تحديات النساء في دير الزور وسعيهم لتحقيق طموحاتهن

تسعى هدية الأحمد بتطوير إبداعاتها من خلال مشروع صناعة حافظات الشاي، وتساهم من خلال ذلك إلى تحسين أوضاعها الاقتصادية والمعيشية في حين تعكس من خلال رحلتها في عالم الحرف اليدوية على قدرة النساء في نهوض المجتمع وتطويره.

زينب خليف

دير الزور -هدية الأحمد من إحدى النساء اللواتي تهتم بتطوير أعمال المرأة والتمكين مواهبها حيث تقوم بصناعة حافظات الشاي. وقصة نجاحها لا تقتصر على عمل فردي فقط، بل تتكامل مع قصص نساء اخريات تتعاون معها لبناء مجتمع نسائي قوي ومبدع، تتشارك فيه الأفكار والموارد لتحقيق النجاح المشترك.

 

نساء تتحدى الصعوبات وتسعى إلى تطوير المجتمع

تسعى هدية الأحمد، إلى تحقيق النجاح والإبداع رغم التحديات الصعبة "أعمل في صناعة حافظات الشاي منذ سبع سنوات، وخلال هذه الفترة مررت بتجارب متعددة. بعضها كان مليء بالصعوبات، بينما حمل بعضها الآخر لحظات من الفرح والسعادة والإنجاز، وأفتخر كوني أعمل في مجال أستطيع من خلاله إظهار مواهبي وتأمين الدخل المستقل لعائلتي".

وعن الدوافع التي استطاعت من خلالها البدء بصناعة حافظات الشاي "بدأت قصتي في صناعة حافظات الشاي بعد أن رأيت مجموعة من النساء يعملن في هذا المجال، جذبني الفضول لمعرفة كيفية صنع هذه الحافظات التي تضفي لمسة من الجمال على جلسات الشاي، كنت أراقبهن بشغف، وأتعلم منهن كيفية صنع هذه الحرفة، بعد فترة من التعليم والمراقبة، قررت أن أبدأ بصنع حافظات الشاي بنفسي، فذهبت إلى السوق لشراء المواد الخام اللازمة مثل السلال والقماش والخيوط، وكانت تلك بداية طريقي في صناعة الحرف اليدوية".

 

تأمين الفرص المتاحة لممارسة أعمالها

في متابعة حديثها أشارت هدية الأحمد إلى الظروف التي قامت من خلالها البدء بعملها "بدأت العمل في منزلي، حيث كنت أنا وابنتي نتعاون معاً في هذا المشروع. كان الجو مليئاً بالألفة والمحبة، مما جعل العمل أكثر متعة وحماسة، كنا نعمل جنباً إلى جنب، نتبادل الأفكار حول تحسين التصميمات والابتكارات في كل حافظة شاي نصنعها، مع مرور الوقت، بدأنا في إنتاج حوالي خمس إلى سبع حافظات شاي يومياً حسب الوقت والجهد المبذول، كانت كل حافظة تحمل لمسة فريدة تعكس إبداعنا".

وأضافت "لم تقتصر تجربتي على صناعة الحافظات فقط، بل قررت أيضاً فتح بسطة صغيرة في السوق مع نساء الحي، كانت هذه الخطوة سبيلاً لتعاون النساء بعضهن مع البعض، حيث كنا نتعاون معاً في أوقات الفراغ لصنع الحافظات وبيعها، هذا العمل الجماعي أضاف طابعاً خاصاً على مشروعنا وأثّر بشكل إيجابي على جودة المنتجات".

 

تطوير العمل من شخصين إلى مجموعة من العلاقات الاجتماعية القوية

وتطرقت هدية الأحمد إلى كيفية تطوير العمل وتقوية العلاقات النسائية في المجتمع "من خلال هذا التعاون، استطعنا بناء العلاقات الاجتماعية القوية بين النساء، وأصبح لدينا مكان نلتقي فيه لنتبادل الأفكار حول كيفية تطوير مشاريعنا. كانت هذه اللقاءات مصدر دعم لنا، وشجعتنا على الاستمرار في العمل وتحقيق المزيد من الإنجازات".

كما لفتت الانتباه الى أهمية المشاريع التي تستطيع المرأة من خلالها التكاتف والمشاركة "لقد كانت هذه المهنة تجربة رائعة، مليئة بالفرح والإنجازات والتكاتف. مع مرور الوقت، لاحظت أن العديد من أصحاب المحلات التجارية يطلبون كميات من حافظات الشاي التي نصنعها، هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتيجة عمل شاق ومثابرة ورغبة قوية في تحسين الذات".

وبينت انه "مع مرور الوقت، بدأت أفكر في توسيع مشروعي، خاصة بعد أن لاحظت الطلب المتزايد على المنتجات. كنت أرغب في إضافة تصاميم وألوان جديدة لتكون جاذبة أكثر. بدأت أبحث عن ورش عمل ودورات تدريبية لتطوير مهاراتي في هذا المجال، مما ساعدني على مواكبة أحدث الاتجاهات في صناعة الحرف اليدوية".

 

على النساء ان تسعين لتحقيق أحلامهن والنضال من أجلها

وجهت هدية الأحمد رسالة إلى كافة النساء مطالبة بتطوير الأعمال النسائية "لا تترددي في السعي لتحقيق أحلامك والعمل من أجلها. لا تسمحي للعادات والتقاليد أن تقف في طريقك، فالمرأة قادرة على تحقيق كل ما تريده إذا كانت تمتلك الإرادة والعزيمة".

قصة صناعة حافظات الشاي ليست مجرد حكاية نجاح فردي، بل هي قصة إبداع وعطاء نسائي في مواجهة التحديات. مؤكدة "نحن النساء لدينا القدرة على بناء مستقبل أفضل لأنفسنا ولعائلاتنا، ومن خلال العمل الجماعي والتعاون، يمكننا تحقيق أحلامنا، وتطوير مجتمعنا".

تقدم هدية الأحمد مثالاً حيًاً على قدرة المرأة على التفوق والابتكار رغم الصعوبات، صنعت لنفسها مكانة في عالم الحرف اليدوية، ليس فقط من خلال الإبداع والمثابرة، بل من خلال العمل الجماعي الذي ساعدها على تطوير مهاراتها وتوسيع مشروعها.