مستقبل المرأة العراقية... رؤية واستراتيجية الحزب النسوي الجديد

ولد الحزب النسوي الجديد من رحم المعاناة ليدافع عن قضايا المرأة وحقوقها، والإيمان بأن هذه القضايا لا تنفصل عن قضايا السياسة، الاقتصاد، الأمن، التعليم، ويعالج الحزب مختلف الملفات من منظور نسوي يرتكز على مبادئ العدالة والمساواة.

رجاء حميد رشيد

العراق ـ في ظل التحولات السياسية والاجتماعية في العراق، تشهد قضايا المرأة تصاعداً في المطالبات بالمساواة والعدالة، يأتي تأسيس حزب المودَة النسوي العراقي كإضافة جديدة في المشهد السياسي الوطني، حيث عقد مؤتمره التأسيسي يوم السبت 26 تموز/يوليو الجاري.

استعرضت المهندسة جيهان عبد الله، رؤيتها الطموحة ودور الحزب في تعزيز مكانة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، وتتحدث عن رؤية الحزب ورسالته، وأهدافه، وخططه لمواجهة الواقع السياسي والاجتماعي الصعب، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه المرأة العراقية، كما توضح خطوات الحزب العملية لتعزيز حقوق النساء وبناء مستقبل أكثر عدالة ومساواة، وتشاركنا رؤيتها لمستقبل النساء في العراق ودور الحزب في تحقيق التغيير المنشود على أرض الواقع.

وعن دافعها لتأسيس الحزب النسوي، قالت "بدأت رحلتي من شعور عميق بغياب الصوت الحقيقي للمرأة في مراكز صنع القرار، كنت أشهد يومياً معاناة النساء، من التهميش إلى العنف المجتمعي، وأدركت أن التغيير لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تنظيم سياسي نسوي يضع قضايا المرأة في صلب برنامجه، جاءت مبادرتي لتأسيس الحزب عن قناعة بأن المرأة يجب أن تكون صانعة قرار، لا مجرد تابعة للقرار السياسي الذكوري".

ولفتت إلى الأهداف الأساسية التي يسعى الحزب النسوي الجديد إلى تحقيقها "يهدف الحزب إلى تمكين المرأة سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، والعمل على تغيير القوانين الجائرة بحقها، والدفاع عن حقوقها في جميع الميادين، كما نسعى إلى بناء مجتمع قائم على المساواة والعدالة، تكون فيه المرأة فاعلة وشريكة حقيقية في صناعة المستقبل".

 

رؤية سياسية شاملة

وأكدت جيهان عبد الله أن "رؤيتنا شاملة، فنحن حزب نسوي، لكننا نؤمن بأن قضايا المرأة لا تنفصل عن قضايا السياسة، الاقتصاد، الأمن، التعليم، لدينا برنامج سياسي وطني متكامل، يُعالج مختلف الملفات من منظور نسوي يرتكز على مبادئ العدالة والمساواة".

وعن الفئات التي يسعى الحزب إلى تمثيلها والدفاع عنها، أوضحت "في المقام الأول، نحن نمثل النساء بمختلف فئاتهن، لا سيّما المهمشات، الفقيرات، الناجيات من العنف، لكن نضالنا لا يقتصر عليهن فقط، إذ ندافع أيضاً عن جميع الفئات المستضعفة، مثل الأقليات والمجتمعات المهمشة، إيماناً منا بأن العدالة لا تتجزأ".

وحول التحديات التي تواجه الحزب النسوي في بيئة سياسية يغلب عليها الطابع الذكوري، أوضحت أن "التحديات التي نواجهها كثيرة، أبرزها النظرة النمطية لدور المرأة، واحتكار القرار السياسي من قِبل الرجال، إضافة إلى صعوبة الحصول على الدعم المالي والإعلامي، كما تُواجه النساء السياسيات حملات تشويه وتهديد ممنهجة، تهدف إلى تهميش دورهن وإسكات أصواتهن".

وأكدت أنه "صحيح أننا لا نتعاون حالياً مع أي حزب سياسي، كوننا حزباً ناشئاً، لكننا نؤمن بقوة العمل الجماعي والتضامن النسوي، لدينا تواصل وتنسيق مستمر مع منظمات نسوية داخل العراق، ونسعى إلى بناء شراكات إقليمية ودولية لدعم قضايانا وتبادل الخبرات، ونطمح إلى أن تكون الأحزاب الأخرى شريكة وداعمة لمسيرتنا".

 

موقف الحزب من قضايا الزواج القسري والعنف

وبينت "نستمع إلى النقد بعقلٍ منفتح، لكننا نرفض حملات التشويه المتعمّدة، نؤكد دائماً أن النسوية ليست ضد الدين أو القيم، بل هي دعوة للعدالة والكرامة الإنسانية، نحن منفتحون على الحوار، ومتمسكون بحق المرأة الكامل في حياة حرة وآمنة، تقوم على المساواة والاحترام".

وأوضحت موقف الحزب من قضايا مثل الزواج المبكر، العنف الأسري، أو قوانين الأحوال الشخصية "نعلن بكل وضوح أننا ضد الزواج القسري والمبكر، ونطالب بإجراء تعديلات جذرية على قانون الأحوال الشخصية لضمان حقوق المرأة الكاملة، كما نناضل من أجل إقرار قانون صارم وفعّال لمناهضة العنف الأسري، يوفر الحماية لجميع النساء دون استثناء".

وعن مشاريع أو حملات قادمة ضمن منهاج الحزب، تقول "هناك حملات توعية مستمرة حول العنف الأسري، وورش تمكين سياسي للفتيات، بالإضافة إلى مبادرات لتعديل بعض القوانين المجحفة بحق المرأة، ستروننا في الساحات، وعلى منصات الإعلام، وفي البرلمان".

وحول دعم الحزب أو الانخراط في أنشطته، أكدت أن "الدعم يبدأ بالإيمان بالفكرة، يمكن للجمهور أن يساندنا بالانضمام إلى عضوية الحزب، أو التطوع في نشاطاتنا، أو بنشر رسالتنا، أبوابنا مفتوحة لكل من يؤمن بعدالة قضيتنا ويريد أن يكون جزءاً من التغيير".

وفي ختام حديثها، وجهت جيهان عبد الله رسالة للنساء والفتيات العراقيات اللواتي يفكرن في الانخراط في العمل السياسي أو النسوي "لا تترددي، العراق بحاجة إلى صوتكِ، وإلى حضوركِ الفاعل، التغيير لا يأتي بالانتظار، بل بالفعل، اصعدي المنصة، طالبي بحقوقكِ، وكوني شريكة في صناعة المستقبل".