الذهنية الأبوية تستبعد الفتيات من مجال الرياضة
رغم التقدم الذي أحرزته الفتيات والنساء في المجال الرياضي ووجود العديد من البطلات على المستوى المحلي والعالمي، إلا أن الفتيات لا تزلن مستبعدات من دروس الرياضة في المدارس.

شيا كويى
كويه ـ العقلية التي تهمش المرأة وتفرض السيطرة عليها تظل سائدة، مما يؤدي إلى إقصائها من مختلف المجالات وتصبح حكراً على الرجال فقط، ومع ذلك، تمكنت المرأة من كسر هذه القيود والمشاركة في جميع المجالات، إلا أنها لا تزال مستبعدة من مجال الرياضة.
في بعض المدارس المختلطة كثيراً ما نسمع أن بعض المعلمين يستبعدون الطالبات ويطلبون منهن الجلوس في الفصل أو تنظيف المدارس ويأخذون طلاب الذكور فقط لممارسة الرياضة، وهذا ما جعل الطالبات يشعرن بهذا التمييز في مجال الرياضة. بالنسبة للطلاب الذكور، فإن ذلك يضع أرضية للتمييز الجنسي، بينما تشعر الفتيات بالقمع والتهميش.
قالت قدرية محمد، معلمة التربية البدنية في مدرسة "سرواي" الابتدائية للبنات في كويه بإقليم كردستان "على عكس الاعتقاد بأن مادة الرياضة هي فقط من أجل تحصيل الدرجات، فنحن نولي اهتماماً كاملاً لهذه المادة في مدرستنا، كما هو الحال مع المواد الأخرى، فإن التقليل من أهمية الرياضة يعتمد على المعلم في التدريس أو مدى إهماله للمادة".
وتابعت "وفقاً لوزارة التربية والتعليم، يُمنع تدريس مادة التربية البدنية في الحصة الأولى والأخيرة، نظراً لأهمية هذه المادة مقارنةً بالمواد الأخرى. فإذا شعر الطلاب بالتعب خلال الحصص السابقة، فإنهم سيستفيدون ذهنياً ويستعيدون نشاطهم عند وصولهم إلى حصة التربية البدنية".
وعن تأثير دروس الرياضة على القوة البدنية والعقلية للطلبة، قالت "إذا قارنا ذكاء الطلاب الذين يمارسون الرياضة والطلاب الذين لا يمارسون الرياضة، هناك فرق كبير، حتى من الناحية النفسية، حيث أن هناك بعض المدارس التي لا تدرس الرياضة، وخاصة المدارس الثانوية، فيعود بالتأثير السلبي على الطلاب والطالبات لأن التربية البدنية هي السبب الوحيد لنشاط العقل والجسد".
قالت قدرية محمد، إنه في بعض المدارس المختلطة يقوم المعلمون فقط بتدريس الرياضة للبنين ولا تشارك البنات في دروسهم، مما يؤثر سلباً على الطلبة فهم يحبون الرياضة ولا يجب تهميشهم.
وتابعت "إذا درس الطلاب الرياضة جيداً من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، فسيصبحون أفضل اللاعبين. الطلاب الذين تعلموا الرياضة يكونون أكثر نجاحاً من أولئك الذين لم يدرسوها. يلتحق الطلاب بالمعاهد الرياضية بدءاً من الصف التاسع، لذا من واجب المعلم تدريس جميع المواد الرياضية (كرة السلة، الكرة الطائرة، كرة القدم، إلخ)".
ولم تخفِ قدرية محمد أنهم كثيراً ما يواجهون مشاكل مع أولياء الأمور الذين لا يريدون لأبنائهم المشاركة في دروس الرياضة، لذا يجب على أولياء الأمور دعم أبنائهم لا وضع العراقيل، لأن الأطفال يحبون الرياضة، ويعتقدون أن التربية البدنية ليست مهمة، داعية المعلمين للاهتمام بدروس التربية البدنية ولا يحرموا الطلبة من هذه الدروس المفيدة.
بدورها قالت هناء آسو إحدى طالبات مدرسة "سرواي" والحاصلة على عدة جوائز لمشاركتها في المسابقات الرياضية "مدرستنا تولي اهتماماً كبيراً لمن يمارس الرياضة. حلمي هو دراسة الطب في المستقبل، ولكنني بالتأكيد لن أهمل الرياضة".