نساء الرقة تحققن اكتفائهن الذاتي بالعمل ضمن القطاعات الصناعية

كسرت النساء في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا، المفاهيم التي تحتكر بعض المهن للرجال فقط من خلال عملهن في المعامل الصناعية والغذائية.

يسرى الأحمد 

الرقة ـ أكدت العاملات في المعمل الخاص بصناعة الشعيرية في مقاطعة الرقة، على أهمية افتتاح المعامل الصناعية لفتح المجال أمام المرأة لتعزز دورها في المجتمع، وتحقق اكتفائها الذاتي.

عانت المرأة من الذهنية الذكورية التي همشت دورها وحرمتها من أبسط حقوقها، ولكن مع تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية، تمكنت من كسر العديد من المفاهيم الاجتماعية والقيود التي كبلتها باسم العادات والتقاليد البالية، لتتمكن من التواجد في جميع المجالات.

وساهم افتتاح العديد من المعامل الصناعية والغذائية في مقاطعة الرقة بتوفير فرص عمل للنساء وإحدى تلك المعامل معمل "الملاح" الذي تم تأسيسه منذ عام والخاص بصناعة الشعيرية، ويضم المعمل عشرة نساء من فئات عمرية مختلفة.

تقول فاطمة قاسم إحدى العاملات ونازحة من العراق منذ عشرة أعوام، إنها انضمت للعمل من أجل إعالة زوجها في تأمين مستلزمات المنزل "يعمل زوجي في سوق للخضروات ولأن الأجور التي يتقاضها لا تؤمن مستلزمات المنزل، قررت العمل لمساعدته".

وعن سبب نزوحها من العراق أوضحت أنه "في أواخر عام 2014 شهدت العراق أحداث أدت إلى دخول فصائل مثل داعش إلى العديد من المناطق، مارس خلالها أبشع الانتهاكات، ونتيجة عدم الاستقرار وغياب الأمن أصبحت منطقتنا غير أمنة، لذلك اضطررنا للنزوح إلى سوريا وقصدنا مدينة الرقة بحثاً عن الاستقرار".

وحول كيفية صنع الشعيرية قالت فاطمة قاسم، يحتاج صنعها عدة مراحل، ففي البداية يتم مزج المواد في آلات مخصصة، من ثم يمر على آلة السير ليتم تعبئتها في أكياس خاصة وتوزينها، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي التغليف ووضعها في طرود خاصة بها "تتولى كل واحدة هنا مهمة فهناك مجموعة تتولى قص أكياس الشعيرية، وأخرى تقوم بكيلها وتغليفها، أما أنا فأقوم بتعبئة الشعيرية في أكياس مخصصة لها".

ولفتت الى أنها تواجه صعوبة في العمل وطبيعته الشاقة والمتعبة كونه يحتاج إلى الوقوف لساعات طويلة على الأقدام، الأمر الذي أدى إلى إصابتها بالديسك بالإضافة إلى ظهور آلام وتشنج في رقبتها ويداها، مضيفةً أنهم رغم ساعات العمل الطويلة الا أنهم يتقاضون أجور منخفضة.

وشددت على ضرورة إنشاء معامل لفتح مجالات عمل للنساء، لأنهن من أكثر الفئات تضرراً من الحرب في سبيل تأمين قوت يومهن وأثبات ذواتهن حتى لا تكن بحاجة لأحد، لافتةً إلى أن مناطق إقليم شمال وشرق سوريا تعتبر من أكثر الأماكن أماناً، كما أن مشروع الأمة الديمقراطية دعم وعزز دور المرأة ومكانتها في المجتمع.

ومن جانبها قالت تسنيم الحمد إنها تعمل مع شقيقتها في المعمل "كوننا لا نملك أشقاء ووالدي مسنان يقع على عاتقنا أنا وشقيقي إعالة الأسرة في سبيل تأمين احتياجاتنا"، مشيرة إلى مهمتها في المعمل هو الوقوف على الميزان الخاص بتوزين مادة الشعيرية ومن ثم وضعها في أكياس مخصصة لها".

وأوضحت أن المرأة عانت لسنوات طويلة من التهميش والقمع بسبب المفاهيم الاجتماعية الخاطئة التي حرمتها ومنعتها من العمل والتعليم، أما اليوم نرى أن المرأة تمكنت من كسر القوالب النمطية التي حصرت عملها داخل المنزل، من خلال انخراطها في كافة المجالات "على جميع النساء استغلال تلك الفرصة التي اتاحت لهن اثبات أنفسهن ووضع بصمتهن في المجتمع للنهوض به".