صناعة الشمع والكرانكيت... امرأة تفتح مشروعها الأول
بإضافة الرسومات والحفر على قطع الشمع والكرانكيت، افتتحت امرأة من مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا مشروعها الخاص بهدف تطوير مهاراتها والتمييز والإبداع.
يسرى الأحمد
الرقة ـ تحدت رجاء الملا كافة الصعوبات لتخطو خطوات نحو الإبداع والابتكار وتضع بصمة مضيئة في وجه كل من يحاول إظلام درب النساء، حيث تتفنن الرسم على الشمع والكرانكيت وتعبر من خلالها عن أحاسيس النساء المليئة بالجمال.
من خلال الرسم تعبر عن مهاراتها
رجاء الملا البالغة من العمر 33 عاماً أم لثلاثة أطفال، دفعها شغفها وحلمها إلى إبداعها في مجال الرسم، من خلال إضافة لمساتها الفنية والإبداعية لتفتح مشروعها الخاص ضمن منزلها وحول ذلك تقول "تشجعت لافتتاح مشروع فني ضمن المنزل، فأنا أميل الى الجانب الفني وأملك الحس الفني، وهوايتي هي فنون الرسم".
وأوضحت بأن فكرة مشروعها أعطت للمنطقة جاذبية كونها فكرة فريدة من نوعها "بدأت مشروعي بقرار فردي بعد أن وجهت كافة طاقتي لإبرز مهارتي في صناعة القطع الفنية والحرفية، وكما اتجهت إلى الانترنت لتعلم بعض الأفكار الجديدة، بحسب طلبات واختيار الزبائن".
وأكدت رجاء الملا أن المرأة لديها العديد من المهارات ويعود ذلك إلى إرادتها ورغبتها في الإبداع "اعتبر عملي جزء خاص من مهارات المرأة، فكل امرأة لديها لمسة إبداع خاصة بها، لذا عليها أن تسعى جاهدة لإخراج موهبتها وتطويرها نحو الإبداع والتمييز، وأتمنى من خلال افتتاح مشروعي أن ادفع النساء والفتيات إلى افتتاح مشاريعهن الخاصة وتنمية مواهبهن".
طريقة صنع قطع الكونكريت وتزيينها
وعن طبيعة عملها والمواد اللازمة لصنع الكونكريت أوضحت "اصنع قطع الكونكريت والتي تتشكل من خامات متعددة منها الجبصين والحجر والأسمنت. أقوم أولاً بتحضير عجينة القطعة من خلال مزج المياه مع مادة الجبصين، وذلك بمقادير معينة بحسب حجم القطعة ويتم تحريكها جيداً حتى يخرج منها فقاعات تشير إلى أنها جاهزة لوضعها في القالب ثم أضيف الألوان والزينة المطلوبة واتركها لمدة يومين أو أكثر حتى تجف، وأخر خطوة أقوم بها هي وضع الرسومات المطلوبة عليها".
أما عن كيفية صنع قطع الشمع بينت أنه "يتشكل الشمع من عدة أنواع فهناك شمع الصوية وأصابع النخيل بارافين، إذ أقوم بإذابة الشمع على نار هادئة بدرجة غليان محددة، ثم يتم صبه في القالب المطلوب وتلوينه ويوضع فتيل النار داخله ثم انتظره حتى يجف ليتم إخراجه من القالب". لافتةً أنه يجب أن يكون هناك انتباه وتركيز وتحكم أثناء إخراج القطع من القالب، حرصاً على عدم كسرها.
الصعوبات والعوائق
وحول الصعوبات التي واجهتها رجاء الملا في بداية عملها بينت "واجهت صعوبات متعددة في تأمين القوالب الخاصة للقطع لذا اضطرت إلى جلبها من الدول المجاورة، واجهت صعوبة في تسويق القطع والمنتجات. كما تحديت تلك العادات والتقاليد المفروضة على المرأة بحصرها ضمن الأعمال المنزلية فقط".
وأشارت إلى تمييز أعمالها والقطع اليدوية عن القطع التجارية في الأسواق "ما يميز القطع المصنوعة يدوياً عن القطع الصناعية إنها تختلف من حيث النوعية والجودة، لذا يوجد عليها إقبال وطلبات كثيرة من قبل المجتمع، يوجد في الأسواق قطع الكونكريت والشموع لكن غالباً ما تكون غير جذابة وباهتة، وما يميز أعمالي في صناعة الشموع وقطع الكونكريت هي إضافة مختلف الرسومات الجميلة والمميزة وحفر مجسمات وأشكال مختلفة عليها".
أهمية تطوير المشاريع الخاصة للنساء
ودعت الفتيات والنساء إلى تطوير مواهبن الدفينة "أشجع كافة النساء إلى إخراج وتنمية هوايتهن، فالمرأة مكانها ليس فقط ضمن عمل المنزل ورعاية الأطفال، بل هي المبدعة والمستكشفة والقادرة والريادية. ويجب أن تضع بصمتها الفنية ولمساتها الإبداعية في كل مجالات الحياة، فالمجتمع بحاجة إلى كيان ومشاركة المرأة للنهوض وتطويره نحو الأفضل".
وتمنت رجاء الملا في ختام حديثها أن يتوسع مشروعها كونه ضمن المنزل ونطاقه ضيق "أقوم بتسويق القطع على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أحاول تطويره عبر ابتكار أفكار جديدة مثل العمل بالرزين وغيره".