نازحة تنشئ شركة وتوفر فرص عمل للنساء

رغم صغر سنها وخسارتها لعملها الذي أسسته منذ أربعة سنوات في العاصمة الخرطوم، تخطو فاطمة صلاح بثبات في مجال أعمال جديدة في الولاية الشمالية التي نزحت إليها ولم يزدها ما مرت به إلا إصراراً ومضياً نحو ما تصبو إليه.

ميساء القاضي

السودان ـ رغم تهميش النساء بسبب القيود المختلفة في السودان، إلا أن المرأة السودانية استطاعت أن تكون حاضرة بنشاط وسط بلاد تعاني من حرب أهلية.

بدأت فاطمة صلاح عملها كموردة للأنظمة المتعددة في شركة Promise التي أسستها في الخرطوم عام 2020، لكن بعد أن نزحت بسبب الحرب إلى مسقط رأسها بالولاية الشمالية قررت البدء من جديد بعد أن فقدت ما قامت بتأسيسه في الخرطوم.

درست في كلية الدراسات البيئية وإدارة الكوارث وعملت مع عدة جهات، كانت دوماً تحب أن تكون شخصية قيادية وتدير شؤونها بنفسها، لذلك فكرت في إنشاء عملها الخاص ووفرت من خلاله فرص عمل للكثيرات فطاقم العمل جميعه من النساء، حيث أنشأت بعد نزوحها في نيسان/أبريل شركة نظافة باسم promise لتقديم خدمات النظافة للمؤسسات الحكومية والخاصة، وتقول "كنت حريصة على توفير كل الاحتياجات لهن للقيام بعملهن، فأنا أسعى بهمة ونشاط من أجل تذليل كافة العقبات لتقمن بعملهن على أكمل وجه".

وأوضحت أن شركتها خلال أربعة أشهر حصلت على ثقة ثلاثة مستشفيات تعمل معهن حالياً وأنها تسعى لتوسيع خدماتها لتشمل مؤسسات أخرى حكومية وخاصة.

كان لأسرة فاطمة صلاح دور كبير في تشجيعها وذللوا لها الكثير من العقبات الاجتماعية التي يمكن أن تواجهها لكونها امرأة "واجهت معاناة وصعوبات كثيرة فهناك دائماً من كان يقول لي أنك لا تستطيعي النجاح، لكن بإصراري وإراداتي أثبت للجميع أنه يمكنني النجاح".

وعن رحلة نزوحها من الخرطوم قالت إنها بقيت ثمانية وعشرون يوماً وسط المعارك في منطقة كافوري في الخرطوم بحري، بعدها ذهبت إلى مدينة أم درمان لتقيم مع أهل زوجها في منزلهم لمدة شهرين "كنت أعتقد أنني سأعود إلى منزلي بعد عدة أيام لكن طالت الفترة فاقتنعت بأن العودة صعبة وحتى إذا عدنا فإن سنجد منازلنا قد سرقت وربما نجدها تهدمت بسبب القذائف"، موضحة أنها فقدت كل شيء في الخرطوم.

وعن مخاوفها من أن تخسر ما تقوم بتأسيسه حالياً في حالة تمدد رقعة الحرب أكثر قالت إنها تفكر في اللحظة الحالية فقط وإذا حدث ذلك فإنها ستبدأ من جديد فهي لا تنظر إلى الخلف.

وأكدت أن الطموح مهم وحثت النساء على النجاح لتكن قدوة لأبنائهن "ربتني والداتي وهي التي علمتني الكفاح ومعنى الحياة لذلك أتمنى ألا تتوقف النساء أو تتنازلن عن طموحاتهن وتركزن على رعاية الأبناء وتلبية طلبات الزوج فقط، لابد أن يكون للمرأة دور في مجتمعها وأثر في حياة الناس فالحياة معناها أكبر، لا بد من أن نعمل ونجتهد".