنا يختلف الهدف من استخدامه، حيث يستخدم الميزوبرستول بعد ولادة الجنين كمقلص قوي لعضلة الرحم مما يخفف من حدة النزف التالي للولادة التي يكون سببه في غالبية الحالات عدم التقلص الكافي للرحم.
أما بالنسبة لعلاج نزف الخلاص، أوصت الدراسات المسندة بالدليل على إعطاء الميزوبرستول فور تشخيص نزف الخلاص بسبب فشل تقلص عضلة الرحم.
في دراستي تم تطبيق الميزوبرستول بالطريق الرحمي حيث تم وضع المضغوطة في قعر الرحم بعد ولادة الطفل واستخراج المشيمة.
بدراسة التأثيرات الجانبية وجدنا أن نسبتها بشكل عام كانت صغيرة وهي اختلاطات غير خطيرة، اشيعها كان الغثيان والإقياء.
هل تم تطبيق ذلك في سوريا أم أنها لازالت مجرد دراسة؟
تم تطبيق هذه الطريقة في دراستي وهي بحاجة للمزيد من الأبحاث على مجموعات أكبر ودراسة اختلاف الجرعات ومقارنة طرق الإعطاء للوصول لأفضل نتيجة وأفضل جرعة وأقل تأثيرات جانبية، ولا يزال هذا الموضوع قيد الدراسة والتجربة في العالم وليس في سوريا فقط.
ما البروتوكول الآمن لاستخدامه؟
تختلف البروتوكولات العلاجية من بلد لآخر وكما ذكرت هناك العديد من الأبحاث أجريت في العقدين الأخيرين ولازالت تجرى على الميزوبرستول للوصول لأفضل طريقة إعطاء.
حيث أنه يعطى بعدة طرق (فموي، تحت اللسان، مهبلي، شرجي)، والتوصيات الحالية تنص على أنَّ جرعة واحدة من الميزوبرستول بالطريق الفموي مناسبة للوقاية من نزف الخلاص، ولاعتبارات السلامة تعطى هذه الجرعة بعد ولادة الطفل.
البروتوكول الوحيد لإعطاء الميزوبرستول تحت اللسان لتدبير نزف الخلاص يعتبر الطريقة الأمثل لتدبير نزف الخلاص، إذ أنه الطريق الوحيد الذي يستند على دراسات مسندة بالدليل.