فاعلة جمعوية تدعو النساء إلى تجاوز العقبات وألا تنظرن من داخل الصندوق الأسود

تعتبر الفاعلة الجمعوية صفاء آيت إدمو أن تمكين النساء اقتصادياً أمر أساسي، لأنه يضمن حقهن في الولوج إلى سوق العمل المغربي بدون أية عراقيل.

حنان حارت

المغرب ـ دعت صفاء آيت إدمو النساء إلى تجاوز كل العقبات التي تقف في طريقهن وتمنعهن من الوصول لسوق العمل وعدم الخنوع للعنف وتجاوز النظرة السوداوية التي تعيق تقدمهن.

تعمل جمعية أوراق الحناء لتنمية المرأة التي تأسست في عام 2013، على مواكبة النساء المغربيات، لتحقيق التميز في مسارهن المهني وتوعيتهن بأهمية الولوج إلى مصادر التمويل، وكذلك مساعدتهن على تحقيق تطلعاتهن وطموحاتهن المهنية.

وعن أهداف الجمعية، قالت الفاعلة الجمعوية صفاء آيت إدمو، ورئيسة جمعية أوراق الحناء لتنمية المرأة أن هدف الجمعية هو تمكين النساء اقتصادياً، لتخطي الضغوطات النفسية والمشاكل الأسرية التي تعترضهن في المجتمع، خاصة النساء ربات البيوت اللواتي ليس لديهن مستوى تعليمي وليست لديهن حصة في السوق، ويقع على عاتقهن مسؤولية تربية الأبناء.

وأوضحت أن الجمعية تهدف إلى المساهمة في إحداث تأثير داخل المجتمع، من خلال تزويد النساء بآليات بديلة "لقد فكرنا في ضرورة امتلاك النساء لحرف يمتهنها من داخل البيوت"، لافتة إلى أنه عندما تتقن الحرف يمكنهن بعد ذلك أن تصبحن مقاولات ولهن حصة في السوق أو تتمكن من إنشاء تعاونية.

وأكدت أنه لا يمكن إحراز تقدم ملموس دون رفع كل القيود والحواجز الثقافية التي تعيق تقدم النساء في المجتمع، معتبرة أن بناء مجتمع حداثي يتطلب العمل على محاربة كل الصور النمطية.

وعن العراقيل التي تقف أمام تمكين النساء في المجتمع المغربي، قالت إن هناك حواجز نفسية ومجتمعية مازالت تعرقل تمكين النساء "عندما تكن في وضعية هشاشة وفقر ومتضررات من المحيط الهش الذي تعشن فيه، فإنهن ستكن عرضة للاستغلال والعنف، لكن عندما يكون لديهن إمكانيات مادية ومعرفية وعلمية، وكذلك إمكانيات نفسية؛ ستكن قادرات على مواجهة الحياة ومؤمنات بمؤهلاتهن، كما أنه لا يمكن لأحد أن يقلل من شأنهن".

وشددت على أن تمكين النساء اقتصادياً يعد من الآليات الأساسية التي تنهض بوضعية المرأة "سيمكنهن ذلك من الاستفادة من حقوقهن، ويضمن حقهن كذلك في الولوج إلى سوق العمل بدون أية عراقيل"، مؤكدة على ضرورة فسح المجال أمام النساء "هناك نماذج نسائية ناجحة يمكن أن تكون بمثابة تحفيز للنساء والشابات، فالمرأة عندما توضع في مكان المسؤولية وتتوفر لها الإمكانات فإنها تحقق نتائج جيدة.

وعن الحلول التي يمكن أن تساهم في إحداث تغيير في وضعية المغربيات قالت إن الإنسان يجب أن ينطلق من نفسه، من أجل تحقيق ذاته في المجتمع "عندما ترفض المرأة واقعاً عانت فيه من العنف، فإن المطلوب هو العمل على إيجاد حلول وليس الاستمرار في النظر من داخل الصندوق الأسود".

ودعت النساء إلى كسر حاجز الصمت وعدم الخنوع للعنف والبحث عن منظمات وجمعيات، وطرق الأبواب من أجل الحصول على الدعم لتحسين وضعيتهن، وبالتالي تجاوز كل العقبات التي تصادفهن، لتحقيق أهدافهن وإحداث تغيير إيجابي في حياتهن.